ثلاثة تمارين عقلية للمساعدة على تحقيق أهدافك السنوية

الرئيسية » بصائر تربوية » ثلاثة تمارين عقلية للمساعدة على تحقيق أهدافك السنوية
arrow_target_224717830-ss-1920_rebs4p

تقول الإحصاءات بأن معظم الأهداف السنوية تنهار في الأسبوع الثاني أو الثالث من أول شهر في السنة الجديدة على أقصى تقدير، وهذا ليس دعوة لتثبيطك أو ثنيك عن تحقيق أهدافك، وإنما هي دعوة لجعلك تتخذ خطوات عملية بحيث يمكنك تحقيق أهدافك السنوية، وإليك أبرز ثلاثة تمارين عقلية من شأنها مساعدتك على تصحيح مسار تفكيرك أثناء وضعك لأهداف العام الجديد، وبالتالي تحقيقها على مدار العام:

1- غير الأسلوب الذي تخاطب به نفسك:

إن الحوارات التي تجريها مع نفسك تؤثر على مشاعرك وطريقة تفكيرك وبالتالي تصرفاتك ، ولكن للأسف معظم الناس لا ينتبهون للكلمات والتعبيرات التي يستخدمونها حين يتحدثون مع أنفسهم، لذا إذا أردت تغيير حياتك فغير النبرة التي تحادث بها نفسك، وإليك بعض الاقتراحات:

 بدلاً من انتقاد نفسك، تعاطف معها: فإهانة وجلد الذات يمنعانك من القيام بأفضل ما لديك، تحدث مع نفسك كمن يتحدث إلى صديق يثق به، وتأكد أنك لن تشعر بتحسن فحسب ولكنك ستقوم بأعمالك على نحو أفضل.

 فكر في النقيض: فإذا كنت عادة تفكر في النتائج السلبية لأمر ما أو الأسباب التي ستؤدي لإخفاقك، فاحرص من الآن فصاعداً على التفكير في العكس، فاكتب في قائمة كل الأمور التي يمكن أن تسير بشكل صحيح وتؤدي إلى نجاحك، وهذا التمرين سيريك أن أفكارك السلبية ليست حقائق، وأنك تستطيع رؤية الأمور والتعامل معها بنظرة موضوعية.

 جهز قائمة بالأسباب التي تدفعك للاستمرار بالقيام بالعمل، فحين تفقد الدافع للقيام بعمل ما، ستجد عادة الكثير من الأعذار التي تدفعك لعدم القيام به، وأفضل خطوة لمواجهة هذا الأمر هي تجديد معرفتك بالدوافع التي أدت لقيامك بمثل هذا العمل.

2- تخلص من عادة سيئة مدمِّرة:

فقد تكون صاحب أفضل العادات في العالم، ولكنك تملك عادة سيئة تمنعك عن المضي قدماً في سبيل تحقيق أهدافك، فتخيل متسابقاً في الأولومبيات يجري لعدة ساعات في اليوم، ويتناول طعاماً صحياً، وله مدرب خاص لمساعدته على الفوز، ورغم كل هذه الأمور الإيجابية التي تعينه على الفوز فإنه يدخن علبتين من السجائر يومياً، والسؤال هنا: ماذا أفادته عاداته الإيجابية، وهو يملك عادة سلبية دمرت كل ما بنته عاداته الإيجابية.

وقد يبدو المثال غير منطقي للبعض، ولكن للأسف فإن الكثيرين يفعلون هذا الأمر في حياتهم اليومية، والدراسات العلمية تقول إن عادة سيئة واحدة أو تفكير سلبي واحد كفيل بمنع الإنسان عن المضي قدماً وتحقيق أهدافه ، فإذا أردت تحقيق أهدافك بذكاء ليس فحسب باجتهاد، فعليك إيجاد تلك العادة السيئة المدمرة والتخلص منها على الفور، فمثلاً قد تكون هذه العادة تناولك لطبق كبير من الحلوى يومياً أمام التلفاز وهذا هو السبب في تدمير حميتك الغذائية أو خططك لإنقاص وزنك، أو ربما تكون التخلص من طريقة تفكير معينة كالتفكير في الماضي الذي لا يمكن تغييره، وبالتالي تمنعك هذه العادة من التفكير في الحاضر والمستقبل.

إذا أردت تحقيق أهدافك بذكاء ليس فحسب باجتهاد، فعليك إيجاد تلك العادة السيئة المدمرة والتخلص منها على الفور

3- تدرب على التأقلم مع شعور غير مريح عادة ما تتجنبه:

فكل إنسان عنده على الأقل شعور واحد يحرص دوماً على تجنبه كالإحراج أو الخوف، فتجد من يخاف الإحراج من الناس، فيخشى القيام بأي عمل قد يسبب له الإحراج سيما أمام جمع كبير من الناس، وبعض الناس يتجنب الشعور بالحزن، فتجدهم يدمنون مشاهدة المسلسلات والأفلام بصورة مستمرة، أو يُلهون أنفسهم بوسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من مواجهة أسباب حزنهم ومحاولة علاجها، ومجموعة ثالثة من البشر تتجنب الشعور بالقلق فتجدهم يبتعدون عن أي أنشطة قد تسبب لهم أي نوع من التفكير الزائد أو الضغط النفسي، ويفضلون الالتزام بالأعمال التي ألِفوها واعتادوا عليها (منطقة الراحة)، ولا يدرك هؤلاء أن تجنب وتأجيل الأعمال التي يتوجب عليهم فعلها أو الأمور التي عليهم التفكير فيها وحلها، تزيد من وطأة الشعور بالقلق وهو ذات الشعور الذي يهربون منه!

تجنب وتأجيل الأعمال التي يتوجب عليهم فعلها أو الأمور التي عليهم التفكير فيها وحلها، تزيد من وطأة الشعور بالقلق وهو ذات الشعور الذي يهربون منه

من الناحية العلمية فإنه بمقدور الإنسان أن يتعامل مع المشاعر السلبية، وإصرارنا كبشر على تجنب المشاعر السلبية غير صحيح، فالإحساس بمشاعر غير مريحة سيجعل الإنسان يدرك أنه ورغم كونها غير مريحة فإنه يمكن احتمالها، علاوة على ذلك، فتحمُّل الإحساس بالمشاعر المزعجة ستساعد الإنسان على المدى البعيد في التطوير من نفسه ، وتحويل تلك المشاعر غير المريحة لنظيرتها المحببة، أو على الأقل التقليل من درجة ثقلها على النفس.

قد تبدو التقنيات السابقة بسيطة ومباشرة ولكن عمقها يتأتى بتطبيقها وأثرها بعيد المدى على الإنسان، والدافع الذي تُحدثه لتحقيق أهدافه، طريقة التفكير كانت وما تزال من أكثر الأمور التي تشكل دافع الإنسان وقدرته على الإنجاز، فاحرص على تعديل طريقة تفكيرك على النحو الصحيح.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.psychologytoday.com/intl/blog/what-mentally-strong-people-dont-do/202001/mental-strength-exercises-help-your-resolutions
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

الصيام بوابة المغفرة: كيف نجعله شفيعًا لنا يوم القيامة؟

يتعامل الإنسان مع المهام الدنيوية بإحساس بالمسؤولية، فلا يجد راحة حقيقية حتى يؤديها على أكمل …