نظرات من وحي كورونا

الرئيسية » خواطر تربوية » نظرات من وحي كورونا
53311

يعيش العالم منذ فترة وتحديدا منذ أواخر ديسمبر من العام الماضي حالة غريبة مريبة سمتها العام هو الفزع والقلق والخوف، والسبب ظهور فيروس كورونا أو ما يعرف بكوفيد 19، هذا العدو المجهول الذي أفزع البشرية كلها وتحدى كل الثورات العلمية والطبية والتقنيات الحديثة، بل جعل الدول العظمى عاجزة عن أية حماية، ففي كل يوم يصبح عدد الوفيات بالآلاف والإصابات به قاربت على المليون وسط حالة من العجز التام، وكأنها رسالة ربانية أن الإنسان رغم ما وصل إليه من علوم وتكنولوجيا فلا يزال يجهل الكثير من العلوم، بل لعلها رسالة صريحة بأن كل ماعرفته البشرية لا يغدوا نقطة في محيطات وأنهار وبحار علم الله العلي الأعظم وتلك النظرة الأولى.

النظرة الثانية: لقد فضحت كورونا بجلاء واضح لايحتمل النكران أو التجمل كل دعاوى الكذب والوهم الأوروبي وكل المبادئ الأساسية والحاكمة لدول أوروبا التي تحولت بين عشية وضحاها لمواكب أحزان إضافة لآلاف من التوابيت التي تحمل أجساد الموتى حيث انشغلت كل دولة بنفسها، ناهيك عن السلوكيات التي قام بها بعض الأوروبيون خلال الأزمة، والتي تعكس حالة البريق والخداع التي يتشدق بها المدافعون عن وهم الحضارة الأوروبية وتعاليمها.

النظرة الثالثة: لايزال كل المهتمين بالمجال الطبي يشددون على أهمية الوقاية من المرض بشتى الطرق، لكنهم يتحدثون دوما أن النظافة الشخصية للمرء بمثابة طوق نجاة وتقلل فرصة انتقال العدوى إليه، وفي هذا الصدد أتذكر عظمة ديننا الحنيف ورسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي وضح للبشرية جمعاء الطريق الصحيح، من خلال حثه على الوضوء والنظافة والاغتسال، والوقاية من المرض بعد وورد المريض على الصحيح، وعدم الانتقال من المناطق التي ينتشر فيها الوباء إلى مناطق أخرى، وهو ما جعل بعض المجلات الأوروبية تشيد بتميز الإسلام في تناول ما يتعلق بالمرض والعدوى والوقاية منه.

النظرة الأخيرة: أن كورونا وغيرها من الأوبئة والفيروسات مهما كانت قوتها فهي لا ترقى حتى نسميها عقاباً يتهدد البشرية، فلو الأمر هكذا فهناك الإشعاعات والنيازك والكثير من الأمور، لكننا نتعرض لأشد من كورونا وتأثيرها بيننا يوميا، فالظالمون وتسيّدهم أشد عقابا من كورونا، والطرق التى يموت عليها الآلاف سنويا أقسى من كورونا، والأخطر والأفجع هو الصمت على الفيروسات البشرية التي لاعلاج لها!

إن على المسلمين التفكير فى حرمانهم من بيوت الله، وخلو أماكنها المقدسة وحرمانها من إقامة صلوات الجمع والجماعات، فالأمر مهم إنسانيا وروحياً، والطرد من هذه الإقامات والعبادات بمختلف الأسباب أليم على كل نفس تعلقت بطريق الله مع تمام الاعتبار بأهمية الانصياع والتنفيذ ولاحول ولاقوة إلا بالله.

ختاما

كورونا أوقفت العالم وأجبرته على الانصياع والتسليم، وأثبتت ضعفه وهوانه وأنه مهما علت بعض الكيانات والدول وظنت أنها وصلت للقمر فالأمور ليست كما تبدو، وعلى الجميع أن يراجع حساباته ويسأل نفسه هل هو جاهز للقاء ربه أم ما زال يمنّي نفسه ويسوّف التوبة، وهل البشرية كانت في حاجة لكورورنا حتى تستقيم أو تفكر بالاستقامة؟

وفي المجمل هذا الكون له مالك يديره كما يشاء، فلايسأل عما يفعل وهم يسألون.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب وباحث مصري الجنسية، مؤلف عدة كتب فى التربية والتنمية "خرابيش - تربويات غائبة- تنمويات". مهتم بقضية الوعي ونهضة الأمة من خلال التربية.

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …