الكتاب الذي نعرض له اليوم بعنوان: "المرأة بين طغيان النظام الغربيّ ولطائف التشريع الربانيّ"، يفصّل فيه المؤلف الأطوار والأحوال التي مرّت بها مكانة المرأة عبر الأزمان والثقافات، مع التركيز على الفرقان الذي جاء به الإسلام في ذلك الشأن، متمايزاً عن كل ما عداه مما سبقه أو تلاه، وينقسم الكتاب لمدخل وثلاثة فصول وخاتمة.
مع الكتاب
في المدخل وضّح المؤلف مصدر حقوق المرأة وواجباتها في الشريعة الإسلاميّة والمجتمعات الغربيّة، ولم تفته الإشارة إلى البون الشاسع بين شعارات الغرب البرّاقة عن الديمقراطيّة والحقوق الإنسانيّة وحقيقة الواقع المناقض الذي تعيشه المرأة الغربية، وآثار الفلسفة المادّية إجمالاً على المرأة والمجتمع ككلّ.
الفصل الأول/ تناول الكاتب فيه مكانة المرأة في الإسلام، وفنّد مزاعم ظلم مكانة المرأة المسلمة وإهدار الكثير من حقوقها في مقابل ما يُمنح للرجل، وبيّن مدى رعاية الشرع للحقوق التي جعلها الله تعالى لكلّ من الرجل والمرأة على السواء، ومذكّراً بالتأمّل في الشرائع والقوانين الوضعيّة لدى الأمم القديمة والحديثة، ومن الملاحظ أن نبرة المؤلّف لم تعتمد منهج الدفاع الذليل من داخل قفص اتهام، وإنّما اتّخذ نبرة المشفق على مصير المرأة الغربيّة اليوم، والبحث عمّا يمكن أن ينقذها من طغيان النظام الغربيّ.
الفصل الثاني/ وفيه تكلّم عن المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وأشار إلى أنّ لبّ الإشكال في هذه المسائل بين الخلط بين الأهليّة الواحدة في كل من الرجل والمرأة والعوارض المختلفة والمتفاوتة في كلّ منهما، وأكّد بُطلان المساواة المطلقة التي يهتف بها عشّاق المدنيّة الغربيّة، وأنّها تستعصي على التطبيق في المجتمعات الإنسانيّة كلّها، وأنّه لو طُبّقت فستكون النتيجة انهيار المجتمعات، وختم الفصل بتناول جُملة من المسائل والنصوص التي تُثار ويكثر فيها الجدل، والتي يظنّ البعض أنّها تدين الشريعة الإسلاميّة.
الفصل الثالث/ استعرض المؤلّف أشكالاً للعادات والأعراف التي تخلف حكم الإسلام وهَدْيَه بدرجات، وانتقد سيادتها في بعض المجتمعات الإسلاميّة اليوم، وذكّر ببراءة الإسلام من وزرها وأوصى بضرورة التحرّر منها.
وختم المؤلّف كتابه بوقفة مقارنة بين النظام التكوينيّ (الوضعي) والنظام التشريعيّ، منبّهاً على ضرورة القراءة الموضوعيّة لكلّ ما سطّره ومرّ بيانه من واقع المرأة في المجتمعات الغربيّة وواقعها في ظلّ النظم الإسلاميّة، حتّى يثمر ذلك "قناعة تامّة بأنّ الشريعة الإسلاميّة كانت ولا تزال هي الحفيّة بالمرأة".
مع المؤلف:
محمد سعيد رمضان البوطي (1347 - 1434 هـ / 1929 - 2013 م) عالم سوري متخصص في العلوم الإسلامية وصاحب مؤلفات غزيرة في مختلف مجالات الشريعة وارتباطها بالحياة ومجابهة الشبهات الأجنبية بالحجج العقلية، اختاره المركز الإسلامي الملكي للدراسات الاستراتيجية في الأردن في المرتبة 27 ضمن قائمة أكثر 500 شخصية إسلامية تأثيراً في العالم لعام 2012، كان أبوه - الملا محمد - هو معلمه الأكبر، وألف كتاباً يحكي صلته به بعنوان "هذا أبي"، ولما توفيت والدته وعمره ثلاثة عشر عاماً، تزوج والده من زوجة تركية، فكانت سبباً في إلمامه باللغة التركية بالإضافة إلى اللغة الكردية والعربية، وانعكس هذا الإلمام في اتساع معارفه وآفاقه في مصنفاته.
وقد ناهزت مصنفاته الخمسين مؤلفاً ومجلداً، منها: "الإنسان مسير أم مخير"، "هذه مشكلاتنا"، "هذه مشكلاتهم"، "هذا والدي"، "محاضرات في الفقه المقارن"، "الإسلام ملاذ كلّ المجتمعات الإنسانيّة"، "الحب في القرآن ودور الحب في حياة الإنسان"، "من الفكر والقلب"، "يغالطونك إذ يقولون"، "منهج الحضارة الإنسانية في القرآن"، "اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية"، "السلفية مرحلة زمنية مباركة وليست مذهباً إسلامياً"... إلخ.
بطاقة الكتاب:
العنوان: المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني
المؤلف: محمد سعيد رمضان البوطي
عدد الصفحات: 231
دار النشر: دار الفكر - دمشق