ثماني مهارات اتصال خسرها أطفالنا بسبب التكنولوجيا

الرئيسية » بصائر تربوية » ثماني مهارات اتصال خسرها أطفالنا بسبب التكنولوجيا
8 مهارات اتصال خسرها أطفالنا بسبب التكنولوجيا

أعمل مع الأزواج وأرى -بشكل مباشر- الآثار السلبية للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على مهارات الاتصال الأساسية لدى الزيجات، إن افتتاننا بالشاشات يُقللّ من التفاعل وجها لوجه والمطلوب بشدّة في العلاقات ، أراه في أطفالي وأصدقائهم، إن هوسهم بالهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب والرسائل النصية يسلب الأطفال اليوم مهارات التواصل الأساسية اللازمة للعلاقات مع الآخرين.

الأسوأ من ذلك، أجد نفسي أفتقد القدرة والرغبة للاستماع، إذا فقدت هذه المهارات، فمن المحتم ألا يتمتع أطفالنا بها أبداً، ما المهارات التي يفتقِدها أطفالنا؟

فيما يلي 8 مهارات اتصال خسرها الأطفال أو سيخسرونها إذا لم نجر بعض التغييرات الجِدّية:

1. القدرة على التحدث مع الآخرين
ينمو الأطفال مع ميل نحو التواصل السريع مع تفويت فرصة التواصل الفعلي الرصين مع الآخرين، في هذا الوقت وبسبب ارتباطهم بالتكنولوجيا، يفوّتون الكثير من الفرص في التحدث مع أهلهم، وسرد قصصهم والقيام بالمغامرات الحية ومشاركة المشاكل والتحديات التي تواجههم.

2. القدرة على التفكير والتواصل الفوري
أغلب أنواع الاتصال التي تحدث عبر الأجهزة تمر بمراحل أو عبر وسائط، مثل رسالة بريد إلكتروني، رسالة نصية، ولكن التواصل وجهاً لوجه يتطلّب أن نكون عفويين، وأن نفكّر بطريقة فورية.
تؤدي الثقافة التي تتمحور حول التواصل عبر الأجهزة -التي تركز على النصوص تحديداً- تؤدي بأطفالنا إلى تحرير اتصالاتهم والتحكم فيها، بينما يصبح التواصل الشخصي مع الآخرين حرجاً؛ لأننا لا نعرف كيفية التفكير والتحدث بسرعة بداهة.

3. التواصل وقراءة السلوكيات غير اللفظية
عندما نتواصل بشكل أساسي عبر رسالة نصيةأو بريد إلكتروني، فإننا نفقد القدرة على التعرف على السلوكيات غير اللفظية وقراءتها في الآخرين، أو التعرف على لغة الجسد، كما يقال كثيراً، فإن التواصل غير اللفظي صوته أعلى من التواصل اللفظي.

عندما نتواصل بشكل أساسي عبر رسالة نصيةأو بريد إلكتروني، فإننا نفقد القدرة على التعرف على السلوكيات غير اللفظية وقراءتها في الآخرين، أو التعرف على لغة الجسد

4. القدرة على التركيز على الآخرين
عندما ننفق الكثير من الوقت على هواتفنا، فإننا نفقد القدرة على الاهتمام والتركيز على الآخرين ، أحد أصدقائي الذي يعمل مدرّساً في المدرسة الثانوية، لاحظ عندما بدأ التدريس أول مرة في السابق أن التلاميذ في فصوله كانوا يتحدثون إلى بعضهم البعض في الفصل الدراسي وفي الممرات، أما الآن لم يعد التلاميذ مهتمين بالحديث مع بعضهم بعضاً، وأصبحوا منشغلين جميعاً بهواتفهم، في هذه العملية، أصبحنا أكثر تركيزاً على احتياجاتنا بدلاً من احتياجات الآخرين.

اقرأ أيضاً: هل تجعل أطفالك مدمني تكنولوجيا دون أن تُدرك؟

5. الكشف عن حقيقة ما نشعر به
أصبح بإمكاننا -بسهولة- الاختباء وراء عالم الكلمات والرموز التعبيرية، ما جعل التواصل وجهاً لوجه صعباً للغاية، وساهم في إخفاء ما نشعر به حقاً.

6. التفاعل وجهاً لوجه
في بعض الأحيان نحتاج فقط إلى النظر إلى شخص ما في عينيه، والبكاء على كتف شخص ما، والضحك مع شخص ما، أو الحصول على/ أو منحِ عناقٍ مطمئنٍ، أو التربيت على الكتف، كلما زاد اعتمادنا على الاتصالات المكتوبة/ النصية، زاد تفويتنا لفرصة الجلوس مع أصدقائنا، والاقتراب الجسدي منهم وتشجيع المودة بيننا وبينهم.

كلما زاد اعتمادنا على الاتصالات المكتوبة أو النصية، زاد تفويتنا لفرصة الجلوس مع أصدقائنا، والاقتراب الجسدي منهم وتشجيع المودة بيننا وبينهم

7. القدرة والرغبة على الاستماع
لا يتمتع الأطفال بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين، في الوقت نفسه الذي يستمعون فيه إلى الموسيقى أو العروض أو الألعاب على أجهزتهم، وهم في الحقيقة لا يفتقرون إلى القدرة فقط، بل يفتقرون للرغبة للاستماع أيضاً، يختار الأطفال تجاهل الآخرين أو عدم الاكتراث بهم بدلاً من الانخراط معهم في أحاديث ونقاشات.

8. القدرة على إقامة الحجج
عندما يعتاد الأطفال على التواصل المُختصر، فإنهم يفقدون القدرة على بناء البراهين والحجج ، ترتكز حياة الإنسان البالغ على التفكير العميق، وتجميع الأفكار المتماسكة التي تعتمد على بعضها البعض، ولكن تعلّمُ أطفالنا للتواصل المختصر مع الرموز التعبيرية، والكلمات المختصرة، والصور الفكاهية عبر الوسائط التكنولوجية، بدلاً من الكلمات، يمكن أن تعيقهم عن تجميع الأفكار أو الحجج الأعمق.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.allprodad.com/8-communication-skills-kids-today-have-lost/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …