دور القيادة في إدارة الأزمة

الرئيسية » كتاب ومؤلف » دور القيادة في إدارة الأزمة
121

يعد التعامل مع #الأزمة من أخطر الأمور التي يمكن أن تواجه القائمين على شؤون الناس ومصالحهم، وهو ما يتطلب منهم فهماً عميقاً لماهيتها وكيفية الحد - أو التقليل - من آثارها، ولا يتحقق ذلك إلا بوجود الكفاءات ودراسة التجارب السابقة، وتفعيل منظومة الشورى؛ لتبني طريقة سليمة في إدارة الأزمة والتفاعل معها.

وفي ظل جائحة #كورونا وما ترتب عليها من أزمات مست جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفي ظل الجدل حول فاعلية إدارة الحكومات العربية للتعامل مع هذه الأزمة، أصبحت الحاجة ملحّة لإعادة النظر إلى مفهومها وكيفية التعامل معها، وهنا تأتي أهمية الكتاب في كشف النقاب عن ذلك.

مع الكتاب

جاء الكتاب في مقدمة - بقلم الأستاذ عمر عبيد حسنة - تناول فيها موضوع الفتوى والاجتهاد، وكيفية تطبيق التكاليف الشرعية، بالإضافة إلى مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع الحالات غير الطبيعية والتي يمكن أن توقع الفرد أو المجتمع في الحرج.

ثم قسمت المؤلفة الكتاب إلى خمسة فصول، تناولت فيها ما يلي:

الفصل الأول/ التأصيل النظري لمفهوم سياسات إدارة الأزمة، فقد تناولت مفهوم سياسات إدارة الأزمة، وتعدد سياسات إدارة الأزمة بحسب تنوع الأزمات؛ فهي ترى في الأزمة حالة طارئة وموقفاً استثنائياً مغايراً ومخالفاً لمجريات الأمور الاعتيادية، وتعرف الأزمة بأنها: "موقف يواجه الأفراد والجماعة أو الدولة، فلا يستطيعون التغلب عليه باستخدام الإجراءات الروتينية، مما يؤدي إلى توليد ضغط عمل نتيجة التغيير المفاجئ" وتنقل الباحثة عن بعض الباحثين، أن: "مثلث الأزمة يتكون من: المفاجأة، التهديد للأهداف والقيم والمصالح لضيق الوقت، ونقص أو غموض في المعلومات ".

أما إدارة الأزمة فإنها تتمحور حول التخطيط الدقيق لتفادي العديد من المخاطر، من خلال فن القضاء على تفاقم وتضخيم الأزمة، باتباع الخطوات الإجرائية السريعة والحاسمة، التي تتخذها المنظمات والمؤسسات لتفادي الوقوع في الأزمة، مع أهمية افتراض أسوأ سيناريو من الممكن أن يحدث والتخطيط لتفادي الوقوع في الكوارث.

وترى الباحثة أن هناك خمس مهام رئيسة ترتبط بدور القيادة في إدارة الأزمة وهي:

1- الإدراك.
2- صنع القرار.
3- الشرح والإقناع.
4- وضع نهاية للأزمة.
5- التعلم واستخلاص الدروس.

كما أنها نقلت عن بعض الباحثين فكرة تقسيم إدارة الأزمة إلى أربع مراحل:

1- مرحلة الوقاية (Prevention): وتعني تقليل المخاطر وتقييم التهديد وتوقع المستقبل.
2- مرحلة الاستعداد (Preparation): وتعني التخطيط ومحاكاة الظروف والتدريب والتعليم.
3- مرحلة الاستجابة (Response): أي العمل تحت الطوارئ وإعادة حشد الموارد والاتصال.
4- مرحلة تجاوز الأزمة (Recovery): وتشمل التحليل، والاستشارة، والبحث، والمساءلة، والتعلم.

وتقوم سياسة إدارة الأزمة على مجموعة من الآليات والإجراءات، تتمثل في:

1- غرفة العمليات.
2- نظام اتصالي فعّال.
3- وسائل وتسهيلات النقل والمواصلات.
4- تفويض السلطات.

الفصل الثاني/ التأصيل النظري لمفهوم القيادة، فقد بينت مفهوم القيادة السياسية، ووظائفها وأدوارها، وترى أن الظاهرة القيادية هي ظاهرة اجتماعية فردية ونفسية ونظامية، وأن الدراسات بينت أن 2% من الناس يولدون قادة بالفطرة، ولا يحتاجون لمساعدة خارجية، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما - كما أن هناك 2% لا يصلحون للقيادة ابتداءً؛ إما لضعف في الشخصية أو النفسية، أو لوجود إعاقة بدنية أو فكرية، ولهذا ترى أن اكتساب صفة القائد الحقيقي يحتاج إلى ملكة فيزيولوجية بارزة تولد مع المرء، وإلى ملكات مكتسبة يحصل عليها الإنسان من خبرة الحياة والمجتمع، وهي تختلف من شخص لآخر .

وبينت المؤلفة أنماط القيادة، بحسب الوصول إلى السلطة (الدعم الأجنبي، الانقلاب العسكري، الرابطة القبلية والعشائرية، والانتخابات والاستفتاء) وبحسب دور القائد السياسي (قيادة أوتوقراطية، قيادة ديمقراطية، قيادة سلبية)، وبحسب طبيعة النظام السياسي، وكذلك حسب السمات الشخصية للقائد (القائد البراجماتي، القائد الكاريزمي، القائد الوسيط أو المنظم) مع بيان سمات كل نوع من هذه الأنواع.

ثم بينت أهم الوظائف والأدوار للقيادة السياسية ومنها:

1- أداة للتغيير المجتمعي.
2- أداة للتخطيط وابتكار الخطط.
3- الحكم في الصراعات المختلفة.
4- أنموذج للمثالية الاجتماعية.
5- رمز للجماعة والمجتمع.
6- خلق الشعور بالثقة والاطمئنان والكرامة وتقدير الذات.

ثم بينت أن دور القيادة يتعاظم في إدارة الأزمات السياسية الحادة؛ فالأزمة هي الظرف الكاشف عن طبيعة القيادة، بصرف النظر عن مستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي للدولة، أو شكل نظامها السياسي ، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تعظيم دور القائد السياسي:

1- اتخاذ قرار سريع بالرغم من الوقت المحدود.
2- مواجهة التهديد الشامل على المستويين الفردي والقومي.
3- التوفيق بين المصالح المتعارضة.
4- تقليل الخسائر وتعظيم المنافع: الكفاءة.
5- إعادة وتأهيل الصف الثاني (القيادة البديلة).
6- الاعتماد على تحليل المعلومات (القدرة الاتصالية).

الفصل الثالث/ التأصيل النظري لمفهوم الحكم الراشد: تناولت مفهوم الحكم الراشد والعلاقة بينه وبين الديمقراطية، وبينت أن مفهوم الحكم الراشد هو ممارسة السلطة الاقتصادية والسياسية والإدارية، لإدارة الشؤون على كافة المستويات، وتضم الآليات والعمليات والمؤسسات التي يمكن للأفراد من خلالها التعبير عن مصالحهم، وممارسة حقوقهم القانونية، والوفاء بالتزاماتهم وتسوية خلافاتهم.

ومن خصائص الحكم الراشد: المشاركة (تهيئة السبل للمواطنين من أجل المساهمة في عمليات صنع القرار)، وحكم القانون وسيادته، والشفافية (سهولة الحصول على المعلومات لمن يطلبها)، الاستجابة (خدمة الأجهزة المحلية لكافة الأطراف خاصة الفقراء والمهمشين)، الكفاءة والفاعلية، الرؤية الاستراتيجية، المساءلة والمحاسبة، العدالة والإنصاف، والتوافق (تسوية الخلافات لتحقيق التوافق حول المصالح والمنافع التي تخدم الجماعة).

كما بينت أبرز المبادئ والأسس التي يتحلى بها نظام الحكم في الإسلام، ودعائم النظرية الإسلامية في الحكم وهي (الألوهية، التوحيد، الرسالة، الخلافة، الطاعة، الحرية والمساواة، البيعة "حرية اختيار الحاكم"، والشورى).

الفصل الرابع/ إدارة أزمة عام الرمادة، وهنا عرفت بشخصية الصحابي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وسيرته وسياسته في إدارة الأزمة ومن أبرزها:

1- الأمن الإنساني: من خلال الجمع بين التأسيس للأمن وقواعد البنية التحتية (الإطعام من الجوع)
2- توزيع المغانم والمغارم.
3- سياسات الضرورة (الطوارئ)
4- الدعاء مع الأخذ بالأسباب.
5- السياسات والإجراءات الإدارية: فقد كان يشرف بنفسه على توزيع الموارد التموينية على المحتاجين.
6- القدوة: لم يكن يؤثر أهل بيته على بقية الناس.
7- سياسات الإغاثة والتكافل الإقليمي: وذلك من خلال مكاتبته للولاة والعمال في سائر أمصار الدولة الإسلامية طلباً للإغاثة.
8- السياسة الاتصالية.
9- الشمول الواضح في سياسة إدارة الأزمة.
10- تعليق بعض الحدود وإيقاف سياسة الفتوحات الخارجية.

الفصل الخامس/ مشكلات إدارة الأزمة: النيجر نموذجاً، فقد تناولت أزمة النيجر بين العوامل الطبيعية والعوامل السياسية، وكيفية إدارة الأزمة على المستوى الدولي.

مع المؤلف:

كاتبة قطرية، حاصلة على ماجستير السياسة العامة في الإسلام من كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة.

معلومات الكتاب:

عنوان الكتاب: دور القيادة في إدارة الأزمة
المؤلف: سلوى حامد الملّا
السلسلة: كتاب الأمة - العدد 166.
الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية
عدد الصفحات: 216

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب فلسطيني، متخصص في الشريعة الإسلامية والسياسة، مهتم بالإعلام والتربية والتعليم.

شاهد أيضاً

تراث القدس.. سلوة النفس

يعد هذا الكتاب القيّم تراثًا مقدسيًّا فلسطينيًّا مبسّطًا - إلى حد ما - ومجمّعًا بطريقة …