يحمل الخلاف سمعة سيئة بين الناس، وهو أنه يعد سبباً في تدمير العلاقات، كما يحمل السكوت في عقول الكثير من الناس معنى الرضا والقبول بالحال، بينما تشير الأبحاث والدراسات النفسية إلى أن الخلاف في كثير من الأحايين -خاصة في بداية العلاقات- قد يسهم في تحسنها وتطورها، تماماً كما أن السكوت يدل أحياناً على عدم الرضا، أو كبت المشاعر لعدم القدرة أو الرغبة بالبوح بها، وليس انعكاساً لشعور بالسعادة أو الرضا بالحال، كذلك أثبتت الدراسات أن تجاهل حل المشاكل الصغيرة في البداية يساعد على استفحالها على مدار السنين، والخلاف قد يكون بالفعل مدمراً إن لم نتعامل معه بالطرق والوسائل الصحيحة، إليكم 9 أساليب فعالة وعملية لإعانتكم في هذا الشأن:
1- التدرب على مهارة الاستماع للآخرين:
من أهم المهارات في العلاقات الاستماع للطرف الآخر بكافة حواسك، دون استغلال وقت حديثه بتجهيز الرد في عقلك ، واحرص أن تبني ردك لاحقاً بناء على ما سمعته من شريكك، لا من الردود الحاضرة في رأسك من هجوم وحجج دفاعية تستخدمها ضد شريكك أثناء الحوار.
2- البحث عما وراء المشكلة والحرص على حله:
فكثيراً ما يركز الأزواج على ظاهر المشكلة أو الموقف الحالي لا ما يضايقهم بالفعل، فقد جاءني مثلاً زوجان يشتكيان من اختلافهما على مسألة ركن السيارة في "الجراجات" أثناء التسوق وقضاء المشاوير، بينما تراه الزوجة الخيار الأنسب فييسر عليها إيجاد مكان سريع لركن السيارة بدلاً من البحث عن أماكن في الشوارع المزدحمة.
كان هذا ما شرحاه من المشكلة، لكن حين نظرا للمشكلة بشكل أعمق كانت مشكلة الزوج في الحقيقة أنه يخشى أن تخدش السيارة، أو تكسر النوافذ الجانبية بسبب ضيق الأماكن في "الجراجات" عادة، وبالتالي دفع مبالغ باهظة لإصلاحها، أما بالنسبة للزوجة، فكل ما كانت تريده هو عدم تضيع وقت بالبحث عن مكان حتى تنجز مهامها بسرعة، ومن هنا نجحا في التوصل إلى حل، قررت الزوجة أنها لن تركن في "الجراجات" إلا إذا استلزم الأمر وستحرص على اختيار أماكن واسعة، وهكذا تمكنا من الوصول لحل مُرضٍ لكلا الطرفين.
3- مناقشة تصرفات بعينها:
فبدلاً من نقد شخصية وطبع الإنسان نفسه، اذكر ما يسيئك من تصرفات، فهذا أدعى أن يتقبله الشخص ويتمكن من إصلاحه، فمثلاً، إذا كان الشخص يتأخر كثيراً فلا تصفه بالمهمل الذي لا يراعي المواعيد وإنما خاطب صفة التأخير نفسها وأخبره أنها غير محمودة وأنها تضايقك، وحاولا اقتراح حل مناسب لهذا التصرف.
بدلاً من نقد شخصية وطبع الإنسان نفسه، اذكر ما يسيئك من تصرفات، فهذا أدعى أن يتقبله الشخص ويتمكن من إصلاحه
4- الحديث حين يكون الطرفان هادئين:
فحل الخلاف يحتاج إلى الهدوء ليتمكن الطرفان من التفكير بموضوعية في الحل، دون توجيه أصابع الاتهام للمخطئ وتبرئة المصيب ، ففي نهاية المطاف أنتما لستما في محكمة وبالتالي لا تحتاجان لإثبات أية تهمة أو تبرئة أية ساحة، وإنما تحتاجان ببساطة لحل المشكلة.
5- التوقف عن الكلام وقت الانفعال أو الغضب:
سبق وذكرنا أن الهدوء مهم في حل أي خلاف، وقد يبدأ الحوار هكذا فعلاً، لكن قد لا يكتمل على هذا النحو، فاحرص إذا ما حدث أي انفعال أو بدأ الحوار يتخذ مجرى الهجوم الاتهام لا الموضوعية وإيجاد حل، فتوقف وأجله على الفور، وضع في اعتبارك أن مشاعر الحزن أو الإحباط أو الغضب طبيعية أثناء مناقشة الخلافات، فقد لا تستطيع أحياناً كبحها أو تجاهلها، ولا بأس في هذا، المهم هو ألا تكون هذه المشاعر سبباً في إعاقة إجراء حوار ناجح وحل الخلاف بشكل جذري وإن توجب تأجيله أو حله على فترات.
إذا ما حدث أي انفعال أو بدأ الحوار يتخذ مجرى الهجوم الاتهام لا الموضوعية وإيجاد حل، فتوقف وأجله على الفور
6- وضع الحدود:
أي وضح التصرفات غير المقبولة بالنسبة لك وكذا للطرف الآخر أن يفعل المثل، فمثلاً: لا للشتائم أو الصراخ أو الهجوم في الكلام، واحرصا على الالتزام بها للحد من تطور الخلافات.
7- حل الخلافات وجهاً لوجه:
يُرجِّح المختصون حل المشكلات ومناقشتها وجهاً لوجه، عوضاً عن استخدام تقنية الرسائل أو المكالمات ، فقد أثبتت الدراسات أن الرجال بالذات يتواصلون بشكل أسهل وأوضح وأكثر تأثيراً حين يكون الحوار وجهاً لوجه، وأقترح ممارسة الأنشطة التالية أثناء الحوار كالمشي أو ركوب الدراجة.
8- الاعتذار:
غني عن الذكر أن الجميع يرتكب الأخطاء، وإن لم تكن مخطئاً في موقف بعينه فلا بأس بألا تعتذر مباشرة، ولكن يمكنك الاكتفاء باعتذار تقول فيه: "أنا آسف لأننا تشاجرنا"، أو "لا أستطيع أن أصف مدى شعوري بالأسف لوقوع خلاف بيننا".
9- ما خاب من استشار:
فإذا حصل وخرجت الأمور عن نطاق السيطرة، فلا بأس من طلب الاستشارة.
وأخيراً، فمفتاح نجاح العلاقات ليس الخوف من الخلاف والحرص على فعل ما نستطيع لعدم حدوثه، فتراكم الخلافات غير المحلولة وبقاء الملفات مفتوحة، هو الذي يسبب الانفجارات النفسية والمشاكل الكبيرة التي يؤدي الكثير منها إلى الانفصال أو الطلاق، وإنما يجب على الأطراف المعنية الحرص على مواجهة الخلاف والنقاش فيه وحله وإغلاق الموضوع بعدها، وبنجاح الطرفين في حل كل خلاف على هذا المنوال تتطور وتتوطد علاقتهما وتقل خلافاتهما.
كتب ذات صلة بالموضوع
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://psychcentral.com/lib/how-conflict-can-improve-your-relationship/