لا تتوقف حكومة الإحتلال الصهيوني للحظة واحدة عن خططها العنصرية ومحاولاتها الخطيرة والممنهجة، للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، والترويج لفكرة بناء "الهيكل" المزعوم مكانه.
فمنذ احتلال مدينة القدس عام 1967 وهي تعاني من استهداف الإحتلال الممنهج وعلى مراحل وبإستغلال الظروف المحيطة واغتنام الفرص، فأغلب الأحيان تكون خطوات الاحتلال سرية وغير معلن عنها وتظهر جلياً عند حدوث تصدعات أو انهيارات ببعض المنازل المحيطة بالمسجد الأقصى لتكشف الخبث الصهيوني الذي لا يراعي حرمة دينية أو أي احترام لمشاعر المسلمين لتحقيق حلمه ببناء الهيكل المزعوم.
وبرغم من تلك المخاطر المحدقة التي تحيط بالمسجد الأقصى إلا أن مسؤولي الأوقاف والآثار الفلسطينيين يتابعون خطوات الاحتلال خطوة بخطوة برغم كل إجراءات التغطية والتمويه التي يتخدها الإحتلال من خلال الجمعيات الاستيطانية وجمعيات ما يسمى بناء الهيكل المزعوم وعلماء الآثار الصهاينة والذين جُندوا أساساً لهذه المهمة منذ اغتصاب فلسطين إلى وقتنا الحالي.
ومع بداية عام 2020، قفز الاحتلال قفزة خطيرة جدًا في استهدافه للأقصى، وأخذ يطرح سيناريوهات ومخططات جديدة تستهدف هذه المرة عمقه، ما يدلل بشكل واضح على أن الاحتلال يسعى لتقسيمه مكانيًا.
فكل تصرفات كيان الاحتلال من أعمال حفر أسفل المسجد الأقصى وشق الأنفاق كل ذلك يهدد دعائم المسجد ليصل كيان الاحتلال إلى مآربه ألا وهو انهيار المسجد الأقصى بشكل كامل لا سمح الله وكأن انهيار المسجد قضاء وقدر ولا علاقة له بذلك وأن لا علاقة لتلك الحفريات بانهيار المسجد.
وهذا مايثبت للقاصي والداني بأن جميع محاولات جماعات الهيكل المزعوم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بين ما تروج له هذه الجماعات وما يسعى له كيان الاحتلال وخاصة عندما وجد علماء الآثار الإسرائيليين آثاراً إسلامية من بينها قصور أموية وبيزنطية ليفندوا بأنفسهم رواية الاحتلال بيهودية القدس مما دفع بسلطات الاحتلال إلى استخدام قناع الترميم لسور الأقصى الجنوبي ليخفي خلفه أعمال مريبة تهدد الزاوية الجنوية للأقصى المبارك.
وهنا نرى أن قادة الإحتلال قد سخروا كل القوى العالمية والمحلية الصهيونية من أجل الوصول إلى تهويد الأقصى بالكامل، وقد استفادوا منها بشكل مباشر، مستغلين الوضع العربي المطبع ونشر الفوضى في الدول العربية وإنهاكها بأزماتها الداخلية، بالإضافة إلى قرارات (الرئيس الأمريكي ترمب) والوضع الٌإقليمي المتردي وأزمة كورونا وكل ذلك ساهم بالتغطية على جرائم الاحتلال بحق فلسطين وشعبنا وتمرير مخططه الخبيث في القدس الشريف وصولاً إلى صفقة القرن و ضمِّ 30٪ من أراضي الضفة الغربية.
وأخيراً إن جميع الأعمال التي تقوم بها سلطات الإحتلال تصب في هدف واحد ألا و هو الانقضاض على الأقصى وتقديمه كقربان لصالح جماعات الهيكل المزعوم وكل ذلك يظهر جلياً من خلال إقامة هذه المجموعات لكنس قريب من أسوار المسجد، وهذا ما يتطلب من جميع العرب والمسلمين الدفاع عن المسجد الأقصى في ظل الخطر الحقيقي المحدق به لأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لكل العرب والمسلمين في أنحاء العالم فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين وعلينا النظر بعين الاهتمام لما يجري في المسجد الأقصى، وأن يتم تنسيق الجهود بشكل كبير وعلى أعلى المستويات لوضع حد لمخططات الاحتلال ولممارساته في المسجد، ولكبح جماح انتهاكاته.
فالأقصى الآن بات في خطر حقيقي ويستصرخكم فهل من مستجيب أو مغيث؟.
(*) مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان