هذا هو:-تخلَّت الدول الكبرى عن الأنانية العلميَّة وتركت سِياج التَّكتم الذى اكتنف منهجها العلمى لئلا تقتبس منه الدول الأخرى ومن ثمَّ تلحق بركابها وغدا العالم بأسره معملاً علميًّا وحقل تجارب، ويُعلن كل ملأ ما توصل إليه الآخر في تكامل علمى فريد.
كورونا المسلم!!! سمح الغرب الأوروبى وكذا الأمريكى بأن يُدوِّى الأذان ويملأ جنبات البلاد طُولاً وعرضًا، بل وتُتيح إحدى الكنائس للمسلمين اعتلاء سطح الكنيسة ليعلو نداء: الله أكبر، وفى ذلك إشارة ضمنية بالإقرار بالآخر، المسلم بعدما كان مُتلبسًا بلباس الجحود والإنكار.
الوطن للجميع:- فريضة التسامح التى سادت دول الخليج حيال المقيمين بها ، والتساهل معهم فى أمر الإقامة وتجديدها إلى نهاية العام دون أية غضاضة أو ملامة عليهم فى ذلك.
لن أضربك:-انحسار موجة العنف فى الطُرقات والشوارع العامة؛ لشىء هيِّن يسير، هو الحظر الجزئي، والكُلِّي فى بعض البلاد، والمناطق؛ ليس هذا فحسب؛ بل خشية أن يكون أحد المتعاركين مُصابًا بـ :كورونا القاتل فتتناقل العدوى؛ فيخسر الظَّالم أكثر من المظلوم.
فى بيتنا كورونا:-داهم كورونا العالم ؛فانشغل كُلٌّ بـ:كورونته، ولم يعد يُبيح لنفسه أن تكون رقيبةً على الآخر ؛ تُحصى عليه سكناته وحركاته.
كورونا الشيطان الهادىء:-الهدوء المُصاحب لـ:كورونا ، هدوء لا ينازعه شىءٌ؛ فلا صخب ولا لجب يتدافع يشري إثر مراسم زواج أو مناسبات تضجُّ بها المضاجع، ولا حافلات ولا حتى توك توك، طيلة بعض يومٍ فى دول وربما اليوم كُله فى دول أخرى، ممَّا يمنح النفس بعضً من الوقت تجنح فيه إلى بعض أمورها، تعيد حسابها شطر هذه الأمور: محوًا أو تأكيدًا أو إعادة نظر.
لن أقتلك:-توقفت المعارك والمناوشات –أو كادت-بين المناوئين، فى المناطق المُستعرة المُستحرة؛ لمسنا ذلك فى المنطقة العربية مثال : اليمن وسوريا ،كما يتم على استحياء فى ليبيا، وعلَّة ذلك تتأكد في أنَّ كورونا قد تكفل ذلك وتولى هو بنفسه هذا الأمر.
لا ...كورونا قاتلي:-أن تقابل رفيقك فى الطرق والساحات، ولا تضجر، ولا تأسى على تجاهله إياه لك؛ ولسان الحال يقول : لا ...كورونا قاتلي، لا بل سأذهب لأبعد من ذلك حين أذهب إلى القول بأَنك تتمنى-وبحقِّ-ألاَّ يُعانقك ، فضلاً عن المُصافحة، ولقد سمعنا عن أمِّ -أبدًا -لم تعانق وليدها إلا بعد عشرة أيامٍ كاملة؛ حدبًا وحنوًا عليه وعليها.
كورونا..الذئب يرعى الغنم :-أتت قرارات الدول –خاصة الدول ذات أحادية الحكم –ذات الحكم الشمولي- فى أكثريتها –ولم أكن البتة مُخطئًا إذا حسمت القول : بجميعها-تركن إلى مصلحة المواطن، وإنْ جشَّمت صانعى القرار كبير عناء ماديًّا ومعنويًّا، وبالتالى تلقفها قاطنو هذه الدول بشىءٍ من الارتياح، حتى لو أثقلت كاهلهم المعيشي؛ فقد وعى الجميع فداحة وجسامة الموقف فـ: كُلنا كورونا.
وفى الختام:-فالبادى على تلك الظواهر التي تمَّ سردها بشيءٍ من الإيجاز :غرابتها وغموضها؛ ربما مرجع ذلك مأتىٌّ من الارتباك الحادث جرَّاء تلك الجائحة النَّائحة؛ ربما أيضًا من تنامي من قضُوا بشكل متواليَّة هندسيَّة؛ أضف إلى ذلك كُلِّه عجز العالم كُلِّه قُبالة كورونا القاهر :علميًّا وصحيًّا، لاسيَّما أُناس كُنَّا نعدُّهم من الأخيار طبِّيًّا؛ بل إنَّ الجميع مَنْ ارتاد هذا الكوكب الأرضىِّ:ينتظر كورونا،وقد أتى يحِثُّ الخُطى إليه ويخفُّ الرّكب، حامدًا الله تعالى ، شاكرًا أنعمه؛ إنْ هو توانى في ذلك، راجيًّا أنْ يضلَّ السَّعي إليه، وذاك مغزى ما ألمح إليه رئيس وزراء بريطانيا: ودِّعوا أحبَّاءكم، وقد تجرَّع بعضًا منه؛ حيث أضحى رهين الحجر الصحي.
هذا جميعُه جعل العالم لا يلوي على شىءٍ، جعله يتحرك على غير هدىٍ وهُدىً؛ لعلَّه يبلغ ما يُمنِّي به النفس؛ فهذا التحرك اللاواعي-الذى يدخل تحت مُسمًّى: الصُّدفة-هو الذى أتاح للعقل البشري أنْ تتفتق عنه اختراعات جمَّة ، مثل قوانين الجاذبية ، والطفو ...إلخ.