10 أمور يقوم بها بعض الآباء ويبغضها المدرسون

الرئيسية » بصائر تربوية » 10 أمور يقوم بها بعض الآباء ويبغضها المدرسون
X8JksVJv73nT1PtFR3WX6sokgMM8RUIG99m6o9uX

يُنصح دومًا أن يكون حوار الآباء مع المدرسين إيجابيًا ومثمرًا، وهذا لا يتأتَّى بمهاجمة المدرسين، أو اتهامهم بالتقصير، أو بعدم فهم أبنائهم. وإنما بوضع أنفسهم مكان المدرسين ومحاولة فهم طريقة تفكيرهم والتحديات التي يمرون بها.

وكذلك الحرص على معاملة المدرسين كشركاء في عملية تعليم وتربية أولادهم بدلًا من رؤيتهم كأعداء لأطفالهم. ومن واقع عملي كمدرسة على مدى أكثر من عقد من الزمن أعرض لعشرة أمور سلبية يقوم بها بعض الآباء ويَنفر منها المدرسون لما تسببه من سوء تفاهم وأذى نفسي للمدرس وضرر على الطلبة أحيانًا مع شرح الأسباب:

1- تبرير سوء تصرف الطفل بشعوره بالملل:
فأستطيع الجزم بعد تدريسي للأطفال على مدار تلك السنين، أنني قابلت واحدًا أو اثنين من الأطفال الذين شعروا بالملل بالفعل، وقد قمت بتغيير المواد التي أدرس بها بالفعل على الفور. أما حين يأتي الآباء ليبرروا تصرفات أولادهم السيئة بالشعور بالملل ويشيرون إلى نباهة أطفالهم وذكائهم، فإنني أتفهم طبعًا أن الآباء يرغبون في توقع الأحسن من أبنائهم والتبرير بأفضل شكل ممكن. ولكنني أقترح أن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يتصرف بشكل سيء هو أن يكون الآباء صادقين مع أنفسهم في البحث عن الأسباب، وسُبُل حل المشكلة.

أقترح أن أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الذي يتصرف بشكل سيء هو أن يكون الآباء صادقين مع أنفسهم في البحث عن الأسباب، وسُبُل حل المشكلة

2- الرغبة الدائمة في إظهار مواهب الطفل:
فتجد بعض الأمهات تأتي إليَّ بلهفة وحماسة وفي داخلها رغبة ملحة لإظهار موهبة طفلها أو طفلتها، سيما في فترة التعرف التي تكون قبل بدء العام الدراسي، أو في اجتماع أولياء الأمور. ولكنني أؤكد للآباء ألا داعي لهذا الأمر وأن المدرس يملك الخبرة الكافية لاكتشاف الطفل النبيه أو الموهوب بأسرع مما تتخيلون .

3- الوعد بالحضور للمدرسة ثم إلغاء الموعد:
فكثيرًا ما يَعِدُ أولياء الأمور بحضور نشاطات معينة تخص الأطفال في المدرسة ثم يتراجعون في آخر لحظة بسبب انشغالهم بعملهم. وقطعًا نحن كمعلمين نقدر هذا الأمر، بيد أن إخلاف الوعد يسبب خيبة كبيرة للأطفال ويفقدهم الثقة بآبائهم . فاحرص على عدم قطع وعد لأطفالك إذا لم تكن بالفعل قادرًا على الإيفاء به والمجيء، ولا أتحدث هنا عن الاستثناء والحالات الطارئة ولكن عمَّن يعدون رغم علمهم بضعف احتمالية وفائهم بالوعد.

4- طلب الآباء بمعاقبة الأطفال الذين آذوا أطفالهم:
جميعنا كمعلمين نهاجم التنمر ونرفض أن يستأسد طفل على زميله. غير أن مشكلة الآباء أنهم يسمعون جانبًا واحدًا من القصة فحسب من أطفالهم ويستنصرون لهم دون معرفة تفاصيل الموقف كاملًا. ومن خبرتي في خلافات وشجارات الأطفال على مدى عقد من الزمان، فإنه غالبًا ما يكون كلا الطرفين مخطئًا، بينما لا يدرك معظم الآباء ذلك. لذا، أقترح أن يسمع الآباء الموقف كاملًا من المدرس ويروا أين أخطأ طفلهم ويحاولوا بعدها بمساعدة المدرس إعلامه بخطئه ومساعدته على تصحيحه وعدم تكراره مستقبلًا.

من خبرتي في خلافات وشجارات الأطفال على مدى عقد من الزمان، فإنه غالبًا ما يكون كلا الطرفين مخطئًا، بينما لا يدرك معظم الآباء ذلك

5- التعليق على كَمِّ الواجبات:
فعادة ما يشتكي الآباء من كم الواجبات التي تُعطى لأبنائهم، والغرض لا يكون إرهاق الطفل أو الضغط على الآباء، وإنما نرى الأمر كمدرسين فرصة لتقوية العلاقة بين الآباء والأبناء في أيام الدراسة. وكذلك فرصة لإشراك الآباء في العملية التعليمية لأبنائهم لمعرفة إلى مدى وصل مستواهم الدراسي والعقلي.

6- أعذار غير مقبولة لعدم تأدية الواجب:
ندرك كمدرسين أن عدم تأدية الواجب سيما للأطفال لا يعتبر نهاية العالم، وكما قلت آنفًا فإننا عادة ما نعطيه لمنح الآباء فرصة ليكون لهم دور في العملية التعليمية لأطفالهم. بيد أن هذا لا يعني إهماله باستمرار والمجيء بأعذار غير مقبولة، أو أن يقوم الآباء بإتمامه لأبنائهم. فإذا قرر الآباء إدخال أولادهم المدارس وجعلهم مسؤولين عن تعليمهم فعليهم أن يحملوهم مسؤولية واجباتهم وجعلهم يتحملون العواقب، وإلا فليكتفوا بالتعليم المنزلي كما يفعل البعض.

7- استصعاب بعض الدروس والمناهج:
فحين يتم تغيير المناهج أو تواجه الأطفال بعض الدروس الصعبة، يبدأ الآباء في التذمر بدلًا من سؤال المدرسين عن اقتراحات لكيفية شرح تلك الدروس وتحبيب الأطفال فيها، أو السؤال عن فائدتها وسبب إضافتها للمنهج.

8- المقارنة بمدرسين سابقين:
فكثيرًا ما تجد الآباء يقولون للمدرس الجديد حين لا تروق لهم الواجبات، أو الأنشطة المعطاة أو يتذمر الأطفال من طريقة الشرح الجديدة التي يتبعها المدرس: "المدرس القديم لم يكن يقوم بكذا وكذا" أو "حبذا لو اتبعت طريقة المدرس كذا في التدريس فابني كان يفهم الدروس بسهولة حينها". وهنا أقترح كمدرسة عملت بعد مدرسين آخرين أن على الآباء الحرص على إعطاء المدرسين الجدد فرصة، وأن يعلموا أن لكل مدرس طريقته في توصيل المعلومة. ولا بأس قطعًا من بعض الاقتراحات العملية والأفكار الإبداعية، ولكن فلنبتعد عن المقارنات فهي عادة ما تكون غير منصفة وجارحة للمدرسين.

9- عدم تجربة اقتراح المدرس والاستسلام للفشل:
فعادة ما نقوم باقتراح بعض الأمور فيما يتعلق بتعديل سلوك الطفل وجعله أكثر تنظيمًا، وللأسف فنادرًا ما نلقى أذنًا صاغية من قبل الآباء. وحين نتحاور معهم لاحقًا نتفاجأ بأنهم لم يجربوا اقتراحاتنا واستسلموا للوضع الحالي. وأرى أن يحرص الآباء على تجربة اقتراحات المدرسين والتي تنبع من طبيعة عملهم وخبرتهم، وملاحظة النتائج وإخبارهم بها بدلًا من تجاهلها. وفي حال لم تفلح سيقترح المدرسون أساليب أخرى أو يبحثون مع الآباء عن حلول سويًا.

أرى أن يحرص الآباء على تجربة اقتراحات المدرسين والتي تنبع من طبيعة عملهم وخبرتهم، وملاحظة النتائج وإخبارهم بها بدلًا من تجاهلها

10- شكوى المدرس مباشرة للإدارة:
وقطعًا تعد هذه من أكثر الأمور التي تزعجنا كمدرسين، حيث يقوم الآباء بشكايتنا مباشرة للإدارة دون محاولة التحدث مع المدرس أولًا وسماع وجهة نظره، ومحاولة الوصول معه إلى حل. ونرى كمدرسين هذا الإجراء من قبل الآباء إشارة على عدم احترامهم لنا كمدرسين أو حتى كبشر.

وأخيرًا، فإنني أؤكد للآباء أننا كمدرسين كغالبية عظمى نرغب في الاستماع للآباء ومعرفة وجهة نظرهم ونقدر قلقهم، وحرصهم على تعليم أبنائهم. حيث إنهم في النهاية يعتبرون همزة الوصل أحيانًا بيننا وبين الأبناء، وأتمنى أن يرانا الآباء كشركاء لهم في العملية التعليمية والتربية لا كخصوم.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://www.schoolfamily.com/school-family-articles/article/10682-10-things-teachers-dont-want-to-hear-from-parents
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …