الدراسة واحدة من عدة أنشطة نمارسها لسنوات طويلة يشعر الكثيرون بالثقل بسببها، وقد تمر أيامها صعبة؛ لأنهم اختاروا ذلك مع أن بإمكان الجميع أن يجعل الدراسة مهمة لطيفة خفيفة بدل أن يشكو من كونها شاقّة طوال الوقت، فالخيار بيدينا –كالعادة- وبإمكاننا أن نجعل الدراسة ماتعة، أو نستسلم لكونها واجبًا ثقيلًا، نؤديه كيفما اتفق لنتخلص من المهمة وحسب !
وتوجد عشرات الاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها؛ لكي تتخلص من نظرتك إلى الدراسة كمهمة شاقة وحسب، إليك 10 استراتيجيات منها -كنموذج فقط– تساعدك في تخفيف مهمة الدراسة:
1. تحديد الأهداف
يساعدك تحديد الأهداف على إحداث تغييرات إيجابية في حياتك بنجاح، وفي الدراسة كذلك، وأفضل طريقة لوضع الأهداف هي الأهداف الذكية أو SMART Goals، وهي فعليًا أسلم طريقة لتحقيق الهدف، وبناء خطة قابلة للتحقيق، ويمثل كل حرف من حروف الكلمة صفة من صفات الهدف الذكي، وهي كما يلي:
2. التنظيم
لدى التلاميذ الكثير من المهام التي تتراكم مع الوقت ومع مرور الأيام وحضور الحصص الدراسية، والتي تتزايد وتزداد ثقلًا إن أهملها الطالب، ووقت الدراسة –ووقت السنة الدراسية عمومًا– يبدو قصيرًا ويقصر أكثر مع تراكم المهمات.
ولذلك فإن الأفضل للطالب تنظيم الوقت والتخطيط أولًا بأول وترتيب المهمات؛ لكي لا يغيب عنه أداء بعضها بينما يحاول لملمة ما تبعثر، ويمكنه فعل ذلك ببناء قائمة مهام أسبوعية، وتجهيز تذكيرات عبر هاتفه المحمول للمهمة الرئيسة فالثانوية... وهكذا.
الأفضل للطالب تنظيم الوقت والتخطيط أولًا بأول وترتيب المهمات؛ لكي لا يغيب عنه أداء بعضها
اقرأ أيضاً: هل تحتاج تربية الأبناء إلى خطة تربوية مدروسة؟
3. الاستراحة والاسترخاء
الاستراحة للإنسان بين أوقات التعب ومراحل بذل الجهد تشبه إعادة التشغيل أو الشحن بالطاقة للأجهزة الكهربائية، وينطبق ذلك على الطلاب، فمن الضروري الحصول على فترة استراحة بين جلسة دراسة وأخرى.
يفضل أن يمتد الفاصل بين 5 دقائق و 15 دقيقة، قد يناسب أحد الطلاب الاستراحة كل ساعة وتناسب آخر الاستراحة كل نصف ساعة، فليقرر الطالب ما يناسبه ويريحه ويجعله يعود للدراسة منتعشًا نشيطًا.
وهذا الفاصل من الاسترخاء ينشط الجسد والعقل فيعود الطالب للدراسة متجدد الطاقة والنشاط مستعدًا للاستيعاب .
4. تخصيص زاوية للدراسة
يساعد الجلوس بشكل مستقيم أثناء المذاكرة على التركيز، مهمٌ للطالب البقاء جالسًا خلال الدراسة، وتجنّب الاستلقاء، ويفضل للطالب تخصيص زاوية أو مساحة محددة في الغرفة الخاصة به؛ ليدرس فيها، ويفضل أن تكون تلك الزاوية خالية من المشتتات.
ويقترح تغيير مكان الدراسة من وقت لآخر، والجلوس في المكتبة مثلًا.
