المفكر د. محمد عمارة في ذمة الله .. وهذه وصيته

الرئيسية » بصائر من واقعنا » المفكر د. محمد عمارة في ذمة الله .. وهذه وصيته
محمد عمارة

فجع العالم الإسلامي بوفاة المفكر المصري محمد عمارة أمس الجمعة عن عمر يناهز 89 عاماً.

وشيعت جموع غفيرة المفكر عمارة من مسجد الحمد بالتجمع الخامس بالقاهرة، ووري جثمانه الثرى في قرية"صروة" التابعة لمركز قلين في محافظة كفر الشيخ.

وصيته:

خالد عمارة نجل المفكر الإسلامي محمد عمارة قال إن والده توفي وهو يوصي بإكمال مشاريعه الفكرية وكتبه وأبحاثه، كما أوصى بإقامة صلاة الجنازة أو صلاة الغائب عن روحه في أكبر عدد ممكن من مدن العالم.

وأضاف عمارة في منشور له على فيسبوك "السبت" توفي أبي رحمه الله في هدوء وبدون أي ألم أو معاناة، يحيط به أسرته الصغيرة وهو يدعو لأمي ولكل أولاده وأحفاده وأحبابه، وقال لكل واحد منهم: أحبك.. وأنا راض عنك".

من هو محمد عمارة:

المفكر الراحل من مواليد 8 ديسمبر/كانون الأول 1931، بقرية قلين بمحافظة كفر الشيخ، بدأ حفظ القران في السادسة من عمره، وحصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1965، وحصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية عام 1975.

وكان اعتقال عمارة في أواخر الخمسينيات بمثابة إرهاصات لتحول فكري جديد، فكان سجنه خلوة فكرية تأمل خلالها ذاته وأفكاره فراجع مواقفه.

وخلال سجنه بدأت بواكير مرحلة البعد عن اليسار بعد أن اكتشف أن حل المشكلة الاجتماعية هو في الإسلام وليس في الصراع الطبقي واليسار والماركسية، فتفرغ بعد خروجه من السجن عام 1964 للمشروع الفكري.

وشغل عمارة عدة مناصب منها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ورئيس تحرير لمجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012.

ويؤكد عمارة على أهمية بناء الأخلاق في أجيالنا التي تستند على العقيدة والقيم والأخلاق.

ويعرف عنه حبه الشديد لفلسطين ومناصرته الدائمة لأهلها، فقد أصدر عديد الكتب التي تؤرخ الحق الفلسطيني ويفند فيها المزاعم الإسرائيلية وتدعو لرص الصفوف لتحريرها من دنس الاحتلال الإسرائيلي.

ويشدد في أحاديثه على أن القدس ستظل دائمًا وأبدًا رمز الصراعات وبوابة الانتصارات، وأنه لا سبيل أمام أمتنا لتبديد أساطير المسيحية الصهيونية والعنصرية اليهودية إلا بالجهاد.

ويقول إن الوعي بتاريخ هذا الصراع الطويل ما هو إلا لون من الجهاد، لأنه سلاح من أمضى الأسلحة في مواجهة التحديات التي قامت وتقوم على أرض القدس وفلسطين.

ويرفض عمارة الدعوة لزيارة آلاف المسلمين إلى القدس وهي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ويؤكد أنها تطبيع معه.

من جهتها نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر المفكر الدكتور محمد عمارة الذي وافته المنية، الجمعة، عن عمر ناهز التاسعة والثمانين عامًا.

وقالت الحركة في بيان نعي اليوم السبت، "إن الدكتور عمارة قضى حياته في تبنّي الفكر الإسلامي المستنير والرشيد، والدعوة إليه، فكان بحق علما من أعلام الأمة، وفارسا من فرسانها، في ميادين الفكر والدعوة والثقافة، كما عرف بتبنّي قضايا الأمة والدفاع عنها، وفي مقدّمتها قضية فلسطين".

ونعت جماعة " الإخوان المسلمين " في الأردن اليوم السبت في بيان قالت فيه:" محمد عمارة من المفكرين الإسلامين البارزين اللذين ساهموا في اثراء وترشيد الصحوة الإسلامية المعاصرة، وكان يمثل بعلمه وفكره وجهوده المتواصلة مدافعا أصيلا وشجاعا عن حصون الإسلام إذ أصدر العشرات من الكتب وألقي المئات من المحاضرات وخاض المناظرات ووقف بالمرصاد بعلمه الغزير وفكره العميق للرد بقوة علي كل الدعاوي الباطلة والأفكار المنحرفة كما اشتبك مع موجات الغزو الفكري والثقافي وكشف زيفها وفند دعاواها. وحقق العشرات من المراجع، عرف من خلالها بالعديد من أعلام الأمة ورد كثيرا من الشبهات المزعومة بحق الإسلام ورجاله ودعاته".

وأضاف البيان: "كان الدكتور محمد عمارة صاحب مبدأ وموقف لم يغيره ولم يبدله رغم ما ناله من تضييق فقد رفض الانقلاب الغادر في مصر علي الرئيس الشهيد محمد مرسي ، ورفض بكل قوة الحكم العسكري للبلاد، وأعلن ذلك بكل وضوح في كلمات مسجلة ومتلفزة وظل ثابتا علي هذا الموقف انتصارا لحق الشعب المصري في الحرية حتي لقي الله سبحانه وتعالي".

الداعية الدكتور أحمد نوفل نشر كلمات مؤثرة عقب رحيل المفكر عمارة قال فيها: إلى رحمة الله ورضوانه أيها المفكر العظيم محمد عمارة، والعالم الموسوعي الغزير العطاء، وربما لم يشهد خواتيم القرن العشرين وطوالع هذا القرن من هو بمثل وزن وفكر ومستوى محمد عمارة، رأس تحرير مجلة الأزهر فارتقى بها، فما تحمّلوه، وسرعان ما استبدلوه."

وأضاف نوفل: " في كل العصور لم يُطأطئ رأسه للريح العاتية، ومع أنه ليس محسوباً على أيّ جهة، لكنهم لا يطيقون المنتمي الأصيل والعميق التفكير والمخلص لهذا الدين، والذي لا يجامل على حساب الحق والحقيقة."

وتابع: " موت عالِم مثل هذا العلم والشيخ الشعراوي والغزالي، خسارة عظيمة لكنها الآجال وأقدار الله التي نسلّم لها باطمئنان".

و نعى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المفكر عمارة السبت في بيان جاء فيه:

"تلقينا بقلوب مفعمة بقضاء الله وقدره نبأ وفاة المفكر الإسلامي الكبير وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد عمارة عن عمر يناهز 89عامًا بعد رحلة قصيرة مع المرض ، وكان رحمه الله بمثابة الحارس اليقظ المرابط على ثغور الإسلام، كما وصفه العلامة القرضاوي، وكان عالماً ومكافحاً، دافع عن الإسلام ضد التيارات التي تعادي الإسلام، ورد على العلمانيين والليبراليين، وغيرهم، ما يفوق نصف قرن، وكتب عن التيارات الإسلامية وعن الغرب والإسلام ،وعن الجماعات وعن الدولة والشبهات التي تثار حول مسألة الدولة في الإسلام، ودافع عن مشاريع المصلحين الكبار كأمثال الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا. فرحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وعوض للأمة خيرا منه".

بإمكانكم تحميل العديد من كتب الشيخ رحمه الله من هنا.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …