كيف يساعد المعلمون الأطفال اللاجئين ليشعروا بالأمان؟

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف يساعد المعلمون الأطفال اللاجئين ليشعروا بالأمان؟
empathy قصص اللاجئين

أفادت صحيفة هافينغتون بوست أن معلمة في (أوستن - تكساس) طلبت من تلاميذها الكتابة أو الرسم عن مشاعرهم بعد اجتياح الهجرة هناك، كتب أحد الأطفال: "أنا غاضب وحزين لأنني ذاهب إلى المكسيك ولست أعرف لغتهم"، وكتب آخر "أنا خائف للغاية".

هذا الأمر محزن بقدر ما هو واقعيّ، ولكن، ماذا يمكننا أن نفعل لدعم الطلاب اللاجئين؟ كيف يمكننا توفير الموارد والاستراتيجيات المناسبة للتخفيف من بعض الخوف والارتباك الذي يعاني منه الطلاب؟

فيما يلي بعض الاقتراحات للمعلم لتعليم الطلبة اللاجئين ودعمهم.

1. احرص على أن تكون مطّلعاً وتُطلع الآخرين

قد لا تسمح لك القوانين بمناقشة أوضاع اللاجئين وحقوقهم في الحياة مع طلابك في غرفة الصف، إلا أن بإمكانك إرشادهم بعدة طرق وربطهم بمواقع إلكترونية ونشرات توعوية تساعدهم، ولذلك -وإن كنتَ متعاطفاً مع اللاجئين ومهتماً بقضيتهم- ابق على اطلاع؛ لتطلع الجميع.

إن كنتَ متعاطفاً مع اللاجئين ومهتماً بقضيتهم - ابق على اطلاع؛ لتطلع الجميع

2. امنح الطلبة فرصة ليدلوا بآرائهم

وإن لم يسمح لك بمناقشة الطلبة في الصف والاستماع إليهم يمكنك إرشادهم ليعبروا ويناقشوا أفكارهم ولو عبر مجلات الحائط والكتابة التعبيرية أو صناعة الأعمال الفنية.

3. ساعد الطلبة اللاجئين في التخلص من التوتر والارتباك

في الحقيقة، لن تستطيع كمعلم شرح الدروس ما لم يكن الطلبة مهيئين تماماً لاستقبال الدرس، وإلا سيكون الشرح غير مجدٍ، والطلبة اللاجئون يكون الكثيرون منهم مهددين من قبل السلطات أو يسيء الناس معاملتهم، وهذا سبب آخر يجعلك غير مهيأ لشرح دروسك !

جرب أن تبدأ حصتك مع الطلبة ببعض استراتيجيات الاسترخاء كالتنفس العميق لعدة ثوانٍ أو صرف الانتباه إلى شيء خارجيّ، فتلك التمرينات وغيرها تشبه عملية إعادة تشغيل المخ، وتضمن بعدها استعداد الطلبة للدرس.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب أن نحكي قصص اللاجئين لأبنائنا.

4. عزز الانتماء والترابط الاجتماعي لدى الطلبة

لا شك أنّ تمارين الاسترخاء تساعد الطلبة -بشكل فرديّ- على الشعور بالأمان وتخلصهم من التوتر والارتباك وتمنحهم ثقة بالنفس، إلا أن ذلك لا يتعدى الدوام المدرسي وغرفة الصف ربما، إلا أن الأمر يجب أن يتعدى ذلك ليشمل الحياة الاجتماعية بأكملها.

ولكي يتحقق ذلك ويشعر اللاجئ بالأمان والثقة أكثر، يجب أن يتردد على مسامع الطلبة رسائل من نوع: "نحن جميعاً معاً، ومتساوون... إلخ." لأكثر عدد مرات ممكن؛ لكي تترسخ لديهم قناعة بذلك في اللاوعي، وفيما يلي بعض الأساليب التي يمكن للمعلم اتباعها لكي يحقق ذلك:

لكي يشعر اللاجئ بالأمان والثقة أكثر، يجب أن يتردد على مسامع الطلبة رسائل من نوع: "نحن جميعاً معاً، ومتساوون..."

• دمج ممارسات متعددة وبانتظام لتعميق الاتصال بهدف تعزيز الثقة والترابط بين الطلاب، مثل: تبادل الاحتفال بالنجاحات، تبادل الامتنان، مناقشة الغضب، الحزن، التعاطف، والإحساس بالظلم والصدمة.

• خلق مساحة للاستماع النشط، والمشاركة في تمارين أخرى للإنصات والمشاركة.

• مشاركة القواسم المشتركة بين الطلبة في الفصل الدراسي، فهو يساعد على تمهيد الطريق لاستجابات أكثر تعاطفًا.

• والحقيقة سواء كان في الصف طلاب لاجئون أو لم يكن أي منهم لاجئاً فإن الاستماع الفعال والممارسات الدائرة (في حلقة الاتصال والتواصل) ومشاركة القواسم المشتركة سوف تفيد جميع الطلبة، بلا استثناء .

5. شجّع الطلبة على العمل ووفر لهم فرصاً ما استطعت ذلك

في رحلة التركيز على السلوكيات الإيجابية وتطويرها ومكافحة التنمر ، ينبغي على أولياء الأمور والمربين والمعلمين تعزيز روح العمل والمسؤولية لدى الطلبة من أطفال ومراهقين، وذلك بدعم المشاركة المجتمعية وإحياء روح التعاون، بالتالي ينعكس الأمر على حيوات الطلبة وشعورهم بالأمان والثقة بالنفس في عموم حيواتهم.

اقرأ أيضا:
كيف تحمي ابنك من التنمر؟ الجزء الأول
كيف تحمي ابنك من التنمر؟ الجزء الثاني

ينبغي على أولياء الأمور والمربين والمعلمين تعزيز روح العمل والمسؤولية لدى الطلبة من أطفال ومراهقين

أخيراً..
تشير الأبحاث إلى أن الطلبة حين يقاطعون (الشلة البلطجية) في المدرسة فإن التنمر يتوقف بغضون 10 دقائق -على الأغلب- وهذه خطوة مهمة لتمكين الطلبة اللاجئين وتفعيل إمكاناتهم وتعزيز شعورهم بالأمان والثقة.

فإذا كان يهمنا الأمر، ونهتم فعلاً باحتضان اللاجئين وتعميق شعورهم بالانتماء والثقة والأمان، علينا نشر ثقافة العمل الفردي وتشغيل العقل والحواس معاً، وقبلها تعزيز التواصل والاتصال، وتكثيف الاطلاع، وتمتين العلاقات، وتبادل الاستماع ومشاركة الخبرات .

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://greatergood.berkeley.edu/article/item/how_teachers_can_help_immigrant_kids_feel_safe
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …