لا إله إلا الله.. بهذه الكلمة ودع الداعية الفلسطيني الشيخ محمود عبدالباقي البلعاوي المشهور بـ"أبو خطاب" الدنيا، وفاضت روحه إلى بارئها ليلة الجمعة التاسع من يناير لعام 2020، وذلك خلال موعظة ألقاها في عقد قران أحد الشبان في دولة الكويت.
وأبو خطاب محمود عبد الباقي فلسطيني الجنسية من قرية بلعا في طولكرم، ودرس وحصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الكويت، وعمل في المجال الدعوي والخيري.
رحل الشيخ أبو خطاب عن عمر ناهز 83 عاماً، وبوفاته فقدت الجالية الفلسطينية في الكويت أحد أعمدتها، بعد مسيرة حافلة من البذل والعطاء امتدت لعقود ساعياً في عمل الخير وتلمس حاجة الآخرين، وكان من أحب الأعمال عنده الإصلاح بين الناس، حتى ذكر عنه أنه كان يسعى للإصلاح بين الزوجين المتخاصمين ولا يخرج من عندهما إلا وهما متصالحين.
كان صواما قواماً ذاكرا لله في كل أحواله، طيب السيرة والسريرة، محبا للجميع، ومحبوباً عند الجميع.
فجر يوم الخميس الثامن من يناير أي قبل يوم بوفاته، كان آخر درس له في المسجد وحديثه ثناء الله وعن سكرات الموت وكيف تتلقى ملائكة الرحمة الروح الطيبة، وفي المساء ينتقل لرحمة الله تعالى.
لحظة وفاته
وكانت لحظة وفاة الشيخ أبو خطاب مؤثرة، حيث اجتاح مقطع وفاته المؤثر العديد من القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي وهو يلقي موعظته الأخيرة في حفل زفاف، وكان يتحدث عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على صدر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وبينما هو يتحدث قطعت أنفاسه وهو يختم كلامه بـ لا إله إلا الله، لتفيض روحه بعدها إلى بارئها.
ومن قدر الله أن بطاقة إقامة الراحل أبو خطاب في الكويت انتهت بتاريخ ٩/١/٢٠٢٠ وهو نفس يوم وفاته.
ردود فعل واسعة
شيعه أمس الجمعة جموع غفيرة من أهالي الكويت إلى مثواه الأخير في مقبرة الصليبيخات، وتوالت ردود فعل واسعة على وفاته، ونعاه عدد كبير من العلماء والدعاة والمفكرين والسياسيين والناشطين من داخل الكويت وخارجها، وأشادوا به وحرصه على العمل الخيري في الوطن العربي، حيث ساهم في تأسيس لجنة زكاة العثمان التي تعتبر من أوائل لجان الزكاة في الوطن العربي.
كما سارعت الجمعيات الخيرية في الكويت إلى بناء مشاريع باسم الشيخ الراحل، فأعلنت جمعية النجاة الخيرية عن بناء مسجد ومركز تعليمي حبا ووفاء للعم الفاضل المرحوم بإذن الله العم أبوخطاب محمود عبد الباقي البلعاوي.
وفي بيان لهيئة علماء فلسطين في الخارج قالت فيه: نتوجه ببالغ التعزية والمواساة إلى أبناء أمتنا الإسلامية وشعبنا الفلسطيني وأخينا د. إبراهيم عبد الباقي عضو الهيئة بوفاة والده الشّيخ الدّاعية محمود عبد الباقي "أبو خطّاب" الذي وافاه الأجل يوم الخميس 14/جمادى الأولى/1441هـ الموافق 9/يناير/2020م وهو يلقي موعظة في عقد قران في الكويت، فنطق الشّهادتين وختم بها حياته؛ سائلين الله تعالى أن تكون أمارة على حسن الخاتمة.
وأضاف البيان: وإنّنا إذ نعزّي عائلة الشّيخ الدّاعية وذويه وشعبنا الفلسطينيّ فإننا نضرع إلى الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشّهداء والصّالحين؛ وحسن أولئك رفيقاً وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال عنه مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات د. محسن صالح: عرفته صافياً نقياً، يحمل همَّ الإسلام وهموم المسلمين وقضاياهم، وخصوصاً قضية فلسطين، متواضعاً، عملياً منجزاً، حافظاً لأعراض الناس، وجامعاً للقلوب على الطريق إلى الله وعلى العمل في سبيله.
وأضاف: عشنا سنوات طويلة دون أن نعرف اسمه، يكفي أن تذكر كنيته فيعرف الجميع عمّن تتحدث.. رحمك الله يا أستاذ محمود عبدالباقي.
ووصف الداعية والمفكر الكويتي محمد العوضي الراحل أبو خطاب بـ"مدرسة في القدوة والعطاء"، وقال: كل العاملين في اللجان الخيرية ومراكز الإغاثة والعمل الانساني يشهدون بأخلاقه وهمته العالية ونشاط الخيري الذي لا ينقطع.
وترحم الداعية الكويتي الشيخ أحمد القطان على أبو خطاب الذي صاحبه 40 عاماً، وقال في مقطع فيديو: إن وفاة الداعية الفلسطيني الشيخ محمود عبدالباقي أبو خطاب من علامات حسن الخاتمة.
وغرد الناشط الفلسطيني محمد سعيد نشوان عبر "تويتر" قائلا: ما أجملها من خاتمة الكل فينا يتمناها في ليلة جمعة وهو يلقي موعظة عامة وكان آخر كلامه لا إله إلا الله.
وكتب النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي عبر حسابه على "تويتر": الاخ الفاضل محمود عبدالباقي ابو خطاب أفنى عمره بالدعوة والعمل الخيري.
وفي تغريدة للكاتب الصحفي في جريدة الراي الكويتية قال فيها: حسن الخاتمة انتقل إلى رحمة الله تعالى الشيخ محمود عبداللطيف عبد الباقي وهو يلقي خاطرة ويعتبر أبو خطاب من مؤسسي لجنة زكاة العثمان ، وقد أمضى حياته رحمه الله في أعمال البر والتقوى والإصلاح بين الناس، داعيا له بالمغفرة والرحمة ويسكنه فسيح جناته.
وعلقت الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة عبر صفحتها على "فيسبوك" قائلة: ماذا بينك و بين ربك يا شيخ أبا خطّاب ليرزقك الله هذه الخاتمة الحسنة و أنت في مجلس علمٍ عن رسول الله صلى الله عليه تختم حياتك بكلمة (لا إله إلا الله).
ورثاه أستاذ الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية أيمن البلوي قائلا: عرفتك الجمعيات الخيرية وحلقات الوعظ والدرس في الكويت وغيرها. بقيت حاملا لراية الإسلام بالرغم من كبر السن ..المرض..حتى توفاك الله وأنت داعية إلى الله كعادتك النورانية. وآخر كلماتك كانت : لا إله إلا الله أنعم بها من خاتمة.
وفي تعليق صوتي للشيخ عبدالله الغامدي من جدة، قال فيه: يتناقل الناس خبر وفاة العم أبو خطاب وختام كلامه بـ لا إله إلا الله، هذا العمل لا يتأتى لهذا الرجل الا لأمرين: الاستقامة على دين الله وخبيئة العمل.. وهذا الثبات لا يكون إلا للصالحين.