للراغبين في إسعاد الناس على الدوام، 7 نصائح لوضع الحدود

الرئيسية » بصائر تربوية » للراغبين في إسعاد الناس على الدوام، 7 نصائح لوضع الحدود
20150903172723-businessmen-meeting-politics-executives-conference-room-negotiations

قد كَثُر الكلام في الآونة الأخيرة عن المرضى النفسيين والعصبيين، وشرح الطرق المساعدة على التعامل معهم، ولكن أثبت الكثير من أستاذة الطب النفسي الحديث أن أصحاب القلوب المرهفة والحريصين على إسعاد الناس -لدرجة أن يبخسوا أنفسهم حقها- ليسوا أقل عدداً أو معاناة، لذا، سنفرد هذا المقال لمناقشة 7 نصائح لنُعين تلك الفئة على وضع حدود بينهم وبين الناس؛ لئلا يتسبب الناس في أذاهم، وقد يتخوف الكثيرون من وضع تلك الحدود لخشيتهم من جرح مشاعر الناس وإفساد العلاقات، ويظنون أن قول "لا" أحياناً يعد أمراً فظاً وغير لائق، وبالتالي يرفضون فعله.

علاوة على أنهم لو رغبوا بوضع تلك الحدود، فهم لا يملكون فكرة عن الكيفية، فينتهي الأمر باستسهالهم ما اعتادوا عليه، وهو الصمت والاستمرار في إسعاد الناس، وإن تسبب هذا في أذاهم، وقبل أن نعرض للنصائح السبع، نؤكد أن وضع الحدود يكون لتذكير أنفسنا والآخرين أننا نملك طبائع اجتماعية وخلفيات مختلفة، ورسم هذه الحدود يساعدنا على احترام تلك الاختلافات  والقدرات المتباينة ليس إلا، وإليكم الطرق العملية لرسم الحدود في سبع نقاط مفصلة الشرح:

1- احرص على تهيئة نفسك من الناحية الجسدية والنفسية:
وضع الحدود سيؤثر عليك سلباً من الناحية النفسية والجسدية كما سيؤثر على الطرف الآخر، فقد يؤدي لشعورك بالقلق أو الحزن أو التوتر أو الغضب من نفسك والشعور بالذنب، وقد تعاني من آثار فيزيائية كالتعرق، وشد في المفاصل، وآلام في المعدة، أما تهيئة النفس فتكون بأن يذكر الإنسان نفسه بالأسباب التي دعته لقول "لا"، ووضع الحدود بينه وبين الطرف الآخر ، وكذا بالبحث عن أفضل الطرق لتوصيل تلك الرسائل بأقل الأضرار الممكنة، واضعاً في اعتباره استحالة عدمها في معظم الأحيان.

2- استمع لنفسك وأفكارك:
حاول أن تنتبه لأفكارك ومشاعرك قبل وبعد وأثناء التحدث مع الشخص المعني بشأن وضع حد معه، فتوضح محللة نفسية أمريكية عالجت الكثير من حالات هؤلاء المرضى بإسعاد الناس على الدوام، أن كثيراً منهم يتراجع عن مسألة وضع الحدود وقول لا، بسبب تأنيب الضمير، وتؤكد بأن الإحساس بالذنب طبيعي في البداية حيث يؤدي الإنسان عملاً جديداً عليه لم يتعود على تأديته من قبل، وهذا لا يعكس كونه خاطئاً البتة ، ولكن عليه أن يذكر نفسه بأنه اتخذ القرار الصحيح وأن من حقه أن يضع حدوداً بينه وبين الآخرين كيلا يؤذوه بتجاوزها.

3- ابدأ على نطاق ضيق:
فمثلاً، إذا اشتريت شيئاً ولم يعجبك، يمكنك إبداء رأيك للبائع، وهذا بدلاً من أن تبدأ بإخبار أحد إخوتك بشيء يضايقك أثناء تعامله معك، فيمكنك لاحقاً الانتقال لمرحلة التحدث مع الأصدقاء والأقارب بعد أن تصل لدرجة جيدة من الثقة في نفسك.

4- تدرب مع شخص يدعمك:
إذا كان لك صديق أو قريب يحسن هذه المهارة ويعرف كيف يضع حداً بينه وبين الناس، فاحرص على الاستفادة من تجربته وتعلم منه.

إذا كان لك صديق أو قريب يحسن هذه المهارة ويعرف كيف يضع حداً بينه وبين الناس، فاحرص على الاستفادة من تجربته وتعلم منه

5- اكسب وقتاً:
قد تجد صعوبة كبيرة في قول لا في البداية، وربما يستحيل عليك ذلك، فحاول استخدام عبارات تمنحك مهلة للتفكير في الأمر، دون إعطاء إجابة نهائية، وإليك بعض الأمثلة لتلك العبارت: "سأفكر في الأمر، وأتواصل معك" أو "لن أستطيع إجابتك على الفور، أعطني فرصة لأفكر"، ويذكر الأطباء النفسيون بأهمية هذا الأمر، ذلك أن الغرض ليس التدرب على الرفض وقول "لا" دون تفكير، ولكنَّ الهدف هو معرفة الإنسان لنفسه، وإذا ما كان يرغب فعلياً في هذا العمل أم لا، وإذا ما كان وقته وطاقته يسمحان بذلك.

قد تجد صعوبة كبيرة في قول "لا" في البداية، وربما يستحيل عليك ذلك، فحاول استخدام عبارات تمنحك مهلة للتفكير في الأمر، دون إعطاء إجابة نهائية

6- اعترف بأن لك حدوداً وخطوطاً حمراء:
كل إنسان يملك حدوداً يرغب في أن يقف الآخرون عندها، وإنما ينشأ تأنيب الضمير من امتلاكنا لتوقعات غير واقعية، أي أننا نشعر بالذنب عند وضع الحدود؛ لأننا نعتقد أن علينا النجاح في فعل كل شيء وإسعاد الجميع ، وعلى هذا فرفضك القيام بمهمة ما لشخص معين، لا يعني أنك تتجاهل ما يرغب هذا الشخص به، وإنما تضع لنفسك حدها وطاقتها فلا تتجاوزها وتؤذي نفسك.

7- كن صبوراً مع نفسك:
ذكر نفسك بأنك تتعلم مهارة جيدة، وأنك تحتاج زمناً حتى تتقنها، المهم كما في أي مهارة أو هو تبدأ وتستمر.

وأخيراً لا تنسَ أنك بوضع الخطوط الحمراء وقول "لا" أحياناً، فإنك لا تنفع نفسك فحسب، بل إنك تساعد الطرف الآخر على الاعتماد على نفسه من جهة، وإعطاء مساحة من الحرية لنفسك، وتلك الخطوة ستعين كلا الطرفين على تقوية واستمرار العلاقة على المدى البعيد بإذن الله.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://psychcentral.com/lib/7-pointers-for-setting-boundaries-when-youre-a-true-blue-people-pleaser/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …