قبل قرن من الزمان، كان بإمكان غير المؤمنين دفع الدين جانباً باعتباره (حسب زعمهم) خرافة مزعجة يجب تحملها لأن أغلبية الناس والآباء المؤسسين كانوا متمسكين به، لكن بتجاهل الدين اليوم، سيكون على الملحدين (وغيرهم من اللادينيين) أيضاً أن يرموا العقل والعلم جانباً، لأن التطورات الحديثة في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الاقتصاد تجعل الفوائد الغزيرة والمتنوعة للدين واضحة لجميع الذين يحققون فيها.
توضح البيانات الفيدرالية الأمريكية بشكل متكرر أن ممارسة الشعائر الدينية هي منفعة عامة وخاصة، نظراً لفوائدها التي لا تعد ولا تحصى، فمن الواضح أن الممارسة الدينية بشكل قوي و غير مباشر توفر على دافعي الضرائب كثيراً وتضيف أيضًا إلى الإيرادات العامة للدولة.
تتدفق فوائد الممارسات الدينية إلى جميع المؤسسات الرئيسية الأخرى في الدولة: الأسرة والتعليم والسوق والدخل القومي والحكومة، في التعليم ورأس المال البشري، النمو والسلوك الجنسي والصحة النفسية والجسدية، وفي إنخفاض كبير في مجموعة متنوعة من المشكلات الاجتماعية.
يجب أن تعزز البيانات الواردة في هذه الورقة ثقة الجميع في قوة الدين وتغرس الإحترام للدين في أولئك الذين لا يؤمنون به.
الدين والعائلة
- الدين والزواج:
أظهرت دراسات اجتماعية عديدة أن تقدير وممارسة الشعائر الدينية بانتظام يترابط مع الحصول علي قدر أكبر من استقرار الحياة الزوجية، مستويات أعلي من القناعة الزوجية، ومستويات أعلي من زيادة الرغبة في الزواج، الدراسات الحديثة والدراسات التي أجريت علي مدار الخمسين سنة الماضية تؤكد أن أحد أهم المؤشرات علي وجود استقرار في الحياة الزوجية هو ممارسة الدين، الأزواج الذين أقروا بوجود هدف إلهي من زواجهم كانوا أقل عرضة لاستخدام العنف أثناء مواجهة مشاكل الحياة الزوجية، وهؤلاء الأزواج أقروا بأن الإيمان لعب دوراً مهماً في الأوقات الصعبة التي مروا بها وأنه كان مصدراً للإرشاد الأخلاقي ومكنهم من اتخاذ القرارات الصحيحة لحل المشاكل الزوجية، تظهر الدراسات أيضاً أنه كلما كان الزوج حريصاً علي ممارسة الشعائر الدينية والذهاب لدور العبادة كلما كانت زوجته أكثر سعادة في حياتها.
- الدين وتربية الأطفال:
أظهرت الدراسات أن الآباء الذين يمارسون الشعائر الدينية يتمتعون بعلاقة أفضل مع أطفالهم و يشاركون بشكل أكبر في عملية تعليم أطفالهم، كلما زادت المشاركة الدينية من ناحية الطفل أيضاً، كلما زاد احتمال اتفاق كل من الطفل والوالد على جودة علاقتهما، وكلما زادت درجة تشابه القيم التي يتمسك بها كل منهما، وكلما زادت درجة التقارب العاطفي بينهما، الأمهات اللائي أصبحن أكثر تديناً خلال الثمانية عشر عاماً الأولى من حياة أطفالهن أقروا بوجود علاقة أفضل مع أطفالهم، بغض النظر عن درجة تدين هؤلاء الأمهات قبل ولادة الأطفال، والعكس صحيح أيضاً ففوائد الدين متبادلة، فعندما يمارس الطفل الشعائر الدينية علاقته مع والدته تتحسن بشكل كبير، بالمقارنة مع الآباء الذين ليس لديهم انتماء ديني فالآباء المتدينين يحتضنون أطفالهم أكثر، ويقضون معهم وقت أطول ويشاركون معهم في أنشطتهم اليومية المختلفة، أطفال الآباء المتدينين يملكون درجات أعلي من القدرة علي ضبط النفس أثناء تواجدهم تحت إشراف الأبوين في المنزل.
- الدين والسلوك الجنسي:
الأشخاص المتدينون يتمتعون بحياة جنسية أفضل، ممارسة الشعائر الدينية باستمرار تقلل بشدة من ظاهرة التساهل الجنسي بين الشباب رجالاً ونساء، المعتقدات الدينية من بين العوامل الأكثر شيوعاً المذكورة من قبل المراهقين كسبب لبقائهم ممتنعين عن ممارسة الجنس في هذا السن، في المرتبة الثانية مباشرة بعد الخوف (على سبيل المثال، الخوف من الحمل غير المرغوب فيه، أو الخوف من الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أو الخوف من الوالدين)، ممارسة الشعائر الدينية باستمرار تحد بشدة من ظاهرة ممارسة الجنس خارج إطار الزواج و ممارسة الجنس مع أكثر من شريك.
- الدين والأسرة ومعدلات الطلاق:
العديد من الدراسات أثبتت أن الدين يمنع التفكك الأسري ويحافظ علي تماسك وقوة الأسرة، ويقلل من معدلات الطلاق بين الأزواج وخاصة عندما يكون الأزواج علي نفس الدين.
– الدين والتعليم
الطلاب الذين يمارسون الشعائر الدينية يسجلون نقاط أعلي في اختبارات الرياضيات والقراءة مقارنة بأقرانهم الأقل انخراطاً في الدين، أكثر من 75% من الطلاب الذين أصبحوا أكثر تديناً أثناء دراستهم الجامعية حققوا درجات جامعية أعلى من المتوسط، يقضي الطلاب المنخرطون في الدين وقتاً أطول في أداء واجباتهم المدرسية ويعملون بجد أثناء الدراسة مقارنة بالطلاب غير المتدينين، ممارسة الدين تزيد من درجة ارتباط الطلاب بالمدارس حيث غن تكرار ممارسة الشعائر الدينية يؤدي إلي إنخفاض بنسبة تصل إلي خمسة أضعاف في احتمال تغيب الطلاب عن المدارس، ترتبط الممارسة المتكررة للدين ارتباطاً إيجابياً بالطموحات التعليمية العليا فالأشخاص المتدينين يتطلعون دوماً للحصول علي درجات علمية أعلي.
الدين والصحة
- الدين والصحة الجسدية:
العديد من الدراسات أثبتت أن ممارسة الشعائر الدينية باستمرار تقلل من معدلات الوفاة بين الأفراد، الأشخاص المتدينون أقل عرضة لإدمان السلوكيات السيئة مثل شرب الكحول و تدخين السجائر والماريجوانا ومشاهدة الأفلام الإباحية والإدمان علي أنواع مختلفة من المخدرات، وأقل عرضة لممارسة السلوكيات الخطرة مثل القيادة دون وضع حزام الأمان أو القيادة تحت تأثير مخدر، ممارسة الشعائر الدينية تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان بأنواعه المختلفة وإلتهابات القولون، والأمراض القلبية المزمنة.
- الدين والصحة النفسية:
الدين يحسن من الصحة النفسية بشكل عام، ممارسة الشعائر الدينية تجعل الناس أكثر سعادة في حياتهم، العديد من الدراسات أثبتت أن الدين يقلل من خطر الإصابة بالأمراض النفسية المزمنة مثل القلق والاكتئاب، الشعور بالوحدة، فهو يعطي للناس روحاً معنوية وأملاً وهدفاً لوجودهم في الحياة، ويرفع من درجة قناعة الناس بحياتهم، بالإضافة إلي أن الدين يعزز الثقة بالنفس واحترام الذات.
– الدين والمجتمع
الدين يقلل من معدلات القتل والانتحار في المناطق الحضرية التي يوجد بها تجانس ديني، الدول التي يوجد بها نسب تدين عالية هي أقل الدول في معدلات القتل والانتحار، ممارسة الشعائر الدينية تقلل بشدة من ارتكاب أنواع مختلفة من الجرائم داخل المجتمعات، الدين يقلل من معدلات وأشكال الانحراف المختلفة بين المراهقين كقيامهم بالتجارة في المخدرات، الأطفال الذين يمارسون الشعائر الدينية يعيشون حياة اجتماعية أفضل مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون، الدين يرفع من درجة التعاطف والقلق عند المتدينين تجاه الأشخاص الفقراء والمحرومين، لذلك الأشخاص المتدينون يتبرعون بالمال علي الأقل سنوياً للجمعيات الخيرية التي تساعد هؤلاء الناس في المجتمع بدرجة أكبر من أقرانهم العالمانيين.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://marri.us/publications/95-social-science-reasons-for-religious-worship-and-practice/