كيف يدعم القائد من يرعاهم في الأوقات المضطربة “زمن كورونا مثلاً”

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف يدعم القائد من يرعاهم في الأوقات المضطربة “زمن كورونا مثلاً”
How to Support the People You Lead in Times of Uncertainty leadership_1 القيادة القائد في كورونا كيف يدعم القائد رعاياه في الأوقات المضطربة في الأزمات

حدث في ولاية أوهايو أن فقد موظف -في إحدى الشركات الكبرى- والدته بسبب فيروس كورونا، وبسبب الحظر ومنع التجوال لم يتلق أي تعاطف أو مساندة أو دعم من زملائه الذين كانوا سيشاركونه الجنازة أو يواسونه بعبارات مُحِبَّة، أو يعدون الطعام لعائلته، ولذلك أصبح الأمر أكثر صعوبة!

في بداية الأمر سأل فريق العمل مديرهم عما يمكن فعله لكنّه -ولأنه لم يمر بتلك الظروف سابقاً- أعاد إليهم الأمر: "ما الذي تعتقدون أنه يمكننا فعله؟" وقد اقترح بعض أفراد الفريق إجراء مكالمة جماعية لمدة 30 دقيقة يتبادل الفريق المقترحات خلالها ويناقشون أمر التعاطف والتعبير عن التضامن مع زميلهم، لكن نصف الساعة امتدت إلى 90 دقيقة من الحوار والعصف الذهني ومقترحات التعاطف؛ لأن تلك التجربة فتحت للفريق آفاقاً وألهمتهم طرقاً جديدة للتكيف مع المواقف المربكة في الأوقات الصعبة والظروف غير المستقرة.

اقرأ أيضاً: لماذا يحتاج الناس إلى التعاطف؟

في الأزمات... يصعب تحديد الطريقة المثلى لتقديم التحفيز والدعم بهدف النمو ومواصلة العمل والتعلم، وسواء كنت ربّ أسرة، أو مديراً أو معلماً أو طبيباً أو ممرضة أو مستشاراً أو رجل دين، لا بد أنك لمست ذلك في خضم جائحة كورونا COVID-19.

في الأزمات يصعب تحديد الطريقة المثلى لتقديم التحفيز والدعم بهدف النمو ومواصلة العمل والتعلم

في الأوقات المضطربة يعاني الجميع من ضغوط مالية ونفسية، ويعيشون في خوف وقلق مستمرين ويصل الأمر مع البعض إلى العجز التام عن مواصلة الحياة  -وليس الأمل أو العمل فحسب- ومن هنا يحصل تأخير في أداء الواجبات والالتزام بالمواعيد وإتقان المهام، وسوف يتعذر الاستمرار ضمن روتين عاديّ مثمر... وهذا يعني تعطيل مسير الحياة.

ولأن القادة أو المدراء وأرباب الأسر يقع على كواهلهم الحمل الأكبر في طمأنة رعاياهم وتحفيزهم ودعمهم، يلجأ الناجحون منهم إلى تعلم مهارات تعينهم على خلق بيئة من الثقة والأمان والدعم بينهم وبين مرؤوسيهم؛ ليستطيعوا تحفيزهم وتدريبهم بالتالي على التكيف، التطوير، المثابرة، الأداء... ولو تحت أكثر الأزمات صعوبة وتوتيراً.

اقرأ أيضاً: كيف أتعامل مع الخوف والقلق من فيروس كورونا

الكوتشينج/ أو التدريب بالتعاطف

في مواجهة الأزمات والأوقات المضطربة، لا يمكن اللجوء إلى إملاء الحلول والأوامر ثم إلزام الآخرين بالامتثال إليها ؛ فالاضطراب لا يشبه الحيرة، ونتائجه تحت الضغط والتوتر والقلق تكون عكسية مؤذية.

ففي تلك الأوقات -التي تشبه أوقاتنا جميعاً خلال محنة وباء كورونا- يحتاج أغلبنا إلى اكتشاف أفكاره وقدراته ومشاعره وآماله وأحلامه... أو تنميتها على الأقل، ولا يتحقق ذلك بالأوامر بل بالكوتشينج/ أو بالتدريب بالتعاطف.

فالتدريب بالتعاطف ينتهج استهداف احتياجات الأفراد أو المجموعات، أكثر من اهتمامه بحقيبة القائد أو أجندته ومُخطَّطه، والعلاقة بين القائد ورعاياه تقوم على أساس بناء مساحة ثقة وأمان متبادلة بين الطرفين ، يستمع خلالها القائد لأفراد فريقه والكوتش/ أو المدرب للمتدربين بعمق، ويفتح المجال للعواطف وينفتح التفكير على أفكار جديدة، ويعمل على ملاحظة احتياجاتهم وتنميتها أو اكتشافها حتى! فيخلق إحساساً بالتجديد وبالتالي تقليل الآثار السلبية للضغط.

وقد أثبتت دراسات استهدفت تصوير الدماغ أن الأفكار الجديدة التي يتلقاها الأفراد خلال مناقشة أحلامهم وعواطفهم مع مدرب لمدة 30 دقيقة، تساهم في تحسين الذكاء العاطفي، والاجتماعي، إضافة إلى تعطيل مشاكلهم وحلها تماماً تحسينا يستمر لسنوات عديدة.

كيفية التدريب بالتعاطف

يعتمد التدريب بالتعاطف على وعي القائد بنفسه والآخرين ومثابرته على تنمية التعاطف في محادثاته وعلاقاته عموماً، وفيما يلي 6 خطوات يشملها برنامج يدعى "REACH2" للتدريب بالتعاطف:

• R = stands for Resonance

يحتاج القائد إلى التواصل مع الآخرين بطرق توازي أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم؛ بهدف خلق علاقة طويلة الأمد، داعمة، واثقة، وإيجابية، بالتركيز على ما يحتاجونه هم لا ما يحتاجه هو، وكيف سيؤثر عليهم التدريب.

يحتاج القائد إلى التواصل مع الآخرين بطرق توازي أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم؛ بهدف خلق علاقة طويلة الأمد، بالتركيز على ما يحتاجونه هم لا ما يحتاجه هو

• E = reminds us to lead with Empathy

الناس بحاجة إلى الفهم، والتدريب بالتعاطف يركز على تحويل قلق الناس وإدارة رغبتهم في الفهم، وبالتالي قيادة المرحلة عن طريق فهمهم وإدارة قلقهم ومخاوفهم .

• A = is about being Aware of yourself and others

لكي تتمكن من مساعدة الآخرين، يجب أن تكون إيجابياً في طريقة تفكيرك وإدارة عواطفك وتأثيرها على الأشخاص والبيئة المحيطة بك؛ لأن العواطف معدية، وعندما تقود الآخرين بفرح، أمل، دعابة، وحب، يشعر الآخرون بذلك فيصبحون مثلك تلقائياً، وعندما تقود بالخوف والغضب وخيبة الأمل والاشمئزاز، سوف تعدي الآخرين أيضاً .

اعتمد التنفس العميق لتهدئة عقلك وجسدك وضبطهما، ثم لتتمكن من الاستماع إلى صوت عقلك كي تستجيب بشكل مناسب لظروف العمل أو إذا تعرضت لانتقاد لاذع أو استفزازات من الزملاء أو المدراء.

اقرأ أيضاً: 10 حيل بسيطة لتقليل الإجهاد وإراحة البال

• C = represents connecting with Compassion

إظهار التعاطف يحفز المتدربين للبوح بمشاعرهم، ولذلك تجد التدريب بالتعاطف يعتمد على إبداء الاهتمام والدفء والحنان لمساعدة شخص آخر في تطوره المهني.

• H2 = is about spreading Hope - also refers to the power of Humor

الأمل، والفكاهة، كلاهما يطلق المشاعر الإيجابية للآخرين، عندما يساعد القائد مرؤوسيه والأب أولاده في تصور مستقبل ناجح أفضل مما نظن وأكثر إشراقاً، أو يحوّل بعض الخوف والقلق إلى أمان ويهوّن الأزمة بنشر الضحكة أو التسلية وروح الدعابة، سوف يقلل التوتر ويرفع نسبة الرضا والإنتاجية ويحسن الأداء ... وبذلك يتخطون معاً الأوقات العصيبة بدلاً من الاكتئاب.

عندما يساعد القائد مرؤوسيه والأب أولاده في تصور مستقبل ناجح ويهوّن الأزمة بنشر روح الدعابة، سوف يقلل التوتر ويرفع نسبة الرضا والإنتاجية ويحسن الأداء

أخيراً...

إن أقوى طريقة لتحسين الظروف خلال الأزمات وفترات الاضطراب وانعدام اليقين هي التواصل مع الآخرين وإسداء الخدمات والمساعدة بتعليمهم كيفية التصرف أو اكتشاف قدراتهم تحت الضغط، أو إلقاء النكات وبث روح الفكاهة فتخفف القلق والتوتر.

اقرأ أيضاً: 9 نصائح لاكتساب وتطوير أخلاقيات العمل

ويجب أن يتوقف القادة والآباء عن تقديم النصائح أو فرض الأوامر في أوقات انعدام اليقين، بل عليهم أن ينتهزوها كفرصة لتشجيع الآخرين على الانفتاح والتعلم والتغيير والتطور بطرق ذات مغزى خلال وقت الأزمة هذا.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://greatergood.berkeley.edu/article/item/how_to_support_the_people_you_lead_in_times_of_uncertainty
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية من قطاع غزة، تحمل شهادة البكالوريوس في علوم المكتبات والمعلومات، وعدة شهادات معتمدة في اللغات والإعلام والتكنولوجيا. عملت مع عدة قنوات فضائية: الأقصى، القدس، الأونروا، الكتاب. وتعمل حالياً في مقابلة وتحرير المخطوطات، كتابة القصص والسيناريو، و التدريب على فنون الكتابة الإبداعية. كاتبة بشكل دائم لمجلة الشباب - قُطاع غزة، وموقع بصائر الإلكتروني. وعضو هيئة تحرير المجلة الرسمية لوزارة الثقافة بغزة - مجلة مدارات، وعضو المجلس الشوري الشبابي في الوزارة. صدر لها كتابان أدبيان: (وطن تدفأ بالقصيد - شعر) و (في ثنية ضفيرة - حكائيات ورسائل).

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …