كيف تعلّم أبناءك الأخلاق الحسنة (2-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف تعلّم أبناءك الأخلاق الحسنة (2-2)
كيف تعلم أبناءك الأخلاق 2

فيما يلي الجزء الثاني مما بدأنا سرده في المقال السابق حول أهم السلوكيات التي تضمن أن يكون ابنك على خلق حسن:

6. لا تزرع في نفسه الخوف فيعتاد الكذب والجبن

يمكن للوالدين أن يلجآ إلى أساليب عقاب مجدية أكثر من الضرب والتخويف مثل حرمانه من بعض الحلويات أو الألعاب والخروج أو النشاطات التي يحبّها؛ لأن مداومة الضرب والتخويف تسيطر على حياته بشدة، فيختبئ ويجبن عن مواجهة الناس -مهما كان معه حق- ويكبت رغباته، ويعجز عن اتخاذ قرارات بسيطة، وغيره من النتائج كالفشل في الدراسة، وكره المواهب والميول الشخصية.

اسمع ابنك وناقشه وتحدث إليه ومعه، وقوّ ثقته بنفسه بالمسؤولية شيئاً فشيئاً، أشعره بالأمان؛ كي لا يضيع كثير من عمره وهو يعالج خوفه ؛ لأن الخوف لا يمنع الموت لكنه يمنع الحياة.

فمثلاً: لا تعاقبه إذا اعترف بخطئه، بل اشرح له خطأه واشكره لأنه كان صادقاً، لا تضربه إذا كسر إناءً، بل اطلب منه الحذر لاحقاً، واطمئن أنه لم يصب بأذىً... وهكذا.

اقرأ أيضاً.. كيف تعاقب طفلك بدون عقاب

7. دربه على الصبر والأناة وكره إليه الاستعجال

من طبيعة الإنسان أنه يُسابقُ القضاء؛ فالإنسان مخلوق من عجل، ولكن العجلة تفقد الإنسان هيبته ورزانته، وتلغي عقله لتتحكم به شهواته؛ لأن العجلة عموماً نفثة شيطانية هدفها تضييع قيمة الأشياء وتخريب العلاقات .

ولتجنب ذلك كله علم ابنك إمعان النظر في آثار الاستعجال وعواقبه، ودرّبه على التأني قبل اتخاذ ردة فعل، ولتكن لديكم حصة يومية من الروحانيات وتجاذب أطراف الأحاديث الدينية والنقاشات المفيدة والمُلهمة؛ فإن ذلك يدرب النفس على التريث، بالإضافة إلى مداومة النظر في كتاب الله والسنة وكذلك السير والتراجم وقصص النجاح.

علم ابنك إمعان النظر في آثار الاستعجال وعواقبه، ودرّبه على التأني قبل اتخاذ ردة فعل، ولتكن لديكم حصة يومية من الروحانيات

8. عوّده على الكرم

يركز أغلب الأهالي على تعليم الطفل الادخار، وهذا أمر تربوي ذو شأن عظيم، إلا أن له جانباً سلبياً قد يظهر مع مرور الزمن، فيميل الابن إلى البخل، ومن هنا أنبه الأبوين إلى ضرورة تنبيه الابن إلى ضرورة وأهمية الكرم الرشيد.

ويمكن للوالدين أن يكونا -أولاً- قدوة حسنة للأبناء في الكرم بدون إسراف ولا تبذير، ويمكنهما الاستعانة بقراءة كتب وقصص عن الكرم الأخلاقي والمادي، والمشاركة والتعاون والعطاء؛ فكلها تدخل في إطار الكرم، وأن يطلبا من الطفل المساعدة في إكرام الضيف، والتبرع بجزء من مصروفه ومدخراته وملابسه... إلخ.

وفي إطار ذلك ولكي يقتنع الطفل بما يفعل فيصبح طبعاً أصيلاً لديه عن قناعة ورضى راسخين ينبغي شرح نتائج ذلك وأسبابه وأهمية أن نكون كرماء ومتعاونين ومعطائين .

9. علمه الإيثار و درّبه عليه

اذكر أمام ابنك محاسن الإيثار، وتعمد أن تؤثر الآخرين على نفسك أمامه وتقاسمهم أحب أشيائك إلى نفسك؛ فستجده يقلدك تلقائياً، لكن عليك الحذر من أن يصبح أنانياً إذا قاسمته وحده لذلك وزع إيثارك واهتمامك على أهلك وأبنائك وزوجك سواسية.

امتدح من يفعل ذلك دوماً، وبين أسباب إعجابك به، ردد على مسمعيه أن الإيثار يجعل الحياة أجمل وأسهل، وأن من يؤثر الآخرين على نفسه يشعر بسعادة أكثر ممن حوله وممن يؤثرهم، ولا تقبل الأنانية إطلاقاً، لا من نفسك ولا غيرك.

واطلب منه صراحة أن يتقاسم اللعب مع إخوته وأصدقائه، ويكافئ من يسدي إليه معروفاً، وأن يفرح لمن يتفوق ويفوز وإن كان هو مغلوباً، وكل ذلك سيبدأ من عندك أنت، فاحرص دوما أن تكون القدوة الصحيحة.

الإيثار يجعل الحياة أجمل وأسهل، وأن من يؤثر الآخرين على نفسه يشعر بسعادة أكثر ممن حوله وممن يؤثرهم، ولا تقبل الأنانية إطلاقاً، لا من نفسك ولا غيرك

10. حبّب إليه التواضع وكرّهه في الكبر

حين تنبّه ابنك إلى أخطائه، وتنتقده انتقاداً بنّاءً من وقت لآخر، سوف تشجعه على تصحيح أخطائه والتحسن، لكن الأهم من ذلك أنك سوف تحميه من الغرور وسيعرف أنه يخطئ مثل الآخرين وأن لديه عيوباً عليه الانتباه إليها ، وأن هنالك من هم أفضل منه وهذا شيء عادي ومقبول.

اقصص عليه قصصاً عن الغرور وكيف أنه يودي بالناس إلى خاتمة بشعة، واقصص عليه أيضاً قصص الأنبياء الذين كانوا أفضل الخلق برغم تواضعهم أكثر من غيرهم، وأخبره بقصص الكفار الذين أودى بهم الغرور وقصص إبليس حين تكبر على ربه فغضب عليه وجعله مكروها.

شجع ابنك على مشاركة أقرانه؛ ليكتشف قدراته ويخالط من هم أحسن منه ومن هم أسوأ، واشرح له هذه التفاضلات من وقت لآخر، كما أنصحك بأن ترفض بعض طلباته ولا تعوده على تلبيتها دوماً.

شجّع ابنك على مشاركة أقرانه؛ ليكتشف قدراته ويخالط من هم أحسن منه ومن هم أسوأ، واشرح له هذه التفاضلات من وقت لآخر

11. علّمه الشجاعة بمكافأته في مواقف تحدّى فيها نفسه

الحماية الزائدة للأطفال تعلمهم الجبن وضعف الشخصية [مزيد من التفاصيل في المقال التالي.. لا تحموا أبناءكم أكثر مما يجب].

والشجاعة لا تعني التهور، بل التحكم في مشاعر الخوف وكيفية التعامل معها، سواء كان هذا الخوف نفسياً أم بدنياً أم عقلياً ... إلخ.

ولكي تعلّم ابنك الشجاعة ابدأ باستغلال المواقف المختلفة التي يعيشها في المنزل أو المدرسة، ومرر إليه أضرار الجبن وأضرار التهور، في حين امتداح الشجعان وتحبيبه في نفسه إذا تجرّأ وأنجز وتحدى نفسه.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …