قررت مع بداية هذا العام أن أخطط بالتشارك مع زوجتي وأبنائي لما يجب علينا تحقيقه خلال 2020، لكني أشعر بحالة من التشوش كيف سأبدأ وهل ما سأفعله مهماً وسيؤثر إيجاباً على الأسرة؟
__________________________
الإجابة: د. محمد قطيشات
قبل سنوات جاءني اتصال من المملكة العربية السعودية يحدثني فيه المتصل أنه يريد أن يستشيرني في مجموعة من القضايا تتعلق بالتدريب، فهو يريد أن يؤهل نفسه ليعمل في التدريب بعد تقاعده، فقدرت أن عمر المتصل في بداية الخمسينات وهو يتهيأ للتقاعد، وإذ بي أتفاجأ أن عمره 25 سنة وهو متزوج حديثا، فسألته ولماذا تحدثني عن التقاعد؟ فأجابني: أنا أعمل في شركة سعودية ونحن نعد خططا استراتيجية وخططا تنفيذية ولا نستطيع أن ننجح إلا إذا التزمنا بهذه الخطط. فإذا كنت أخطط لعملي أليس من الأولى أن أخطط لحياتي وأسرتي؟
نحن أنهينا عاماً ميلادياً انقضى بإنجازاته وإخفاقاته وليس لنا من هذا العام إلا أن نستثمر في الإنجازات ونطورها لأنها تعرفنا بنقاط قوتنا التي يمكن أن نستثمرها في عامنا المقبل. وهذه الإنجازات إما أن تكون دراسية لنا أو لأولادنا أو تطورا جديدا في أعمالنا أو في علاقاتنا، ينبغي أن نخطط لكيفية المحافظة عليها واستثمارها وتطويرها. كما أن الإخفاقات التي وقعنا فيها هي تجارب ينبغي أن نستفيد منها ونخطط لتلافيها أو التقليل من أضرارها.
أكثر ما يعيق البعض عن التخطيط هو اعتبارهم أنه أمر صعب ويستغرق جهدا، فهو يحتاج من إلا جلسات عصف ذهني وتحليل وتحديد للأهداف وترجمتها لوسائل ومشاريع وجدولتها زمنيا وتحديد ميزانيات. وهذا أمر صحيح ولكنه يستغرق منا جلسات قليلة لإنجازه، بينما عدم التخطيط قد يستغرق منا أعمارا نضيعها من غير إنجاز وفرصا كثيرة مهدورة. وبهذا يكون التخطيط توفيرا للوقت والجهد وتلافيا للمشاكل والإخفاقات وتعظيما واستثمارا للإنجازات.
ماذا يحتاج منا التخطيط؟
1. جلسات أسرية نمسك فيها الورقة والقلم ونتناقش في أهم إنجازات العام المنقضي وأهم إخفاقاته ونقاط قوتنا لاستثمارها ونقاط ضعفنا للتنبه لها ومعالجتها.
2. تحديد الأهداف التي نريد تحقيقها في عامنا المقبل وكتابتها لنقوم بتقويم نجاحنا وفشلنا من خلال مدى تحقيقها.
3. تحديد الوسائل والمشاريع التي يمكننا من خلالها تحقيق هذه الأهداف.
4. جدولة هذه المشاريع زمنيا وتفريغها على مفكرة العام المقبل.
5. توزيع الأدوار في التنفيذ على أفراد الأسرة، كل حسب سلطته وقدراته.
6. تحديد موازنة تقديرية لتنفيذ هذه الوسائل والمشاريع.
عندما يشترك أفراد الأسرة جميعا في التخطيط يشعرون بالمسؤولية المشتركة عن التنفيذ ويستشعرون أهمية كل هدف وكل وسيلة لأنها كانت نابعة منهم ويتعاونون في تنفيذ الخطة وتقويمها.
وعندما تكون الخطة مكتوبة ومفهومة من الجميع يكون التنفيذ أسهل والالتزام بها أوجب وتقويمها سهلا، لأن الأهداف تكون محددة قابلة للقياس ومكتوبة أمامنا نستطيع مراجعتها.
كما أن التوزيع الزمني للخطة يسهل متابعتها ومتابعة المسؤول عن التنفيذ في كل جزئياتها.
ودور الأب القائد أن يتابع ويحفز ويسهل ويعزز بالتعاون مع أفراد الأسرة لضمان تنفيذها وتقويمها.
نجاحنا مرهون بمعرفة أهدافنا وتحديدها واختيار الوسائل المناسبة لتحقيقها ومتابعة التنفيذ والتقويم المستمر واستثمار الإنجازات والاستفادة من التجارب والإخفاقات.
حفظ الله بيوتنا آمنة مطمئنة ناجحة منجزة ووفقنا جميعا لما نحب ونرضى.