استكشف دوافع سلوك طفلك

الرئيسية » بصائر تربوية » استكشف دوافع سلوك طفلك
girl

لكل سلوك دافع -سواء انتبهنا لهذا الدافع أم لم ننتبه- إذا استطعت فهم دوافع طفلك والسبب وراء سلوكه، يمكنك اتخاذ الخطوات الصحيحة لكسب الموقف، وتغيير السلوك.

بمعنى آخر... افترض أن سلوك طفلك السلبي هو رسالة لك تقول إنك لم تلبّ بعض احتياجاته العاطفية المهمة و/ أو يوجد لديه معتقد وأفكار سلبية.

لدى كل البشر من أطفال وبالغين احتياجات عاطفية أساسية، في الغالب نحتاج إلى تواصل عاطفي واهتمام إيجابي، ونحتاج إلى الشعور بالانتماء، لدينا أيضاً حاجة إلى الاستقلالية في قوتنا الشخصية، والمساهمة بطرق ذات معنى بالنسبة لنا.
عند عدم شعور الطفل بالانتماء والقبول، فإنه سوف يتصرف بطرق يعتقد أنها قد تجلب له الاهتمام العاطفي الذي يفتقر إليه ، ربما يظهر كتشبّث زائد بالوالدين، أو إلحاح وتطلّب مستمر.

عند عدم شعور الطفل بالاستقلالية، مثلاً إذا كنت تفعل أشياءً لطفلك باستمرار، برغم أنه يمكنه فعلها لنفسه، أو تطبق الكثير من السيطرة على حياته، وكل تحركاته وخياراته، عندها لا يشعر بأهميته وقوته الشخصية، ويظهر عنده نوبات غضب أو تحد للوالدين وعناد.

مشاعرنا ناجمة عن معتقدات حول أنفسنا وحول العالم، يمكن لهذه المعتقدات أن تدعمنا وتدعم شخصيتنا، أو تحدّ منها، عادة ما تخفى المعتقدات في العقل الباطن، الذي يدفع أكثر من 90٪ من السلوك.

عادة ما تكون الصراعات على السلطة بين الآباء والأطفال ناتجة عن تضارب في الاحتياجات، لدى الوالدين احتياجاتهم الخاصة التي قد تتعارض كثيراً مع احتياجات الطفل.

عادة ما تكون الصراعات على السلطة بين الآباء والأطفال ناتجة عن تضارب في الاحتياجات، لدى الوالدين احتياجاتهم الخاصة التي قد تتعارض كثيراً مع احتياجات الطفل

إليكم الموقف التالي:

وضعت الأم ألعاباً لابنتها ذات الثلاثة أعوام، في غرفتها، ثم ذهبت إلى المطبخ لتجهّز غداء لضيوفها، بعد قليل جاءت الطفلة إلى المطبخ، وبدأت تتحرك حول الأم، أخبرتها أمها أن تعود لتلعب بألعابها، لكنها لم تفعل ذلك، وبقيت حول الأم، شعرت الأم بالتوتر، وصرخت على الطفلة، وحملتها وأخذتها إلى غرفتها، فغضبت الطفلة وصرخت.

حاجة الأم هنا هي أن تنتهي من أعمالها الكثيرة، قبل موعد مجيء الضيوف، وفي الحقيقة هذه الحاجة يمكن أن نفسرها بحاجات أخرى مثل الحاجة للأمان، كي لا تتسبب في مشاكل مع زوجها مثلاً، أو الحاجة للقبول والظهور بمظهر اجتماعي جيد أنها لم تتأخر وأن كل شيء جاهز، ربما غيرها من الحاجات.

أما الطفلة فهي بحاجة للشعور بالانتماء والاهتمام من قبل والدتها، والتعاطف معها، وإن كان لديها أخوة يلعبون معها، فيبقى لها حاجات خاصة من المربين والوالدين.

عندما تصرخ والدتها في وجهها، أو تُخرجها من المطبخ، وتغضب الفتاة، يكون الاعتقاد الموجود خلف نوبة الغضب "أنا لست جديرة بالثقة" أو "أنت لا تهتمين بي".

ما هي الطريقة الجيدة للتعامل مع هذا الموقف؟

اقتربي من طفلتك بقلب مفتوح مع إبداء التعاطف، ولمسة حانية، وقولي لها: "أعلم أنك تريدين اللعب معي، وأنا أريد ذلك أيضاً وأحبه، لكن أنا مشغولة الآن".

أعتقد أنه سيكون من الجيد الحصول على بعض الوقت الخاص بعد مغادرة الضيوف. أو يمكن أن تعطيها مهمة بسيطة تناسبها، كي تنجزها معك، والأفضل أنك في المرات القادمة، قبل أن تبدئي مهمتك وأعمالك، أن تلعبي معها قليلاً، وأن تخبريها أنك بعد اللعب ستكونين مشغولة لبعض الوقت، ساعدي في إعادة توجيه تفكيرها نحو الحل وتلبية احتياجاتها.

بالطبع قد تستمر بالإلحاح، لكن أقل مما سبق، وأيضاً تعرف أن والدتها تهتم بها، وهي تستحق هذا الاهتمام.

وأخيراً تأكدوا من تنفيذ كل ما توصلتم إليه من حلول كي يثقوا بكم.

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صيدلانية، ومستشارة أسرية، صدر لها عام 2016 كتابين للأطفال، وكتاب للكبار بعنوان "تنفس". كتبت الكثير من المقالات التربوية والفكرية والاجتماعية على بعض المواقع والمجلات، و قدمت العديد من الدورات التطويرية والتربوية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …