كُتيب صغير الحجم كبير الفائدة؛ فهو دليل عملي يرشدك لأن تكون مستعدًا لتلقي القرآن الكريم والتأدب بآداب مجالس النبوة، هو كتاب تطبيقي على ضوئه تستطيع عقد الميثاق على الخير وعقد العهد على الصلاح والإصلاح، منطلقًا بعزم إلى السير في طريق الله مرتقيًا درجات الإيمان مبتعدًا عن دركات السقوط، مستمسكًا بأسباب المحبة والقرب قاطعًا كل أسباب الفتن التي تحول بينك وبين سيدك ومولاك من خلال مدارج الإيمان، هو دليلك لأولى خطواتك في رحلة السير إلى الله.
مع الكتاب
يقع الكتاب في مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.
تناول المؤلف في مقدمة كتابه سفرنا الإجباري في هذه الحياة وأن عمر الإنسان المحدود هو الرحلة التي لا نملك حقيقة موعد انطلاقها أو توقفها، إلا أننا نملك حق اختيار الاتجاه، وأن المطلوب بداية تحديد الاتجاه وأن سلوك هذا الاتجاه له ثلاثة أسباب ندخل من أبوابها كما أن هناك ثلاثة موانع تقطع حبالها، فالأسباب هي: الدخول في التقرّب، وتذوق المحبة، وطلب الولاية وهي وسيلة لبعضها البعض، وأما الموانع فهي حبال تشد السائر إلى ثلاث فتن: فتنة النفس، وفتنة الشيطان، وفتنة الزمان.
الفصل الأول:
في تأصيل العهد وميثاقه، وذكر فيه المؤلف المعنى اللغوي للميثاق، وأوضح قصده من التعبير بميثاق العهد: إنما هو توثيق ما نبرمه مع الله من التزام بأمور التكليف، ومن قيام بواجب البلاغ، ثم تناول تبصرة حول كيفية توثيق العهد والذي أول ما تبدأ به هو حسم النية في النفس مع الله.
الفصل الثاني:
في عهد الذكر، وتناول فيه أن الذكر هو مسلك المفرّدين السابقين، والكيفية التي يذكر فيها الله وطبيعته ومادته وظروفه، ثم تحدث عن مسلك الذكر القرآني وأن القرآن العظيم رأس الذكر، ثم تناول ضرورة أخذ القرآن بمنهج التلقي وتناول بعد ذلك تبصرة في مسلك الذكر النبوي وضرب التسبيح نموذجًا له كتمثيل تطبيقي وختم هذا الفصل بتبصرة في مجلس الذكر ولأهمية أن يكون الذكر في مجلس مخصص له ابتداء.
الفصل الثالث:
في عهد القرآن والقيام، ذكر المؤلف عدة أوقات حري بالسائر إلى الله أن يجعل له نصيبًا منها في تلاوة وذكر، كما كان الأنبياء -عليهم أفضل الصلاة والتسليم- تتوزع أوقاتهم بين الغداة والعشي ثم الليل ثم جعل تبصرة في قرآن القيام خاتمة لفصله ونبه إلى ضرورة تخصيص الليل بحظ من القرآن الكريم يكون ورد منه في صلاة الليل، ثم أشار إلى ضرورة أخذ المرء من العمل ما يطيق وأن يتحرّى العبد من الأوقات ما يعين على دوام العمل.
الفصل الرابع:
في عهد البلاغ، فقد ذكر المؤلف ثلاثة مفاتيح أو ثلاث خطوات يكون فيها مدار باب الخروج إلى العمل وهي: اغتنام المجالسات، والتزام الرباطات، وتبليغ الرسالات، وختم المؤلف هذا الفصل بتبصرة كيف البلاغ؟ فوضح المؤلف أن المقصود ليس البلاغ اليوم في المسلمين بلاغ "التخبير" إنما البلاغ المقصود والذي نحن بأمس الحاجة إليه هو بلاغ "التبصير".
الفصل الخامس:
في المختار من الأذكار، فقد اختار بعض الصيغ من الأذكار وكذلك أذكار الصباح والمساء، ونبه على ثلاثة أدعية أساسية في اليوم والليلة وهي: دعاء الخروج والنوم والاستيقاظ، ثم أشار إلى ورد الصوم الذي هو بُراق الأوراد ثم وضح كيف يكون الصوم الذي فيه الذكر.
خاتمة الكتاب:
جعل المؤلف خاتمة كتابه فاتحة عمل إذ يتحصّل من هذا الميثاق ثلاثة عهود:
العهد الأول/ وِرْدُ الذّكر.
العهد الثاني/ وِرْدُ القرآن والقيام.
العهد الثالث/ ورد البلاغ، وفيه ثلاثة مسالك: المرابطة للصلوات، مدارسة القرآن، بلاغ حقائق الإيمان في الناس.
مع المؤلف:
فريد الأنصاري، ولد في إقليم الرشيدية في المغرب عام 1960م، حاصل على عدة شهادات منها دكتوراة في الدراسات الإسلامية تخصص أصول فقه، له عدة مؤلفات: قناديل الصلاة، سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة، ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله.
بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: ميثاق العهد في مسالك التعرّف إلى الله
المؤلف: فريد الأنصاري
مكان النشر: دار السلام - القاهرة
سنة النشر: 2014
عدد الصفحات: 133