كيف أتعامل مع الخوف والقلق من فيروس كورونا

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف أتعامل مع الخوف والقلق من فيروس كورونا
ocd-coronavirus-كيف أتعامل مع الخوف والقلق من فيروس كورونا

بالتأكيد، إن مخاوفنا وقلقنا من فيروس كورونا أو COVID - 19 تسبب مشاكل نفسية، خاصة إذا وصل الأمر لدرجة الوسواس وأصبحنا نشعر طوال الوقت بالقلق ونعاني من اضطرابات مختلفة كالإجهاد والخوف، للأسف... فإن شعور الهلع إذا استمر سيكون أكثر إيذاءً من الإصابة بالوباء، وقد يتسبب بمرض مزمن !

لكن البشارة هنا، هي أننا لسنا مضطرين للوقوف عاجزين أمام القلق والمخاوف التي يتسبب بها فيروس كورونا، فأول خطوة نتميز بها كمسلمين هي يقيننا الراسخ بأنه لا يمكن أن يصيبنا شيء أو يخطئنا إلا بأمر الله، وبناءً على معتقدنا ذاك فإننا قادرون على مواجهته بالتوكل على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب الوقائية.

ومع ذلك، فإننا نقدم النصائح التالية التي يمكن أن تساعد في تجاوز هذا الوقت العصيب:

مخاوفنا وقلقنا من فيروس كورونا أو COVID - 19 تسبب مشاكل نفسية، خاصة إذا وصل الأمر لدرجة الوسواس وأصبحنا نشعر طوال الوقت بالقلق

1. افهم قلقك:

لا أحد ينكر أنها فترة مخيفة؛ فالوباء عالمي اضطر البلدان والدول أن تغلق حدودها تماماً وتوقف سير الحياة فيها، ومن الطبيعي أن نتأثر نحن -كأفراد- فنقلق ونخاف.

وأغلبنا يكمن خوفه في عدم معرفته بتفاصيل الأمر وماهية هذا الفيروس المتحوّر -كورونا المستجد- وما هو الأسوأ بشأنه.

لذلك ينصح بتعلّم المزيد عن الفيروس من مصدر موثوق -يفضل أن يكون طبيباً أو إحدى منظمات الصحة- اعرف الفيروس ومخاطره وكيفية انتشار العدوى ووسائل مقاومته.

2. ابق على اطلاع باعتدال

الاطلاع المستمر والمعتدل مهم وضروري للتمكن من اتخاذ احتياطات السلامة، وتجنّب الإصابة إلا أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي تنشر والأساليب غير الإنسانية لدى بعض من يروجون الأخبار بطرق تثير الخوف وحسب.

ولذلك فمن حق نفسك عليك أن تفهم كل ما تقرأ، وللاطلاع تابع مصادر جديرة بالثقة مثل: مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ومنظمة الصحة العالمية، ومديريات الصحة العامة المحلية في بلدك .

كما ينصح بالتقليل من متابعة التحديثات ومراصد ازدياد الحالات؛ لأن ذلك يزيد من قلقك بدل تخفيفه، وذلك يفضل الابتعاد عن وسائل الإعلام إذا شعرت بالإرهاق أو الإجهاد المستمرين (يكفي أن تتابع الأخبار لثلاثين دقيقة مساء كل يوم!) ويمكنك أن تطلب الأخبار المهمة جداً من شخص موثوق وحسب، وعليه خفف من مشاركة الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكي ترحم الآخرين بتجنب إثارة الخوف والهلع!

ينصح بالتقليل من متابعة التحديثات ومراصد ازدياد الحالات؛ لأن ذلك يزيد من قلقك بدل تخفيفه

3. ركز على الأشياء التي يمكنك التحكم بها

لا ننكر أن الاضطراب هائل جداً، لدرجة خروج أشياء بدهية عن سيطرتنا، فجميعنا يقلق بشأن المدة التي سيستمر فيها الوباء وإلى أي مدى سيصل... وغير ذلك.

والحقيقة، لن يعود علينا ذلك سوى بالقلق والإجهاد والخوف الذي قد لا نستطيع السيطرة عليه، ولذلك فإن من الحكمة التركيز في هذه الفترة على ما يمكننا التحكم به، وهو ما نسميه "الأخذ بالأسباب" مثل:

 اغسل يديك بشكل متكرر (لمدة 20 ثانية على الأقل) بالماء والصابون أو معقم لليدين يحتوي على 60٪ على الأقل من الكحول.

 تجنب لمس وجهك (خاصة العينين والأنف والفم).

 ابق في المنزل قدر الإمكان، ولو لم تكن تشعر بأي أعراض.

 تجنب الحشود والتجمعات التي تصل لعشرة أشخاص أو أكثر.

 تجنب التسوق والسفر غير الضروريين.

 اترك مسافة 6 أقدام بينك وبين الآخرين عند الخروج.

 أكثر من النوم؛ لكي تساعد في دعم جهازك المناعي.

 اتبع جميع توصيات السلطات الصحية.

4. خطط ما استطعت

جميعنا نقلق بشأن أعمالنا ودراسة أطفالنا، أو خوفاً عليهم من العدوى، ومع أن الأمر طبيعي، إلا أننا يجب أن نفكر في اتخاذ إجراءات احترازية؛ كي لا نجبر لاحقاً على ظروف أصعب.

خذ استراحة من التفكير، واكتب مخاوفك صريحة، واكتب أفكارك للسيطرة على مخاوفك وتجنب الوباء، اكتب كل ما يخطر ببالك، وركز على الأشياء الواقعية التي يمكنك تطبيقها، وابدأ فوراً بفعل ما يمكنك فعله خلال هذه الفترة .

5. ابق على اتصال - ولو كنت معزولاً جسدياً

تشير الأدلة إلى أن بعض الأشخاص المصابين لا تبدو عليهم أعراض المرض بالذات إن كانوا من الشباب ذوي الصحة الجيدة، وهذا ما يدعو إلى تعميم ثقافة الحجر أو العزل الصحي.

إلا أن الحجر له ما له من الأضرار النفسية، فالوحدة قد تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب والقلق، فتؤثر على الصحة العامة سلباً، ولذلك ينصح بالتواصل الهاتفي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشعر أننا جزء من العالم ونطمئن بالآخرين ، مع الالتزام بالابتعاد الجسدي وإيقاف الزيارات الاجتماعية، ولكن خلال التواصل يفضل ألا يكون فيروس كورونا محور الحديث دوماً.

6. اعتن بجسدك وروحك أكثر

لأنه وقت عصيب للغاية، افعل كل ما بوسعك لتكون بصحة نفسية وجسدية جيدة، ومن ذلك:

 تناول طعاماً صحياً.

 نم جيداً ولتنم كثيراً ليلاً.

 مارس التأمل والاسترخاء في أوقات متفرقة.

 كن هادئاً، لطيفاً مع نفسك ومع الآخرين وتذكر أنك لست وحدك ضمن هذه الظروف.

 حافظ على شعور الحياة الطبيعية بالنوم السليم والأكل السليم في أوقاته المحددة.

 خصص أنشطة تستمتع بها وأخرى تشغل بها وقت الفراغ: اقرأ كتاباً جيداً، شاهد مقاطع مفيدة أو كوميدية أو توعوية... إلخ، اصنع شيئاً جديداً: وصفة طعام، حرفة جديدة... تعلم مهارة جديدة، استمتع طالما كان ذلك يخفف من همومك.

 اخرج إلى الطبيعة، وتمشّ حول بيتك أو في سطح المنزل واجلس في الشرفة، ستفيدك أشعة الشمس والهواء النقي كثيراً، ولكن تأكد أنك بعيد عن الازدحام وتتخذ إجراءات الوقاية والسلامة.

 مارس الرياضة في البيت أو على دراجة هوائية، فكثير من الرياضات لا تحتاج لمعدات أو مدرب في النادي الرياضي.

 تجنب تناول الأدوية العشوائية، أو المهدئات، ولا تلجأ للمنكرات لتخفف من همك وقلقك، فالمحنة قد تكون منحة تتقرب خلالها إلى الله ثم إلى أحبتك وأهلك وتعرف ذاتك وتستفيد... فلا تحرم نفسك هذا الفضل وتضيعه بالمنكرات.

لأنه وقت عصيب للغاية، افعل كل ما بوسعك لتكون بصحة نفسية وجسدية جيدة

7. ساعد الآخرين

أصبح الجميع بسبب الخوف يتصرفون بعشوائية فتزداد المشاحنات والمشاجرات ولو في طوابير البقالة وقضاء الحاجيات الحياتية، ساعد الآخرين بمساعدة نفسك والتزم آداب التجمعات والإرشادات الصحية لتقي نفسك والآخرين ، شاع اقتباس إيطالي أخيراً يقول: "نحن نقف متباعدين الآن؛ لنتمكن من احتضان بعضنا البعض لاحقاً".

ليس من قبيل المصادفة أن تجد أسعد الناس هم أولئك الذين يعيشون حياتهم معطائين باذلين، ويسعدون بمساعدة غيرهم، اللطف والكرم مع الآخرين يعود عليك بالهدوء النفسي والرضى والسيطرة، إضافة إلى إضفاء معنى وهدفاً على حياتك.

دائماً يوجد ما تساعد به الآخرين، ولو كنت معزولاً؛ فذلك سوف يعيد إليك ثقتك بنفسك وحبك للحياة، ومن ذلك: الحفاظ على الالتزام بالإرشادات السليمة للوقاية والسلامة من العدوى بفيروس كورونا المستجد.

تحسس احتياجات من حولك من الناس، خصوصاً من كبار السن أو العاجزين أو ذوي الاحتياجات الخاصة ، الكثيرون يكفيهم سماع صوت ودود يسأل عن حالهم، البعض يحتاجون لأغراض وطلبات من الصيدلية أو البقالة، ساعدهم واترك الحاجيات على باب المنزل؛ لتجنب التلامس الجسدي المباشر، أو تبرع لبنوك الطعام والأدوية، ومنتجات السلامة وبمالك ما استطعت، حتى يمر الضر وتنكشف الغمة بأمر الله!

هناك الكثير من الاحتياجات التي يمكنك قضاؤها لمن حولك بدون إيذاء نفسك أو إيذائهم، تحسس تلك الاحتياجات وساهم بقضائها؛ لكي تشعر بسلام داخلي ورضى وتقدم ما يفيد.

 

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • مترجم بتصرف: https://www.helpguide.org/articles/anxiety/coronavirus - anxiety.htm
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …