الكثير من الأمور على صغرها قد تتسبب في توتر العلاقات وتطور الخلافات بين أطراف العلاقة، من هذه الأمور التأخر في الاتصال أو في مواعيد اتفق عليها، أو عادة سيئة لدى الشخص لا يلبث يكررها، وبينما ننصح بالتجاوز عن صغائر الأمور والالتفات لما هو مهم حقاً، فإن تلك الأمور الني نراها صغيرة تغدو مع مرور الوقت وتكرارها كبيرة وقد تستفحل الأمور بسببها وتسوء العلاقة، لذا، نقدم في هذا المقال 11 نصيحة للمساعدة على تخطي تلك الأمور الصغيرة والتعامل معها بنجاح؛ كي لا تُفسد العلاقة:
1- ناقش المشكلة الحقيقية:
يؤكد الخبراء أن التأخر في الموعد أو في إرسال رسالة ليست هي المشكلة الحقيقة، وإنما تكمن المشكلة في ما يمثله الموقف حقيقة ؛ فغالباً ما يعكس التأخر عدم قدرة الشخص على الوفاء بالوعد مثلاً أو عدم اهتمامه بالطرف الآخر، وهذا ما يدور حقيقة في عقل الطرف الآخر ولكنه لا يبوح به، ويكتفي بالجدل حول الموقف الحالي الصغير والذي يبدو تافهاً وغير مستحق لكل هذا الغضب وهو التأخر في إرسال رسالة.ولكن لماذا يحدث هذا ويأبى الناس مخاطبة المشكلة الحقيقية؟ يجيب متخصص في الطب النفسي: "أن هذا يحدث لعدة أسباب، فأحياناً يصعب على الإنسان فهم أن شريكه مختلف عنه في الخصال والطبع والألويات، وأن له بالتالي أولويات واحتياجات واهتمامات مختلفة، وأحياناً ودون وعي يستخدم الإنسان نفسه كمعيار يقيس عليه ما يجب أن تكونه تصرفات الآخرين، لذا علينا أن ندرك فداحة الخطأ الذي نرتكبه حين نركز على الأخطاء الصغيرة ولا بد من العمل على مواجهة جذر المشكلة وما ي ضايقنا حقيقة والحرص على حله".
علينا أن ندرك فداحة الخطأ الذي نرتكبه حين نركز على الأخطاء الصغيرة ولا بد من العمل على مواجهة جذر المشكلة وما يضايقنا حقيقة والحرص على حله
2- حدد إذا ما كانت المشكلة تضايقك بالفعل:
صحيح أنه من الخير أن يختار الإنسان الأمور التي يغضب لأجلها، ولكن عليك أن تتأكد إلى أي مدى يعد هذا الأمر غير مهم بالنسبة لك ، فحاول مثلاً تجاهله بالكامل وانظر ما سيحدث، واسأل نفسك في كل موقف صغير تشعر أنه ضايقك: "لماذا يضايقني هذا الأمر الصغير إلى هذا الحد؟" وابحث عن أصل المشكلة، فإذا لم تجد هناك داعٍ لكل هذا الغضب، وأن التصرف إنما ضايقك لأن شريكك تصرف بطريقة مختلفة عنك فحسب، فإذن تجاوز الأمر ولا تقف عنده.3- لا تُمَرِّر قضية جوهرية بالنسبة لك:
فإذا ضايقك الموقف بحق وظللت تفكر فيه، فإذن عليك التحدث بشأنه ، فقد يكتفي البعض بتبرير سبب المضايقة لنفسه ويُنْهِي الأمر عند هذا الحد، ففي مثال التأخير الذي ذكرناه قد يكتفي الإنسان بأن يقول لنفسه بأنه هو المدقق في المواعيد المبالِغ في الأمر، ولكن متخصصي علم النفس يحذرون من ارتكاب هذا الخطأ وينبهون إلى أهمية مناقشة القضايا المهمة بالنسبة لنا مع شركاء حياتنا وألا نتجاهلها.4- افتح الموضوع بلطف:
فعادة ما يبدأ الإنسان بداية فظة حينما يَعرِض لأمر يضايقه، فاحذر من فعل ذلك؛ فالتصرف الفظ يولد ردة فعل دفاعية ويجرح مشاعر الطرف الآخر، يمكنك البدء بمدح الطرف الآخر وكفاءته في عمل ما ثم الإشارة للتصرف الذي يضايقك.