5. التعاون مع الآخرين
الدراسة أيضًا مثل أغلب المهمات الأخرى التي تهون مع الجماعة وتكون ثقيلة عندما يمارسها الإنسان وحيدًا، ولذلك ينصح الطلبة بالانضمام إلى مجموعات دراسية تفتح الآفاق وتزيد من فرصة حصول مواقف تجعل الحفظ والفهم أسهل، كما أن الدراسة مع المجموعة أو الزملاء والأصدقاء الذين ترتاح معهم سوف تحفزك لبذل مزيد من الجهد والحصول على أكبر قدر من الفائدة .
6. التفكير الإيجابي
لتكن –كطالب– مؤمنًا بنفسك أكثر، وأن تتجنب السلبية والسلبيين والتفكير السلبي، وعطفًا على النصيحة السابقة فإن الزملاء والأصدقاء الذين يفكرون بإيجابية هم من سيحفزونك للأفضل.
الحقيقة أنك حينما تشعر بإيجابية تجاه المساقات التي تدرسها والمواد التي تذاكرها سوف تحقق درجات جيدة وتحب دروسك أكثر وتشحذ همتك وإمكاناتك لأجلها.
حينما تشعر بإيجابية تجاه المساقات التي تدرسها والمواد التي تذاكرها سوف تحقق درجات جيدة وتحب دروسك أكثر وتشحذ همتك وإمكاناتك لأجلها
اقرأ أيضًا: كيف تنشئ طفلًا عبقريًا باستخدام سلم تعلم المهارات
7. اتباع نظام غذائي صحي
تجنب الدراسة وأنت جائع؛ كي تستطيع الاستيعاب، فالمعدة الفارغة تؤثر سلبًا على التركيز، وتقلل الحافز للدراسة ، لن تقيتك الوجبات الخفيفة خلال الدراسة الجادة؛ اشرب الكثير من الماء، وتناول الكثير من الخضر والفواكه والحليب، فأنت تحتاج إلى نظام صحي غني بالبروتينات والفيتامينات التي يحتاجها عقلك وجسمك.ما دمت تشعر بصداع في المعدة أو اضطرابات في التغذية والهضم أو جفاف في الجسم والبشرة فلن تستطيع الدراسة بسبب تشتت تركيزك فيما تشعر به سلبيًا.
8. الاختبارات الذاتية
إجراء اختبارات بين وقت وآخر لما درسته وتعلمته سوف يساهم في تدريبك على أجواء قاعة الامتحان، والتحديات التي ستواجهها خلاله، كما أنها تكسر روتين الإبحار في الكتب الضخمة وتلخص ما درسته، وهي تغيير مثير يجعل جلسة الدراسة متنوعة الأنشطة ماتعة أيضًا.
لا تيأس إذا فشلت، بل كرر المحاولة وتذكر أن الفشل هو أصل النجاح وأن الناجحين يتعلمون من أخطائهم أكثر .اقرأ أيضًا: علّم ابنك التفكير
9. القراءة النشطة
ابحث عن معاني الكلمات غير المفهومة بالنسبة لك أولًا بأول ولا تنتظر إلى نهاية الدرس أو المقرر؛ فمهما كان القفز عن المعلومات غير المفهومة أمرًا مغريًا إلا أن المقررات التي ينبني بعضها على بعض ستتطلب منك وقتًا إضافيًا لمراجعتها ما لم تكن مستوعبًا جميع ما تدرسه وتقرأه، افهم النقاط الرئيسة ما استطعت وابن عليها بقية المذاكرة.
10. المراجعة الدورية
اجعل لنفسك جلسة مراجعة يومية أو أسبوعية –على الأكثر– تسترجع فيها ما درسته خلال الأسبوع، وتتأكد من استيعابك له، وتحدد المواد التي تحتاج إلى مساعدة فيها، وتستبق الأوقات العصيبة والضيقة فتسأل معلمك أن يشرح لك ما استصعبته أو ما تعذّر عليك فهمه.
أخيرًا،
في الحقيقة فإن عادات الدراسة التي تتبعها هي من تحدد مستواك الدراسي وتحصيلك، وتحدد بالتالي مستقبلك وتخصصك ، ومن هنا أنصحك أن تتبنى العادات التي تدفعك دفعًا نحو هدفك وتستخرج أفضل ما لديك.