أهمية السيرة النبوية في ثقافة الداعية

الرئيسية » كتاب ومؤلف » أهمية السيرة النبوية في ثقافة الداعية
1983-280x390-c

تُعد السيرة النبوية الدستور التطبيقي لتعاليم الشريعة الإسلامية، والوعاء الدقيق لعملية الدعوة، وبالتالي فهي من أهم الأمور التي يجب على أي داعية أن يكون ملمّاً بها.

ويبين هذا الكِتاب أهمية مدارسة ومطالعة السيرة النبوية وما بها من فوائد ودروس وعبر في ترسيخ الثقافة الإسلامية لدى الداعية إلى الله تعالى، وكيف يستفيد الداعية والمعلم والتربوي من الدروس الحياتية والمواقف التربوية في حياة خير البشر عليه أفضل الصلاة والسلام.

مَعَ الكِتاب:

قسّم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول، جاءت في 141 صفحة على النحو الآتي:

تناول الفصل الأول تعريف السيرة لغةً واصطلاحاً، وخَلصَ إلى أن السيرة معناها في اللغة الطريقة -سواء كانت سيئة أو حسنة- وقد استعملها الإسلام في معناها اللغوي ثم خصصها بطريقة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ناحيةٍ أخرى: فإن هذه الكلمة حينما تطلق يراد بها سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم.

بينما تناول الفصل الثاني طريقة العرض القرآني للسيرة بشكل عام، وذكر الكاتب أنّ القرآن الكريم قد عرض سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحد أسلوبين: الأول/ سرد بعض مشاهد من حياته وسيرته قبل البعثة وبعدها، والثاني/ التعليق على الوقائع والأحداث التي تعرض لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وموقفه منها.

كما تناول هذا الفصل مراحل الدعوة الإسلامية في القرآن منذ أن أمر الله تعالى رسوله بإنذار عشيرته الأقربين، وكانت تلك المراحل على النحو التالي:

المرحلة الأولى/ الدعوة سراً، واستمرت ثلاث سنوات.

المرحلة الثانية/ الدعوة جهراً وباللسان فقط دون قتال.

المرحلة الثالثة/ الدعوة جهراً مع قتال المعتدين والبادين بالقتال واستمرت هذه المرحلة إلى عام صلح الحديبية.

المرحلة الرابعة/ الدعوة جهراً مع قتال كل من وقف في سبيل الدعوة أو امتنع عن الدخول في الإسلام، وهذه المرحلة هي التي استقر فيها أمر الشريعة الإسلامية وحكم الجهاد في الإسلام.

ثم تناول هذا الفصل بعد ذلك آيات العِتاب والتي تضمنت معاتبة الله -عز وجل- لأصحاب النبي في الكثير من المواقف، وخلاصة القول في هذا الفصل جاءت في عدة نقاط، وهي:

1- إن القرآن الكريم هو المصدر الأول لفهم الملامح العامة لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- عرض القرآن جميع مناحي السيرة النبوية قبل النبوة وبعدها فذكر يتم النبي وفقره وتحنثه بغار حراء.

3- عرض القرآن الكريم شؤونه -صلى الله عليه وسلم- بعد النبوة من هبوط الوحي الإلهي عليه وتبليغه إياه والعروج به.

4- كما تناول عداوة الأعداء وتآمرهم على قتله وحماية الله تعالى له وهجرته من مكة للمدينة.

5- وصف القرآن الكريم مشاهد من غزواته وإمداد الله تعالى له بالملائكة ونصره على أعدائه والتمكين له في الأرض.

6- بيّن القرآن جانباً من معاملته لأزواجه، كما عرض لحياته مع أصحابه وحسن معاملته لهم، وأسلوبه في الدعوة إلى الله كما رسمتها آيات القرآن.

7- إن حديث القرآن عن ذلك كله إنما يأتي بإيجاز فهو لا يتعدى بيان الملامح العامة والعرض الإجمالي السريع للوقائع والأخبار.

أما الفصل الثالث فقد أكد فيه المؤلف على أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الأساسية للمسلم في هذه الحياة وهو المثل الأعلى، فقد تحدث عن أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي قسّمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:

أولها/ أعمال تتصل ببيان الشريعة كصلاته وصومه وحجه واقتراضه.

والثاني/ أفعال من النبي - صلى الله عليه وسلم - قام الدليل على أنها خاصة به ومن ذلك التزوج بأكثر من أربع زوجات.

والثالث/ أعمال يعملها بمقتضى الجبلة البشرية أو العادات الجارية في بلاد العرب كلبسه وأكله وما كان بتناوله من حلال وطرق تناوله.

إنّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن إنساناً عادياً، وإنما هو شخصية زودها الله تعالى بقوى بدنية وعقلية ونفسية وروحية تكاد تكون خارقة للعادة، كما كان المثل الأعلى في سلوكه الفردي وفي قيامه بحق الله تعالى وفي صلاته بأسرته وأصحابه وسائر أصدقائه والناس أجمعين.

أما الفصل الرابع والذي يُعد صُلب اهتمام وهدف الكتاب، فتناول أثر السيرة النبوية في الدعوة والتربية، وعلى ذلك، فهو من أهم الكتب التي يمكن أن يستفيد منها التربويون العاملون في حقل العمل الإسلامي.

ويشير المؤلف إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أتحف الإنسانية بما وضع من أسس الدعوة وقواعد التربية التي كان لها الدور الأكبر في توجيه النوع البشري وإصلاحه وإرشاده ونهضته وازدهاره، والتي خلقت عالماً مشرقاً جديداً لا يشبه العالم القديم في شيء، وذلك من خلال تربيته للإنسانية على الأسس الآتية:

1- عقيدة التوحيد النقية الواضحة.

2- مبدأ الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية.

3- إعلان كرامة الإنسان وسموه.

4- محاربة اليأس والتشاؤم وبعث الرجاء والاعتزاز في نفس الإنسان.

5- الجمع بين الدنيا والآخرة وتوحيد الصفوف.

6- تعيين الأهداف والغايات وميادين العمل والكفاح.

وأكد الكاتب خلال هذا الفصل على عدة نقاط تمثلت في:

1- السيرة النبوية مصدر متجدد النفع للأمة الإسلامية في إرشاد الفكر وتوجيه السلوك وبناء المجتمع الإنساني على ركائز ثابتة.

2- السيرة النبوية وضعت أسس ومبادئ التعليم على ما أفضل ما توصل إليه علماء التربية المعاصرون.

3- كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أرفق الناس بالمتعلمين وأبعدهم عن التشديد، وهذا ما نحتاج إليه في تعليمنا للناس جميعاً.

4- أخلاق رسول الله وسعت الناس جميعاً، فكان -صلى الله عليه وسلم- يشفق على المخطئ ويقدر ظروفه ويراعي أحواله.

5- كان النبي يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمره ربه في كتابه الكريم.

6- إن دراسة سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعطي المعلم والداعية الإسلامي نموذجاً حياً عن طرائق التربية والتعليم.

مع المؤلف:

الدكتور عمر يوسف حمزة خبير التفسير وعلوم القرآن والدراسات الإسلامية بالجامعات السودانية والجامعات العربية الإسلامية، أنشأ قسم القراءات بكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية.

حاصل على درجة الدكتوراه في تفسير القرآن العظيم، وعمل عميداً للمعهد العالي للدعوة الإسلامية خلال عام 2002، ثم عُيّن معيداً لكلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية.

وله العديد من المؤلفات أبرزها: معالم الوحدة في طريق الأمة الإسلامية، وأسس الدعوة إلى الله تعالى في القرآن الكريم، وكتاب من قضايا المرأة في الإسلام.

معلومات الكتاب:

عنوان الكتاب: أهمية السيرة النبوية في ثقافة الداعية
المؤلف: د. عمر يوسف حمزة
عدد الصفحات: 141

 

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صحفية فلسطينية مقيمة في قطاع غزة، حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والاعلام من الجامعة الاسلامية بغزة عام 2011م، وكاتبة في موقع "بصائر" الإلكتروني، وصحيفة "الشباب" الصادرة شهرياً عن الكتلة الاسلامية في قطاع غزة. وعملت في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية أبرزها صحيفة فلسطين، وصحيفة نور الاقتصادية، وصحيفة العربي الجديد.

شاهد أيضاً

تراث القدس.. سلوة النفس

يعد هذا الكتاب القيّم تراثًا مقدسيًّا فلسطينيًّا مبسّطًا - إلى حد ما - ومجمّعًا بطريقة …