التعليم عن بعد: فوائد وعيوب (2-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » التعليم عن بعد: فوائد وعيوب (2-2)
Online-Learning_1460_707_70_s_c1_c_c

تحدثنا في المقال السابق عن فرض كورونا واقعاً تعليمياً جديداً أو بالأحرى أعاده بشكل أساسي وأصبح لابد منه خشية الإصابة بهذا الوباء المنتشر، وهو التعليم عن بعد، وتحدثنا عن مميزات هذا المسار التعليمي، وسلاسة نظامه الذي لا يحتاج سوى جهاز حاسوب متصل بالإنترنت، واليوم نكتب عن عيوب هذا النظام في إطار ما يعيشه العالم من صراعات ومشكلات اجتماعية، وغلاء شديد.

عيوب التعليم عن بعد:

أما عن عيوب التعليم عن بعد، فتمثلت بالآتي:

أولًا- غياب بعض الملكات للمدرس.

من أخطار التعليم عن بعد، أنَّ المدرس سيخسر إحدى أدواته المهمة حين يعطي المحاضرة عن بعد، وهي لغة الجسد (body language) لأن هذه اللغة تساعد على نقل المعلومة، ففي الوقت الذي يخسر المدرس أجلّ وظائفه في توصيل المعلومة، فهو مضطر لتعويضها بمساعدة التكنولوجيا وعن طريق تغيير طبقات الصوت، وسرعة الكلام، وما شابه، وهو أمر لا يتقنه الكثير، ويحتاج في نفس الوقت إلى حصص تدريبية كثيرة، قد لا تكون متاحة للكثير منهم.

ثانيًا- الوضع المادي للأهل.

والمعنى واضح، ونحن نقصده؛ فليس كل الآباء لديهم القدرة المادية على شراء جهاز حاسوب أو لوحي لأبنائهم في ظل موجة انهيار اقتصادي، والاستغناء عن الكثير من العاملين والموظفين في كافة شرائح العمل. وفى ظل خطورة الذهاب لمحال الحاسوب نظرًا للتجمع، والزحام وخشية انتشار الفيروس، أو الإصابة به، فهو بين خيارين كلاهما أليم.

ثالثًا- غياب الثقافة الإلكترونية.

إن الكثير من البلدان لازالت تنظر لمجالات التقنيات، واستغلال التقدم فيها نظرة دونية، وهي ترجمة لحالة ترهل واضح، وعشق للروتين والتقليد.

فمثلًا: لازالت بعض البلدان تعمل بالنظام اليدوي في مصالحها الحكومية مما يسبب في تعطيل المواطن، في الوقت الذي تعمل الكثير من البلدان الغربية بالنظام التكنولوجي في كل مناحي الحياة؛ سعيا للتخفيف عن المواطن، واستغلالًا للوقت، وهذا ما لا نراه في الكثي من بلداننا العربية، وعليه فغياب هذا الأمر، أو إن شئت فقل عدم الاهتمام به جعل التعليم عن بعد فجأة وبسبب كورونا به مشكلات، قد يطول الاستجابة لحالها نظرًا للنظرة الأساسية له.

لكن السؤال الملح الآن، هل يستطيع التعليم عن بعد إيجاد حلًا للمعادلة المزمنة المتمثلة في أهمية التعليم المدرسي بكل ما فيه من إمكانيات للمدرس والمدرسة وحضور الطالب ومتابعة يومية، وما توفره الدراسة عن بعد من إتاحة الفرصة للطالب في الاختيار بين الحضور أو التعليم في منزله؟

إضافة إلى أنه أرخص من حيث المصاريف، ويساعد الطلاب في الدول النامية على الحصول على شهادات معتمدة من جامعات كبيرة.
هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب وباحث مصري الجنسية، مؤلف عدة كتب فى التربية والتنمية "خرابيش - تربويات غائبة- تنمويات". مهتم بقضية الوعي ونهضة الأمة من خلال التربية.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …