نشأة الحضارة

الرئيسية » بأقلامكم » نشأة الحضارة
compass-map

مفهوم الحضارة

الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجة الثقافي، وانما تتألف الحضارة من عناصر أربعة الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الخلقية ومتابعة العلوم والفنون وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف تحررت في نفسة دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء وبعدئذ لاتنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقة إلى فهم الحياة وأزهارها.

عوامل قيام الحضارة:

العوامل البيولوجية:
الحضارة مرحلة تتوسط عصرين من جليد فتيار الجليد قد يعاود الأرض في أي وقت فيغمرها من جديد بحيث يطمس منشأة الإنسان بركام من ثلوج وأحجار ويحصر المياه في نطاق جيد من سطح الأرض ووجود الزلازل التي نبني حواضرنا في غفوتة وربما تحرك حركة خفيفة بكتفية فابتلعنا في جوفة غير آبه.

العوامل الجغرافية:
حرارة الأقطار الاستوائية وما يجتاح تلك الأقطار من طفيليات لاتقع تحت الحصر، لاتهيئ للمدنية أسبابها فما يسود تلك الأقطار من خمول وأمراض مبكرة وكذلك تتم تلك العملية في إشباع الجوع وعملية التناسل بحيث لاتذر للإنسان شيئا من الجهد ينفقه في ميدان الفنون وجمال التفكير والمطر أيضا عامل ضروري لأن الماء وسيلة الحياة وكذلك من الممكن أن تقضي على الجفاف مثل حضارة نينوى وحضارة بابل وقد تسرع الخطى نحو القوة والثراء مثل المدن في بريطانيا العظمى، واذا كانت تربة الإقليم تجود بالطعام أو المعادن ووجود الأنهار وسائل للتبادل مع غيرهم من البلدان وإذا كانت الأمة فوق هذا كله تقع على الطرق الرئيسية للتجارة العالمية كما كانت الحال في أثينا وقرطاجنة وفلورنسا والبندقية، إذن العوامل الجغرافية يستحيل أن تخلق المدنية خلقا الا أنها تستطيع أن تبتسم في وجهها وتهيئ سبل ازدهارها.

العوامل الاقتصادية:
ظل الإنسان في مرحلة الصيد البدائية واعتمد في وجوده على ما عسي أن يصادفه من قنائص فإنه يستحيل أن يتحول من الهمجية إلى المدنية تحولا تاما، قد تكون قبيلة البدو على درجة نادرة من الفتوة والذكاء ومن صفاتها الشجاعة والكرم والشيم، لكن ذكاءها بغير الحد الأدنى من الثقافة الذي لابد منه، حيث يذهب إلى البحث عن موارد القوت ومخاطر الصيد ومقتضيات التجارة وأول صورة تبدت فيها الثقافة هي الزراعة حيث الإنسان لايجد لتمدنه فراغا إلا اذا استقر في مكان يفلح تربتة ويخزن فيه الزاد ليوم قد لايجد فيه موردا لطعامه ووجود موردا محققا من طعام وماء، حيث بدا الإنسان يبني لنفسة الدور والمعابد والمدارس ويخترع الآلات التي تعينه على الإنتاج ويستأنس الكلب والحمار، ثم يسيطر على نفسة آخر الأمر فتعلم كيف يعمل في نظام واطراد ويحتفظ بحياته أمدا أطول ويزداد قدرة على نقل تراث الأنسانية من علم وأخلاق نقلا أمينا.

العوامل الثقافية:
إن الثقافة لترتبط بالزراعة وهو ما ينتجه الريف من ثراء ونوابغ للعقول وكذلك تعمل الاخترعات وتعمل الصناعة في المدينة على مضاعفة وسائل الراحة والترف والفراغ وفي المدينة يتقابل التجار حيث يتبادلون السلع والأفكار حيث تتلاقى طرق التجارة فتنير العقول ويرهف الذكاء وتستشار فيه قوته على الخلق والإبداع وكذلك في المدينة يستغني عن فئة من الناس فلا يطلب منهم صناعة الأشياء المادية، فتراهم يتوفرون على إنتاج العلم والفلسفة والأدب والفن، نعم إن المدنية تبدأ في كوخ الفلاح، لكنها لا تزدهر في المدن وليست تتوقف المدنية على جنس دون جنس فقد تظهر في هذه القارة أو تلك قد تنشأ الحضارة بسبب العرق أو اللون وقد تنهض مدينة في بكين أو دلهي في ممفيس أو بابل أو لندن أو بيرو أو يوقطان، فليس هو الجنس العظيم الذي يصنع المدنية بل المدنية العظيمة هي التي تصنع الشعب.

العوامل المادية:
العوامل المادية لازمة لنشأة المدنية حيث لابد أن يسود الناس نظام سياسي مهما يبلغ ذلك النظام من الضعف حدا يدنو به من الفوضى كما كانت الحال في روما وفلورنسا أيام النهضة من وحدة لغوية إلى حد ما لتكون بين الناس وسيلة لتبادل الأفكار ثم أيضا عن قانون خلقي يربط بينهم عن طريق المسجد أو الكنيسة أو المدرسة لأن ذلك يرفع الأخلاق من مرحلة توازن فيها لبن نفع العمل إلى مرحلة الإخلاص للعمل ذاته ولذلك لابد من تربية لكي تنتقل الثقافة على مر الأجيال فنورث الناشئة تراث القبيلة فنورثها نفع الحضارة ومعارفها وأخلاقها وتقاليدها وعلومها وفنونها سواء كان ذلك الثوريث عن طريق التقليد أو التعليم أو التلقين، لا هذا التراث إلا الأداة الأساسية التي تحول هؤلاء النشء من مرحلة الحيوان إلى طور الإنسان.

العوامل الطبيعية:
تتحكم العوامل الطبيعية تحكما واضحا في توزيع السكان وقد كانت العوامل الطبيعية تتحكم تحكما كاملا في هذا التوزيع في الماضي، أما في الوقت الحاضر فقد برزت أهمية العوامل البشرية، ولم يعد الإنسان عبدا للطبيعة، حيث تسيطر عليه العوامل الطبيعية دون غيرها، إنما اصبح يلعب دورهاما في تعديل وتخفيف أثر هذة العوامل الطبيعية مثل المناخ وعوامل التضاريس وعوامل التربة وإدارة الموارد الطبيعية.

العوامل البشرية:
إن العوامل البشرية لها تأثير كبير في توزيع السكان بين المناطق المختلفة، حيث إن لهذه العوامل الدور البارز اكثر من العوامل الطبيعية والبشرية، مثل اتجاهات النمو السكاني والحرف السائدة والمواصلات والعامل السياسي ورأس المال البشري والأيدي العاملة.

____________________________________
المراجع:
1-موسوعة / تاريخ مصر والسودان./ تأليف سليم حسن /الجزء الحادي عشر.
2-موسوعة مصر القديمة / تأليف سليم حسن./ الجزء الثاني عشر..
3-معالم تاريخ الشرق الادني الفديم/ تاليف/ محمد ابو المحاسن عصفور.
4-الشرق الادني القديم في مصر والعراق/تايف عبد العزيز صالح.
5- قصة الحضارة/ تاليف ويل ديورانت.

 

* باحث في التاريخ والتراث

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …