رمضان بلا مساجد بسبب “كورونا” … إذاً فلتكن بيوتنا “قبلة”

الرئيسية » تحقيقات وحوارات خاصة » رمضان بلا مساجد بسبب “كورونا” … إذاً فلتكن بيوتنا “قبلة”
ramadan

د. عبد الله الصيفي: المساجد أغلقت لمصلحة الناس... وقد حل رمضان وبيوتنا مفتوحة

د. عبد المجيد دية: لنصلي في بيوتنا صلاة خاشعة... فالله مدح المؤمنين الخاشعين

جاء #رمضان هذا العام مختلفاً، فجائحة #كورونا حرمت المسلمين في الكثير من الدول من الصلاة في المساجد وأوقفت صلاة التراويح في كبرى المساجد وأعظمها، فوجد الناس أنفسهم في منازلهم وقد حرموا نعمة تمتعوا بها منذ خلقوا، إنها نعمة الصلاة في المسجد.

كيف نجعل رمضان هذا العام مختلفاً وجميلاً كما كان في سائر الأعوام الماضية؟ وهل تتوقف العبادة في رمضان أمام أبواب المساجد المؤصدة بسبب الوباء؟

يفتتح الأستاذ الدكتور عبد الله الصيفي -المحاضر في الجامعة الأردنية- حديثه بالقول: "رمضان شهر طالبي الجنة وشهر المستعيذين من النار، خصه الله من بين سائر الشهور بنزول القرآن، وبالصيام، وجعل فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وعندما يخص الله تعالى شيئاً يدل على مكانة وعظمة هذا الشيء؛ فرمضان شهر رحمة وبركة وباب أجر".

ويضيف الصيفي فيقول: "والمسلم يتجهز لرمضان لأنه موسم كسب، وقدر الله أن يأتي رمضان ونحن في بيوتنا بسبب الظرف الذي حل، ونسمع كثيراً ممن يتحسر على أن المساجد مغلقة، وهي مغلقة لمصلحة عامة ولخير للناس، وهو إغلاق مؤقت، وإن كانت المساجد مغلقة وقد حل رمضان فإن بيوتنا مفتوحة، وداعي الله -عز وجل- ينادينا في كل وقت وساعة أن نصلي وندعو ونستغفر ونذكر الله ونقرأ القرآن الكريم، وهذه فرصة لنا في أن نغير في أخلاق أبنائنا وأنفسنا وأهلينا بينما نحن جلوس معهم في هذا الشهر الكريم".

د. عبد الله الصيفي: على أرباب الأسر تقديم المواعظ وتعهد الأبناء بالاستغفار والذكر وتلاوة القرآن

وعن أهمية استقبال رمضان المبارك بالتوبة يقول الصيفي: "لا بد من الاستعداد لرمضان، والمؤمن يستعد لرمضان بالتوبة، فالذنوب تبطئ سيرك إلى الله، فتحللوا من الذنوب والمعاصي، وكل بني آدم خطاء، ولكن لا بد من أن نرجع ونتوب، ولسنا أفضل من النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يستغفر ويتوب أكثر من 70 مرة في اليوم، والله تعالى نادى على عباده فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53] وفيها نداء لمن عصى الله مهما عظًم ذنبه".

ويقول الدكتور الصيفي: "الصيام شفيع لأصحابه يوم القيامة وكذلك القرآن، يأتي يوم القيامة فيقول الصيام: "يا رب، شفعني فيه، حرمته الطعام والشراب، ويأتي القرآن فيقول: يا رب، شفعني فيه، حرمته نوم الليل" يأتينا رمضان لنصوم النهار ونذكر الله ونتعهد الأبناء والأزواج بالأذكار والصلاة والقرآن خلال النهار، فإذا جاء المغرب أفطرنا سوياً، ندعو ونحمد الله، ثم يأتينا العشاء فنصلي بهم التراويح، يصلي كل واحد منا بأهله جماعة يؤمّهم في البيت، وقد نتداول، فكل يوم تقع الإمامة على أحد الأبناء فنعلمهم ونتعلم".

واقترح الدكتور الصيفي على أرباب الأسر تقديم موعظة بسيطة في كل يوم للعائلة تتحدث عن معنى من معاني آيات كتاب الله، أو حديث نبوي شريف؛ لتكون البيوت عامرة بذكر الله فتكون بيوتنا من البيوت التي يذكر فيها اسم الله وندعو الله أن يعافينا من هذا البلاء.

وعن استشعار النعم يضرب الدكتور الصيفي مثلاً فيقول: "كان الخروج من البيت نعمة لم ندركها حتى حرمناها، يقول تعالى: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل:18] فيجب أن نشكر الله تعالى على نعمه علينا".

وعن الصيام في ظل موجة وباء "كورونا" يقول الدكتور الصيفي: "الصيام من الأمور المساعدة لجهاز المناعة، ولكن المريض معذور من الصيام، ومن يسر الله أنه أباح للمريض الذي يضعفه الصيام أن يفطر".

ويؤكد الدكتور الصيفي على مبدأ التكافل الاجتماعي وأهميته في رمضان فيقول: "علينا أن نتفقد الجيران والأقارب وأن نمد لهم يد العون تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، وكيف نجود في رمضان؟ الناس ليسوا في مرتبة واحدة، فمنهم من وسع الله تعالى عليه في رزقه ومنه من رزقه ضيق، وهذه فرصة من أعطاه الله -عز وجل- سعة في المال والرزق أن يتفقد المحتاج والله وعد المتصدق بالثواب العظيم المضاعف".

ويختم الدكتور الصيفي فيقول: "رمضان يدخل سريعاً ويخرج سريعاً، وهو فرصة؛ فالآن عندنا من الأوقات للقراءة الكثيرة من القرآن وكتب التفسير والأحاديث، اجلسوا مع أولادكم واسمعوا منهم تلاوة القران، صححوا تلاوتهم؛ فرمضان مدرسة وهو ليس امتناع عن الطعام والشراب فقط، واحذروا من أن يكون ليلكم سهر ونهاركم نوم، وإن جعت أيها المسلم فاسأل الله -عز وجل- ألا يجمع عليك جوع الدنيا وجوع الآخرة، وإن عطشت فاسأله أن يرويك في الآخرة وإن تعبت من القيام فاطلب منه الراحة في الاخرة فالجنة وعالية وقطوفها دانية وثمنها عظيم وتحتاج المشمرين العاملين".

د. عبد المجيد دية: علينا أن نجعل من رمضان الذي نعيشه في هذه الجائحة منحة وفرصة لتدبر القرآن الكريم

من جانبه قدم الداعية الدكتور عبد المجيد دية نصيحتين -وصفهما بالمهمتين- للمسلم في هذا الشهر الكريم، وفي ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البشرية وما تسبب به وباء كورونا فقال: "في ظل جائحة كورونا وما تسبب به من حرماننا للمساجد أنصح أن نتخذ من بيوتنا مساجد، نصلي فيها الجماعة مع أسرنا في كل الصلوات، وأن نختار إحدى الغرف فنجعلها مصلى، نفرشه ونزينه لنصنع من المحنة منحة، ولنحافظ على الصلوات جماعة في هذه الأيام العصيبة".

وأضاف دية إن مما يجب أن يركز عليه المسلم في هذه الأيام إقامة الصلاة بخشوع؛ فالله تعالى مدح المؤمنين الخاشعين ووصفهم بالفلاح يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1-2] فلنتفكر فيما يتلى وننقطع عن شواغل الدنيا وهمومها.

أما النصيحة الثانية التي وجهها الدكتور دية فهي القراءة المتدبرة للقرآن الكريم، والغوص في معاني الآيات التي نتلوها وأن نفهم الأنوار والبراهين الموجودة في آيات القرآن، وأن ننظر في عاقبة الآيات وما تهدف إليه.

وقال دية: "إن ابن القيم - رحمه الله - عد عدم تدبر القرآن نوعاً من أنواع هجره، وهجر القرآن الكريم على مراتب منها عدم التدبر" وأضاف: "يرى الكثير من أهل العلم أن تدبر القرآن الكريم وفهمه أولى بكثير من القراءة دون فهم ودون تدبر، ولذا علينا أن نبذل جهداً كبيراً في هذه المسألة بل ونخصص لأنفسنا برنامجاً لتدبر القرآن والاطلاع على ما جاء في الكتب حوله ومتابعة ما تحدث عنه العلماء عبر الانترنت في هذا الأمر".

وختم الدكتور دية بالقول: "علينا أن نجعل من رمضان الذي نعيشه في هذه الجائحة منحة وفرصة لتدبر القرآن الكريم".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفية في موقع "بصائر" الإلكتروني، وصحيفة "السبيل" اليومية الأردنية في قسم الشؤون المحلية والتحقيقات. وكاتبة في مجلة "الفرقان" التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم / الأردن؛ في الشؤون الأسرية والتربوية. وتكتب بشكل متقطع في العديد من المجلات العربية منها؛ البيان؛ الفرقان الكويتي؛ وأجيال السعودية إلى جانب العديد من المواقع الإلكترونية.

شاهد أيضاً

طفلي بلغ السابعة.. كيف أبدأ بتعويده على أداء “الصلاة” ؟

مما ينعش قلب الأبوين أن يقف إلى جوارهما طفلهما الصغير في سنوات عمره الأولى وهو …