عادة ما يبدأ الإنسان بداية فظة حينما يَعرِض لأمر يضايقه، فاحذر؛ لأن التصرف الفظ يولد ردة فعل دفاعية ويجرح مشاعر الطرف الآخر
5- كن صبوراً:
قد تبدو بعض الأمور بدهية بالنسبة لك ويسهل فعلها، ولكن تذكر أن البشر يختلفون عن بعضهم، وقد يحتاج شريكك لبعض الوقت حتى يعدِّل من تصرفه الذي لا يرضيك، وقد لا ينجح في هذا، فكن ذا صدر رحب، واعلم أنه ربما هو الآخر يتحمل تصرفات منك تعد غير مقبولة بالنسبة له فلا إنسان في النهاية كامل أو معصوم من الخطأ.
6- لا تتجنب الخلاف:
كثير من الأزواج يخشون الخلاف لدرجة تجنبه، فكم من أزواج تسمعهم يعلنون بفخر: "نحن لا نتشاجر أبداً!" ويظنون أن تلك علامة صحية، فإذا لم يكن هناك ما يُختلف عليه بينهما وهما متفقان وسعيدان بهذا فلا بأس، أما أن يكون عدم الشجار هذا مبنياً على تجاهل المشاكل والخلافات فهذا أمر لا ريب يستحق وقفة من الزوجين.
7- استمع قبل محاولة الإصلاح:
فمن المهم أن تتفهم شريكك وتستمع لوجهة نظره قبل اقتراح الحلول.
8- تعاون معه في إيجاد حل:
فعادة ما يحرص كل طرف على إيجاد الحلول المناسبة له هو بدون إشراك الطرف الآخر، فمهما رأى الإنسان أن وجهة نظره هي الصحيحة وأنها غير قابلة للأخذ والرد، فشريكه قد يرى الأمر نفسه بالنسبة لرأيه هو، والحل الأوقع في هذه الحال هو الوصول لحل وسط يناسب كل الأطراف، وستكون هناك قطعاً تنازلات من كل طرف حسب الموقف.
9- لا تركز على مشاعر الغضب:
فعادة ما نركز أثناء حديثنا مع الطرف الآخر على مشاعر العصبية والغضب التي يُظهرها ونغفل عن أسبابها، والتي تكون في الغالب مشاعر الحزن والإحباط والخوف، وهنا تأتي أهمية أن يكون فتح الموضوع بلطف لكي تتجنب أحاسيس الغضب والانفعال، وتتمكن من استيعاب المشاعر التي يحس بها شريكك بحق والتعامل معها بالشكل الصحيح.
نركز أثناء حديثنا مع الطرف الآخر على مشاعر العصبية والغضب التي يُظهرها ونغفل عن أسبابها، والتي تكون في الغالب مشاعر الحزن والإحباط والخوف
10- اعقد اتفاقاً معه:
إذا كان الخلاف على أعمال المنزل وتقسيمها بينكما مثلاً - سيما إذا كان كلاكما يعمل - فاعقدا جلسة تتفقان فيها على الأعمال التي يتوجب على كل فرد أداؤها والتزما بالاتفاق، ومن هنا لن تحتاجا للشجار حول ذات الأمر مراراً وتكراراً.
11- اطلب المساعدة:
إذا كنت تعاني من مواجهة مشاكل صغيرة على غرار ما ذكرنا، ولكنك لا تتمكن من استخدام أي من الوسائل السابقة فلا بأس من استشارة المختصين وأصحاب التجربة في هذا الموضوع ليمدوك بأفكار أخرى.
وأخيراً، اعلم أن المسألة لا تكون عادة في نوع الخلافات أو كثرتها، بقدر ما يعتمد الأمر في المقام الأول على كيفية تعاطينا مع المشاكل وتعاملنا مع بعضنا البعض لحلها ، فاحرص على مراقبة أسلوبك أثناء عرضك لأمر يضايقك وحاول تطويره شيئاً فشيئاً، هكذا تنجح في مواجهة مشكلتك وحلها دون أن تخسر شريكك أو تجرحه.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://psychcentral.com/lib/11-hints-for-resolving-relationship-irritations/?all=1