الحياة مليئة بالفرص والمفاجئات والتغيرات غير المتوقعة في ظروف الحياة، وبعض الناس قد يستثمر هذه الفرص وبعضهم تضيع من بين يديه سُدى، أو حتى قد لا يلتفت إليها على أنها فرصة ويعتبرها ضيق أو كرب يمر به ويجلس يندب حظه مع النادبين. ومن هذه الفرص هذا الظرف العالمي الذي نعيشه حالياً وتحديداً في هذا الوقت من العام في هذا الشهر المبارك شهر رمضان وهو ما عُرف بأزمة كورونا .. كورونا في رمضان .. ظرف قد لا يتكرر مرة أخرى فاغتنم هذا الظرف فهو فرصة العُمر للعبادة والتقرب إلى الله .. فإنها كورونا الرمضانية.
هيّأ الله لك هذه الظروف .. ولعل الله يريد بها أمراً .. وفرّغك من جميع أعمالك وأجلسك في بيتك، لا عمل تذهب إليه ولا أسواق تدور بها، ولا سهرات تتسامر بها، ولا حتى صلاة جماعة في المساجد، فالوقت كله لك في بيتك .. فاحرص على استثماره استثماراً صحيحاً لا سيما في هذا الشهر العظيم .. فتلك فرصة العُمر .. إنها كورونا الرمضانية.
ابني لك مسجداً داخل بيتك .. ضع فيه مصحفك وامدد فيه سجادتك .. فالعُمر كله قصير .. فكيف بشهرٍ قال عنه جل في علاه أياماً معدودات .. فما يبرح أن يبدأ وإذ به ينتصف ثم ينصرف .. فاعتكف في مسجد بيتك واغتنم فرصة العُمر .. فإنها كورونا الرمضانية.
إن كنت معتاداً على ختمة واحدة في رمضان فهذه فرصتك أن تزيد من جهدك وتبدع خير إبداع لتختم مرتين وثلاث مرات في رمضان .. فهذه فرصة العُمر التي قد لا تتكرر .. إنها كورونا الرمضانية.
إن كنت معتاداً على إنفاق مبلغٍ معين في هذا الشهر الكريم .. فهذه فرصتك لتضاعف هذا المبلغ وتتصدق بأمثاله .. فالحاجة بانت لدى كثير من الناس فهذا متعطّل عن عمله .. وهذا منقطع عن مصدر رزقه .. وذاك متأثر بهذه الظروف .. فهذه فرصة العمُر لتدرّب نفسك على الإنفاق وقد لا تتكرر هذه الفرصة .. إنها كورونا الرمضانية.
الدعاء سلاح المؤمن .. نلجأ بالدعاء إلى الله عز وجل في ظروفنا الطبيعية .. ولكن في مثل هذه الظروف يجب الإكثار من الدعاء في كل وقت وحين لرفع البلاء ودفع الوباء .. فهو عبادة نتقرب بها إلى المولى سبحانه وتعالى لا سيما أنّ للصائم دعوة مستجابة .. فاغتنم هذه الفرصة وتقرب لمولاك جل في علاه .. فرصة العُمر التي قد لا تتكرر .. إنها كورونا الرمضانية.
حقاً إنها فرصة العُمر للتغيير بشكل عام في حياتنا .. فبعض العادات غلبت علينا حتى أنهكت البعض .. السهرات الرمضانية تقتل الأوقات المباركة في هذا الشهر الفضيل .. فجاء كورونا وبقي لرمضان ومنع هذه السهرات فبارك الله في هذه الأوقات .. فاغتنم هذه اللحظات فلعلها لا تعود لأنها فرصة العمر .. والحمد لله رب العالمين على كورونا الرمصانية.