تعليم الأطفال تحمل العواقب دون عقاب

الرئيسية » بصائر تربوية » تعليم الأطفال تحمل العواقب دون عقاب
punishment-vs-compassion-should-you-scold-your-child-or-just-hug-them-when-theyre-stressed

أثبت العلم الحديث أن العقاب ليس من أفضل أساليب #التربية، كما ينصح علماء النفس والتربية #الآباء أن ينسوا ما يتعلق بالعقاب والقواعد غير المجدية لأنهم ينتهون ببساطة في معركة للقوة والسلطة مع أبنائهم. وإنما تعليم #الأبناء أن لأفعالهم عواقب وجعلهم يتحملونها أوقع بكثير من العقاب. وإليكم 14 نقطة توضح كيفية جعل الأبناء يتحملون النتائج وفعالية ذلك في جعلهم يمتنعون عن القيام بارتكاب الأخطاء.

1- استخدم النتائج لا العقاب:
فالعاقبة تنتج عن قيام الإنسان بعمل ما أو اتخاذ قرار خاطئ. وهي تُعدِّل سلوك الطفل على نحو إيجابي. أما العقاب فهو أشبه بشعور الانتقام والرغبة في النيل من الشخص وجعله يعاني جراء فعله الخاطئ. وفرض العقاب على الطفل يكون مغريًا أحيانًا إذا ما قام الطفل بعمل خاطئ. ويكون السبب الكافي وراء عقاب الآباء للأبناء هو رغبة الأب في توصيل تلك الرسالة لطفله وهي: "أنا والدك وعليك أن تستمع إليَّ". وللأسف فقد ثبت علميًا ونفسيًا أن العقاب ليس أسلوبًا مؤثرًا لتعديل السلوك ولا إثبات سلطة الوالدين .

2- أعطِ طفلك مهامًا محددة:
فالعاقبة ذات المهمة المحددة تكون متعلقة بالخطأ الذي ارتكبه الطفل كما تعلمه درسًا أخلاقيًا معينًا . فمثلًا إذا تعدت ابنتك الموعد المحدد للعودة للمنزل فبدلًا من عقابها بعدم الخروج، اتفق معها على أن تعود المرة المقبلة قبل الموعد بساعة كاملة لتثبت قدرتها على الوفاء بالوعد والالتزام بالمواعيد. وإذا ما أثبتت قدرتها على ذلك، فيمكنك جعلها تعود لمواعيدها العادية دون مشكلة. أما عقابها بعدم الخروج والذي يميل لفعله الكثير من الآباء فإنه لا يعلمها شيئًا ويسبب للأسرة كلها الضيق والحزن كون أحد الأفراد معاقب وغير سعيد.

3- اجعل العواقب محددة بوقت:
وهذا معناه أن عليك تحديد زمن محدد للطفل لإتمام المهمة. وعلى الوقت ألا يكون قصيرًا بحيث ييأس الطفل من قدرته على إنجاز العمل، ولا طويلًا لدرجة تجعله يماطل في القيام به. فمثلًا ألا يسب الطفل أو يستخدم ألفاظ السباب لمدة ثلاثة أيام، فترة كافية ليثبت الطفل قدرته على القيام بهذا الأمر. وفي نفس الوقت هي كافية لئلا يشعر بالعجز عن قدرته على القيام بالأمر إذا ما طالت المدة لأسابيع أو أشهر كما يفعل بعض الآباء. كما يمكن لتشجيعه زيادة الوقت الذي يلعب فيه أو يستخدم فيه الهاتف الجوال ليكون دافعًا أكبر له.
أما إطالة مدد المهمة، فإنها تُشعر الطفل باليأس واستحالة القيام بالأمر وبالتالي يفقد الثقة بنفسه. وبالنسبة للآباء ، فقد يلتهون وينسون الأمر أو يَرِقِّون لحال الطفل فيتجاوزن عن الخطأ الذي ارتكبه، أو ينسوا الأمر برمته لاحقًا ولا يكون الطفل قد تعلم شيئًا.

4- اجعل العواقب متعلقة بالتصرف الخاطئ:
وهذا معناه أن تكون العاقبة التي سيقوم بها الطفل لها علاقة بالتصرف الذي ارتكبه حتى يتعلم منه . فمثلًا، إذا كان عليه النوم في وقت محدد، وهو لا يلتزم بهذا الأمر فاجعله ينام في الموعد لثلاثة أيام متتالية مثلًا أو لأسبوع وهذا قبل أن تمنحه الحرية للتأخر في النوم لاحقًا.

5- العواقب تُعلِّم الطفل:
فمثلًا إذا أساء أخ لأخته يمكن أن تكون العاقبة أن يكتب لها رسالة اعتذار يعتذر فيها ويشرح ما سيقوم به في المرة القادمة حين يغدو على خلاف معها. ومن هذا سيتعلم كيفية الاعتذار بل وكيفية كتابة رسالة لأحدهم، وسيكون دافعًا إيجابيًا له بأن يتصرف في المرة القادمة بما كتبَ في رسالته.

6- لا تلغي مناسبات مهمة له كعاقبة لفعله:
فإلغاء إجازة او احتفال أو حفلة لتحسين سلوك الطفل لن يؤدي للنتائج المرجوة في هذا الصدد. فالهدف من العواقب هو أن يُظهر الطفل تحسنًا في تصرفه حتى يحصل على جائزة أو مزية معينة. أما إذا ضاعت مناسبة مهمة بالنسبة له، فلن يصير هناك مجال لإعادتها كما سيتسبب هذا في إحزان الطفل.

7- ماذا تفعل حين لا تجدي العواقب نفعًا؟
ماذا إذا لم يعِ طفلك الرسالة؟ هل معنى هذا أن العاقبة يجب أن تكون قاسية كالعقاب حتى يعي الطفل الدرس؟ لا هذا غير صحيح. تذكر دومًا أن الغرض هو تقويم الطفل وليس عقابه، وأن الأطفال يأخذون وقتًا لتحسين سلوكياتهم، ولكن الاستمرار في تطبيق تقنية العاقبة ستثمر لا ريب في النهاية. فكر في هذه العواقب كالغرامة التي يدفعها من يقود السيارة بسرعة، فليس كل شخص يتوقف عن السرعة الزائدة لدفعه الغرامة مرة واحدة، فهناك من يستمر في دفعها عدة مرات قبل أن يتعلم الدرس ويكف عن القيادة بسرعة زائدة.

تذكر دومًا أن الغرض هو تقويم الطفل وليس عقابه، وأن الأطفال يأخذون وقتًا لتحسين سلوكياتهم، ولكن الاستمرار في تطبيق تقنية العاقبة ستثمر لا ريب في النهاية

8- حين يقول طفلك: "لا فرق عندي!"، ماذا يتوجب عليك أن تفعل؟
هذه طريقة يقوم بها الكثير من الأطفال لإنهاك الآباء وجعلهم يفقدون الأمل في تطبيق الأطفال للنتائج وبالتالي تسير الأمور كما يريد الأطفال. وأحيانًا يكون هذا الأمر أسلوب الطفل في التعبير عن عدم رغبته في تحمل المسؤولية. وهنا يجب أن يكون ردك كأب: "لا بأس إذا كنت لا تبالي بالأمر، ولكنك ستتحمل العواقب على أي حال". واستمر على منوالك وسيستلم الطفل في النهاية أمام ثباتك، وسيشكر لك ذلك في المستقبل.

9- استخدم المكافأة والعاقبة:
فلا تكن علاقتك بطفلك هي مجرد تحمل العواقب، فلتكن له جوائز كذلك . فمثلًا إذا لم تلتزم ابنتك بالموعد قلنا أنه يمكنك أن تحدد لها العودة مبكرًا لعدة أيام لاختبار التزامها. ولكن ماذا إذا التزمت وعادت في الموعد المبكر المُتفق عليه في الأيام المحددة؟ هنا عليك الحرص على المكافأة ولو بأمر بسيط من باب التشجيع، سيما إذا كان الأمر صعبًا بالنسبة لها ولكنها مع ذلك حرصت على القيام به.

10- جهز قائمة بالعواقب والجوائز:
واجعل هذه القائمة هي الخطة والمرشد التي تعينك على تحديد كيفية التعامل مع تصرفات طفلك الصحيحة والخاطئة. وهذا من شأنه أن يجعلك تسير على الطريق الصحيح وألا تميل للطريق الأقصر وهو العقوبات المؤقتة العشوائية. فتجد نفسك كلما شتم الطفل مثلًا تأخذ هاتفه لساعة عقابًا له، ثم تعيده وهكذا دواليك كلما شتم. ولكن حرصك على تطبيق طفلك للعاقبة يساعده على التعلم وتصحيح سلوكه، وتحمل عواقب خطئه، والحفاظ على علاقة طيبة بك كأب أو أم.

حرصك على تطبيق طفلك للعاقبة يساعده على التعلم وتصحيح سلوكه، وتحمل عواقب خطئه، والحفاظ على علاقة طيبة بك كأب أو أم

11- تصرف كرجال الأعمال حين تفرض عاقبة على طفلك:
كن واضحًا وتكلم باختصار، ولا تسمح لطفلك بالمفاوضة والدخول معك في نقاش، وأَنْهِ معه الحديث حين يتضح ما يتوجب عليه فعله بغض النظر عن موافقته له. هناك فرق بين الحزم والقسوة، وفي مواقف كهذه كل ما تريده أنت هو أن تكون حازمًا وهو أمر سيدرك الطفل أهميته على المدى البعيد إن لم يدركه الآن، على عكس القسوة التي تعد غير مجدية على الإطلاق.

12- حين يغضب الطفل بسبب العاقبة، ماذا عليك أن تفعل؟
الكثير من الأطفال يغضبون حين يتوجب عليهم القيام بمهمة سواء كانت عقاب أو عاقبة جزاء فعلهم، ويبدأون في السب أو الصراخ ومواجهة آبائهم في محاولة لتخوفيهم وردعهم عن القيام بالأمر. ولكن تذكر أن ما تقوم به هو طريقة فعّالة لتعديل سلوك الطفل وليس عقابًا يؤذيه أو يؤلمه، فاثبت على موقفك وواجه غضب طفلك بهدوء تام.

13- العواقب وصراع القوة:
أحيانًا لا تفيد تقنية العواقب لأن الأمر يغدو كصراع على السيطرة بين الطفل والوالدين فيمتنع الطفل عن الامتثال للعواقب. فأحيانًا يتوجب على الآباء الانتقال لدائرة العقاب، أو استشارة المختصين إن لم يجدِ هذا الأمر نفعًا كذلك.

14- كلمة أخيرة تتعلق بالعواقب والتربية السوية:
وأخيرًا فعلى الآباء أن يضعوا قواعد محددة ومنطقية. وهذا معناه ألا يفرض الآباء عقوبات قاسية وفي نفس الوقت لا ينتهي الأمر بالتسيّب . وإنما عليهم توقع الأفضل من الطفل والحرص على التمرير والمسامحة، مع تطبيق تقنية العواقب ما لزم الأمر. وفي النهاية، ما يريده الآباء الأسوياء في التربية هو تنشئة أبناء مستقيمين وصالحين فعليهم لللقيام بهذا استخدام الوسائل الصحيحة الفعالة.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.empoweringparents.com/article/how-to-give-kids-consequences-that-work/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

لا تنظيم بلا التزام: كيف نحمي صفنا من الداخل؟

لا يمكن لأي مؤسسة أو شركة أو حتى جمعية صغيرة أن تحقق النجاح والاستمرارية ما …