حالت جائحة كورونا دون إحياء فعاليات الذكرى 72 للنكبة في الوطن والشتات، في حين غابت مشاهد العودة للقرى والمدن المهجرة لأول مرة منذ أعوام طويلة، لتتحول المشاهد والمسيرات إلى رقمية في العالم الافتراضي، وتجمع لأول مرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الشعب الفلسطيني بالشتات والمهجر وداخل الوطن.
وإن غابت مشاهد العودة عن أرض الواقع، فإنها سرعان ما تحولت إلى فيض من المشاعر وسرد الذكريات واسترجاع الروايات في ذاكرة وطن يأبى النسيان، جمعت من كافة أصقاع الأرض -عبر تطبيق "زوم"، والبث المباشر على شبكات التواصل الاجتماعي- اللاجئ الفلسطيني في الوطن والشتات، الذي ما زال يحن ويتوق للعودة.
وشارك آلاف الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ذكرى النكبة الـ72 مؤكدين على أن العودة حق فلسطيني لا يسقط بالتقادم.
هذا وأصدرت العديد من المؤسسات والأحزاب الفلسطينية والعربية بيانات أكدت فيها على الحق الفلسطيني في العودة للمدن التي هجر منها قسراً قبل أكثر من 7 عقود.
التعاون الإسلامي تدعو لدعم حق الفلسطينيين بالعودة:
من جهتها دعت منظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، المجتمع الدولي إلى دعم حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948.
جاء ذلك في بيان للمنظمة، بمناسبة الذكرى الـ72 للنكبة الفلسطينية التي توافق 15 مايو/أيار من كل عام.
وأكد البيان على مركزية القضية الفلسطينية لدى منظمة التعاون الإسلامي.
وطالبت المنظمة، المجتمع الدولي بمواصلة تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه الوطنية، بما فيها حق العودة.، مشددة على ضرورة تنفيذ ذلك "ضمن رؤية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية."
وجددت المنظمة موقفها بـ"الدعم الثابت والمطلق للشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل استرداد وممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف".
فلسطينيو الخارج: "النكبة" جائحة سياسية وإنسانية عمرها 72 عاما
وقال تجمع لفلسطيني الخارج، الجمعة، إن "النكبة" هي ذكرى جائحة سياسية وإنسانية لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه قبل 72 عاما.
جاء ذلك في بيان للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج (مقره بيروت) بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الموافق 15 مايو/أيار من كل عام.
وأوضح البيان أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، شركاء في مرحلة النضال ضد إسرائيل لتحرير الأرض.
وتابع: "تحلّ اليوم الذكرى الثانية والسبعون للنكبة الفلسطينية، في ظل جائحة صحية تجتاح البشرية جمعاء، وجائحة سياسية وإنسانية بدأت فصولها باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه قبل 72 عاماً".
ودعا البيان إلى العودة لمسيرة النضال بكافة السبل المتاحة وعلى رأسها "الكفاح المسلح"، ووقف كل أشكال التعاون والتطبيع مع إسرائيل، وسحب أي اعتراف بكيانه غير الشرعي.
حماس: المقاومة ستظل خيارنا
وشددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، على أن المقاومة تظل الخيار المشروع للدفاع عن الفلسطينيين واسترداد حقوقهم المسلوبة. جاء ذلك في بيان لعبد اللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، عشية الذكرى 72 ليوم النكبة الفلسطينية، والتي توافق 15 مايو/ أيار من كل عام.
وقال القانوع، إن "المقاومة بكل أشكالها ستظل الخيار المشروع للدفاع عن شعبنا، وتحقيق حق عودته، واسترداد حقوقه المسلوبة".
وأضاف أن "جائحة كورونا هذا العام لن تُنسي شعبنا أو تمنعه من إحياء ذكرى نكبته الـ 72، ومواجهة مشروع ضم أراضي الضفة الغربية للاحتلال".
ولفت القانوع، إلى أن "نكبة الشعب الفلسطيني مستمرة، وجراحاته وآلامه ما زالت حاضرة، وتتجدد منذ عام 1948م، والاحتلال يضاعف جرائمه".
"العمل الإسلامي": الخطر الصهيوني يتهدد الأمة
كما أصدر حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني بيانا بالتزامن مع الذكرى 72 لنكبة الشعب الفلسطيني، أكد خلاله ان دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته واجب ديني ووطني وأخلاقي، وأكد أيضا أن الشعبين الفلسطيني والأردني سيفشلان أي مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية، ودعا لتوحيد الصف الفلسطيني على أساس برنامج وطني للمقاومة والتحرير وإلغاء اتفاقية أوسلو.
ورفض التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن أي ذرة من تراب فلسطين التاريخية وطالب باستراتيجية وطنية لمواجهة التهديدات الصهيونية للأردن وإلغاء كافة المعاهدات الموقعة مع الاحتلال.
ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.
وشهد هذا العام قيام الكيان الإسرائيلي على أراضي فلسطينية، ما اضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم، هربا من "مذابح" ارتكبتها عصابات صهيونية، أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني وفقاً للتقارير الرسمية..
كما تم تهجير آلاف آخرين، لكنهم ظلوا داخل نطاق الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال لاحقا.
وبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين حوالي 5.6 ملايين، وفق أحدث إحصاء لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عام 2019.