لعلي لا أبالغ إن قلت إن هذا الكتاب هو أول كتاب في التفسير يعين على المعايشة والتفاعل؛ تيسيراً لمن أراد أن يأخذ نفسه بالقران بطريقة ميسرة، محددة المعالم والأهداف، وصولاً إلى الاستفادة التربوية المرجوة، بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ لأن القران الكريم ليس مجرد كتاب يتلى ويتعبد بتلاوته بل هو كتاب دعوة وحركة، وكتاب للتربية والتوجيه لبناء الأمة الراشدة وتربية النفس البشرية من جميع جوانبها، وقد تولى في العصور الأولى جميع مشاريع البناء الثقافي والسلوكي والجهادي في كل مراحل الصراع في المعركة المديدة بين الحق والباطل، فهو زاد للعالم والمعلم والأديب والمربي والمجاهد والداعية والكبير والصغير والرجل والمرأة وهو الملاذ الآمن في السلم والحرب إذا أخذ بحقه وعمل بمقتضاه.
مع الكتاب
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول/ يقع في 622 صفحة ويشمل التفسير من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة التوبة.
الجزء الثاني/ يقع في 616 صفحة ويشمل التفسير من سورة يونس إلى نهاية سورة الروم.
الجزء الثالث/ يقع في 590 صفحة ويشمل التفسير من سورة لقمان إلى نهاية سورة الناس.
وقد ركز التفسير على سمات منهج القران في التربية من خلال تحديد الأهداف المعرفية والسلوكية والنفسية والحركية والتوجيهات لتأكيد هذه السمات وهي: الربانية - الشمولية والتكامل - التوازن - الإيجابية العملية - الواقعية، وقد اعتمد منهجه في التفسير على القواعد الستِ التالية:
1- بقاء الشكل المصحفي للقران الكريم على طبعته الشائعة والمعروفة بمصحف المدينة المنورة، وهو بهذا الشكل يجمع بين كونه مصحفاً وكونه تفسيراً مما يمكن الاستفادة منه في القراءة أو الحفظ والتدبر.
2- اعتمد على تفسير ما يحتويه المصحف صفحة صفحة وبذلك يسهل على القارئ الرجوع إلى التفسير من خلال معرفة رقم الصفحة في المصحف ليسهل الرجوع للصفحة المراد الرجوع إليها.
3- بيان معاني المفردات أو الكلمات القرآنية التي قد يصعب فهمها على القارئ غير المتخصص، وتفسيرها بطريقة مختصرة وكافية وبما يتوافق مع قواعد اللغة العربية وما اعتمده المفسرون من معاني تلك الكلمات.
4- بيان الأهداف الإجرائية لكل مقطع بأبعادها الثلاثة التي اعتمدها علماء التربية المعاصرة وهي الأهداف: المعرفية - الوجدانية - والسلوكية، باعتبار أن القران يخاطب العقل وينمي الوجدان ويهذب السلوك، ويتم تناول بعضها -أو كلها- في نقاط حسب طبيعة الآيات، وذلك بجعلها في نقاط محددة يسهل فهمها وتذكرها والرجوع إليها.
5- الحرص على ذكر المحتوى التربوي للآيات، وهو شرح يتناسب مع الأهداف التربوية التي تسعى الآيات لإبرازها والتأكيد عليها، وربطها بالواقع دون إيجاز مخل أو إسهاب ممل، وفي هذا الجزء اعتمد تضمين خلاصة كتب التفسير السابقة والمعاصرة التي هي أقرب لما يرمي إليه ولها اهتمام بهذا التوجه قل أو كثر، ليشكل في المجمل خلاصة ما حوته هذه التفاسير في هذا الموضوع ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- تفسير الطبري.
- تفسير القرطبي.
- تفسير ابن كثير.
- تفسير المنار: لمحمد رشيد رضا.
- في ظلال القران: لسيد قطب.
- الأساس في التفسير: لسعيد حوى.
- مقاصد القران الكريم: لحسن البنا.
- زهرة التفاسير: لمحمد أبو زهرة.
- كيف نتعامل مع القران: لمحمد الغزالي.
6- في ختام كل مقطع يبين ما ترشد إليه الآيات تربوياً وذلك في نقاط واضحة محددة، يمكن للقارئ أن يضعها هدفاً يسعى لتحقيقه في واقعه الحياتي خلال فترة محددة، (كأنه برنامج عملي) ويعدّ ذلك مقياساً لمدى عمله بما تعلم من القران، وبالتالي يقيس أثر القرآن في حياته، اقتداء بما كان عليه سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه يتعلم المسلم: ماذا يتعلم؟ وكيف يتعلم؟ وكيف يعمل بما علم؟
والكتاب لا يستغني عنه طالب العلم والداعية ومن أراد أن يأخذ نفسه بالعزيمة على أن يتعاهد هذا القرآن بالحفظ والعلم والعمل بما يعلم... والله الهادي إلى سواء السبيل.
بيانات الكتاب
اسم الكتاب: التفسير التربوي للقران الكريم
المؤلف: أنور الباز
عدد المجلدات: 3
الترقيم الدولي: ردمك ISBN:977-316-203-6
الناشر: دار النشر للجامعات