أنا سيدة ثلاثينية، انشغالاتي كثيرة؛ فأنا أم لدي أطفال وسيدة عاملة، إلا أنني أرغب في تطوير نفسي من خلال الدورات أو إكمال دراساتي العليا، لكنني أشعر بأن مسؤولياتي تشدني في عكس هذا الاتجاه، أعيش صراعاً كبيراً، كيف يمكنني الحفاظ على تفوق ونجاح أطفالي واستمرار نجاحي الأكاديمي والعملي؟ كيف أنظم وقتي؟ كيف أحفز نفسي عندما تتكاسل؟
________________________________________
الإجابة: المستشارة آمنة السقا
بخصوص ما ورد في رسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإن قضية تطوير الذات من خلال الدورات أو إكمال الدراسات العليا تدل على أنك سيدة واعية مدركة لرسالتها، وهو أمر صعب لكنه ممكن، إذا أنت أردت ذلك بعزيمة واصرار حقيقي وهو ما يبدو عليكِ.
ولتحقيق ذلك - بإذن الله - أنصحك بما يلي:
• ابدئي بترتيب الأولويات:
وذلك من خلال معرفة قيمة المهام والواجبات التي ينبغي عليك أداؤها، أو المرتبطة معك بصورةٍ يوميَّة أو دوريَّة، ويفيدك ذلك في القدرة على إدارة المهام وترتيبها بالأولويَّة، عن طريق وضع خطة - يوميّة أو أسبوعيّة أو شهريَّة أو سنويَّة - بما يضمن استثمار الوقت بالصورة المثلى دون إضاعته أو هدره، ودون تضييع مهام أو مسؤوليات على حساب أعمال أخرى أقل أهمية.
• أخذ إجازات عمل في الوقت المناسب
فأخذ يوم أو يومين إجازة بين الحين والآخر للتركيز على دراستك والاستعداد جيداً لامتحانك، فذلك سيساعدك على تجنب الشعور بالتوتر والقلق مع قدوم الامتحانات، فلن يمانع مديرك منحك إجازة لبضعة أيام من أجل الدراسة والتحضير -إن أخبرته مسبقاً بذلك- ولكنه سيمانع -على الأرجح- منحك إجازة في حال قررت فجأة أخذها لليوم التالي إلى ما تبقى من الأسبوع.
• طلب مساعدة الآخرين
لا بأس إن طلبت مساعدة الآخرين عند الحاجة، أصدقاؤك وزملاؤك سيوافقون حتماً على مساعدتك، فلا تتردي مثلاً في طلب مساعدة زميلة في العمل، تثقين بكفاءتها وخبرتها؛ لتنوب عنك في أداء مهمة ما، كما لا بأس إن طلبت مساعدة زميلة لك في الجامعة لأداء واجب معين أو مساعدتك في التحضير لامتحان ما.
• الحصول على قسط وافر من النوم
إن الحصول على قسط وافر من النوم ضروري للغاية؛ فهو يساعد على تعزيز قدراتك العقلية والجسدية، وتذكري أنك بحاجة للنوم مدة 7 ساعات - على الأقل - يومياً للحفاظ على مستويات عالية من الانتاجية والنشاط.
• تخصيص وقت لنفسك
إن الاستيقاظ في الصباح الباكر للذهاب الى العمل، والسهر لساعات متأخرة من الليل لإنجاز فروضك الدراسية، وعدم تناول طعام صحي وشرب كميات كبيرة من الكافيين سيؤثر سلباً على مستوى تركيزك وإنتاجيتك في العمل والدراسة على حد سواء.
• كيف أحفز نفسي عندما تتكاسل؟
إن الحماس هو العنصر الأساسيّ للعمل بفاعلية أكبر، إلا أن هناك العديد من المواقف المتعددة غير المتوقعة في حياتنا اليومية تجعلنا نُصاب باليأس والإحباط لبضع لحظات، وهذا الأمر شائع كثيراً في حياة الناس، إن الشعور بفقدان الحماس قد يشكل البداية للكثير من الأخطاء والتراجع خلال مسيرة الأعمال، لذا، من المهم جداً أن تعرف كيف تحفز نفسك آلياً، إن التحكم بأفكارنا ومعرفة كيفية التصرف عندما نصاب بفقدان الحماس قد يساعدنا كثيراً على تحسين العديد من المواقف.
بغض النظر عن العوامل الخارجية، من الضروري أن تتعلمِ كيف تحفّز ذاتك؛ لكي تحقق نتائج أكثر إيجابية قدر المستطاع، إننا نعلم أن المسيرة المهنية قد تمر بالعديد من الهزات والتحديات، لكن لا داعي أن تيأس وتتراجع أمام المصاعب الأولى التي تعترض طريقك.
ومن طرق تحفيز الذات:
1. حدديِ هدفاً ما
في كثير من الأحيان، يمكننا أن نشعر بفقدان الحماس؛ لعدم فهمنا جيداً للهدف الذي نطمح للوصول إليه، واسألِي نفسك هذه الأسئلة:
هل أعلم الدافع الذي يجعلني أنجز ما أؤدي من أعمال في الحياة اليومية؟
ما الذي أرغب في الوصول إليه من خلال المواقف التي أتخذها في الحياة اليومية؟
لماذا أرغب في الوصول إلى هذه الأهداف؟
إن التوقف قليلاً والتفكير بشأن مواقفك المهنية يعد طريقة ممتازة لتعرفي ذاتك أكثر، بعد أن تفهمي الأعمال التي أديتِها، يمكن أن تحددي أهدافك بفاعلية أكبر، فالتمتع بأهداف محددة جيداً يعدّ طريقة للتحفيز الذاتي؛ لأن الحماس يزداد في كل مرة نبلغ أهدافنا التي حددناها لأنفسنا.
لكن احذري كي لا تضعي أهدافاً تتجاوز حدود قدراتك بكثير؛ لأن الشعور بالإحباط واليأس قد يكون نتيجة لتحفيز الذات على درجة عالية والنابع من جهودنا العالية المبذولة، عندما لا نكون واعين بأهمية موقف ما، نخلق لأنفسنا ضغطاً لا داعي له في حياتنا اليومية، لذا، اختاري الأهداف التي تستند إلى نقاط قوتك والموارد المتوفرة بحوزتك والتي يمكنك استخدامها.
2. حولي تركيزك قليلاً عن الأفكار التي تفكرين فيها عادةً، إن إحدى الطرق التي تساعدك على تحفيز الذات هي قدرتك على التحكم بتركيزك على أفكارك، ربما قد لاحظتِ كيف نفكر على الدوام في آراء الآخرين، لدرجة أننا نفترض ما يفكر فيه الآخرون أيضاً، أليس كذلك؟
توجد العديد من المواقف التي نتخذها؛ ليس لأننا أحببناها، بل لأننا نعتقد أنها مهمة بالنسبة لأحد ما، وقد يكون هذا أحد أكبر الدوافع التي تسبب فقدان الحماس، لذا، حولّي قسماً من تركيزك في السوق والآخرين، وفكري في نفسك أنت، كيف تشعرين حيال المواقف الراهنة؟ لا تتخذي دوماً قراراتِك وأنت تفكرين في العوامل الخارجية فقط.
بالطبع يجب عليك أن تأخذي أعمالك في عين الاعتبار، وكذلك الأشخاص من حولك، لكن حاولي أن تفعلي ذلك وأنت تدركِين تماماً كيفية شعورك حيال كل ما هو موجود حولك، التغيير هو العنصر الثالث الذي يساعدك على تحفيز الذات عندما تعانين من حالات اليأس وفقدان الحماس والنشاط.
3. حددي اختياراتٍ جديدة كلما دعت الحاجة لذلك، في بعض الأحيان، تشكل بعض التغييرات كل ما نحتاج إليه كي نشعر بالمزيد من الحماس، لا نتحدث هنا عن التغييرات الجذرية الكبرى؛ فقد تحدث تطورات كبيرة أحياناً، ولكنك قد تحتاجين أحياناً إلى تحولات صغيرة جداً تجرينها على ما تفعلينه.
إن الأمور الجديدة والمجهولة تخلق لنا القليل من مشاعر عدم الثقة والخوف كذلك، لكن يجب أن تعلمي أنه إذا لم تحاولي - على الأقل - فلن تعلمي مطلقاً أن ذلك الشيء الجديد سوف يكون مفيداً لك.
وليس لأنك قد قررت منذ وقت طويل وأنت تكتسبين الكفاءات من أجل مهمة محددة ويجب عليك قضاء العمر كله وأنت تفعلين ذلك، هذا قد يشكل سبباً لعدم تجربة أمور ومجالات جديدة.