لم تكن التصريحات العدائية الأخيرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) عن الإسلام بالجديدة؛ فهو تقريبًا الزعيم الوحيد في أوروبا –لا نعني الزعامة الشرفية ولكن بمعنى رئيس دولة أو حكومة موجود في السلطة– الذي يستعمل بشكل دائمٍ ومستمر مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، ويأتي على ذِكْر الإسلام ذاته كديانة ذِكْرَ السوء.
ربما قرأنا في السنوات الماضية تصريحًا هنا أو هناك للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أو رئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي –وقت أنْ كانت في السلطة– وسلفها الأسبق جوردون براون -وقت أنْ كان في السلطة كذلك، وكلاهما من حزب المحافظين– عن "الإسلاميين" أو عن "الإسلاموية"، ولكن لم يسبق لأحدٍ من ساسة أوروبا التي يعيش فيها نحو ستين مليون مسلم، أنْ أتى بمثل هذه التصريحات عن الإسلام كديانة.
وميركل أيضًا لم تكرر عبارة أثارت انتقادات ضدها، وهي عبارة "الإرهاب الإسلامي"، قالتها في العام 2018م، وظلت على حدود التمييز بين الجماعات التي ترفع هويةً إسلامية –ادعاءً– وبين الإسلام ذاته كديانة.
بل على العكس؛ فإنَّه كثيرًا ما نقرأ أنَّه من المثير للقلق لدى الأحزاب الحاكمة في أوروبا، التمدُّد الحاصل لتيار اليمين المتطرِّف وأحزابه، والذي يرتبط بشكل آليٍّ بمسألة "الإسلاموفوبيا"، مثل حصولهم على مقاعد أكبر في برلمانات هذه الدول، في ظل خطابها الشعبوي المثير للكراهية، ويناهض دعوات التعايُش وقبول الآخر .
وفي العقود الماضية، وجدنا أنَّ هناك حالةً من الانفتاح على المسلمين في كثيرٍ من دول أوروبا، بمختلف أصولها، جرمانية أو أنجلوساكسونية، وبلدان أخرى فرانكفونية –تلك التي تتزعمها فرنسا– مثل سويسرا، وكذلك في أعتى المجتمعات ذات الطابع الديني والقومي المحافظ.
وبعد انتشار موجة من العمليات الإرهابية في كثيرٍ من بلدان أوروبا في السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001م، والغزو الأمريكي لأفغانستان والغزو الأمريكي البريطاني للعراق، بالتعاون مع حكومتَيْ اليمين في أستراليا وإسبانيا في حينه؛ كانت النبرة العدائية هناك لدى الحكومات بالتحديد، لا تتصل بالإسلام، وإنما تشير إلى التيارات والجماعات الإسلامية.
وهذا الأمر من صميم مصالح هذه البلدان في أكثر من اتجاه: أولها/ أنَّها تضم عشرات الملايين من المسلمين، بين مهاجرين وبين سُكَّان أصليين، وتعيش فيها جاليات كبيرة تنتمي لشعوب مسلمة، مثل الأكراد والأفغان والباكستانيين والأتراك منذ عقود، ثم العراقيين والسوريين في السنوات الأخيرة التي اندلعت فيها الحروب الأهلية في هذين البلدَيْن.
فلا أحد يريد – بمثل هذه المواقف المتزمِّتة والتصريحات العدائية التي دأب عليها الرئيس الفرنسي – أنْ يرى مشكلات في بلاده، تقود إليها عبارات العداء المتكررة هذه، بحيث تحصل اضطرابات أهلية واسعة النطاق.
وهذه الأمور هي من صميم الأمن القومي للقارة الأوروبية؛ إنَّ الأمر يرتبط بترتيبات أُريدَ لها أنْ تكون راسخةً فيها بعد الحرب العالمية الثانية، لمنع تكرار سيناريوهات الحروب القومية والدينية والمذهبية التي كانت تشهدها أوروبا حتى ذلك الحين، وبعد انتهاء الحروب الدينية الكبرى، والتي استمرت لقرون طويلة، في القرن السابع عشر؛ فقد شهدت أوروبا سلسلةً من الحروب الداخلية المهمة في القرون الثلاث التي تلت ذلك، حتى الحرب العالمية الثانية، بسبب المشاعر الدينية والقومية، مثل الحروب التوسعية النابليونية، وحرب السبعين الألمانية الفرنسية، وغيرها.
وكان أنْ فرضت الولايات المتحدة باعتبارها الطرف المنتصر في الحرب العالمية الثانية، والتي ساعدت أوروبا على إعادة البناء بعدها، على الأوروبيين – وكذلك اليابانيين في الشرق الأقصى لتفادي حالة مماثلة في القرون السابقة - أنْ يتبنُّوا دساتير وسياسات تدعو إلى الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، باعتبار أنَّ في ذلك مصلحة للجميع، وعلى رأسهم الولايات المتحدة نفسها لاعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية مهمة لا مجال لتناولها في هذا الموضِع من الحديث.
كما أنَّ هذه البلدان بحاجة إلى المهاجرين لأكثر من غرض، منها دعم اقتصادها وهيكلها السُّكَّاني المتداعي، وهذا لا تخفيه ولو رسميًّا على مستوى خطاب الحكومات، بلدانٌ مثل ألمانيا والنمسا وبريطانيا، بالرغم من أنَّ هذه البلدان هي من أكثر بلدان العالم وليس أوروبا والغرب فحسب، اعتزازًا بالمشاعر والهوية القومية.
ولسنا هنا في معرِض تذكير ماكرون بحقيقة مَن هو الطَّرَف الذي يعاني من الأزمات؛ لأنه يواجه منذ عامَيْن احتجاجات واسعة المدى على أسس اقتصادية ومعيشية، أي من صميم اختصاصه وأولويات وجوده في منصبه، وبالتالي، فهذا يعني فشله وفشل منظومته، ويبدو ذلك في تغييره لوجوه حكومته بما في ذلك رئيسها، ووزير داخليته، أكثر من مرَّة.
يواجه ماكرون منذ عامَيْن احتجاجات واسعة المدى على أسس اقتصادية ومعيشية، أي من صميم اختصاصه وأولويات وجوده في منصبه، وبالتالي، فهذا يعني فشله وفشل منظومته، ويبدو ذلك في تغييره لوجوه حكومته بما في ذلك رئيسها، ووزير داخليته، أكثر من مرَّة
إذًا، ماكرون –بالمعايير الموضوعية المتعلقة بالأداء وبواجباته بموجب دستور وقوانين بلاده– فاشلٌ كرئيس لدولة منوط به تحقيق الرفاهية لشعبه، أما على مستوى السياسة الخارجية فالمتطلِّع لمناطق النفوذ الفرنسي، في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى والمشرق العربي سوف يقف أمام فشل ذريع وليس تراجعًا فحسب، ويكفي في ذلك موقف القوى اللبنانية من إملاءاته الأخيرة بعد أزمة مرفأ بيروت؛ فلم يسمع إليه أي أحد!
أما بالنسبة للإسلام، فإننا لو ناقشنا جدلاً فحوى مع عبارات ماكرون المسيئة والعدائية عنه، فإنَّ أبسط معيار لتقييم فكرة أو أيديولوجية أو دين هو مدى أو معدلات الانتشار. هنا يكفينا ما تقوله نتائج أبحاث معاهد قريبة جدًّا من الأوساط الصهيونية الأمريكية، ودوائر التقييم والاستخبارات هناك، مثل معهد "جالوب" ومعهد "بيو"، من أنَّ الإسلام هو أكثر الديانات انتشارًا في العالم في الوقت الراهن.
لكن لفهم حقيقي لتصريحات ماكرون وسياقاتها، بما يتطلبه بالمعنى الحرفي للكلمة، تحقيق مصالح المسلمين، فإننا يجب أنْ نقف على جوانب أخرى تثيرها هذه التصريحات.
فجانب كبير من غضبة ماكرون على ديننا الحنيف، إنما نابع من خلطٍ كبير بين الإسلام كديانة، تتعايش في مختلف أنحاء العالم، ليس مع المسيحية واليهودية فحسب، كما في الغرب الأوروبي والأمريكي، ولكنه يتعايش مع ديانات ومذاهب وفلسفات وضعيَّة أيضًا، مثلما يحدث مع البوذية والديانات الآسيوية التقليدية في ماليزيا وإندونيسيا والهند، وفي الصين أيضا خارج ملف تركستان الشرقية، نقول إن مواقف ماكرون هذه نابعة من خلطٍ بين الإسلام كدين، وبين قضايا أخرى مهمة ينبغي علينا كمسلمين أن نهتمَّ بها.
فأسوأ ما يمكن أن يفعله الساسة المسلمون والعاملون في حقول العمل الإسلامي المختلفة الآن، ولاسيما الهيئات الدعوية، أنْ تقف عند حد الرد أو الهجوم على ماكرون ؛ لأنَّ هناك جوانب كثيرة مرتبطة بتصريحاته، تعكس أزمات حقيقية نعيشها نحن كمسلمين، ينبغي البحث عن معالجات لها.فماكرون – بجانب أنَّه بالفعل يحمل عداءً عَقَديّ الطابع ضد الإسلام – يخلط كذلك في مواقفه كما قلنا، بين الإسلام دين، وبين ظواهر أخرى تناولناها في مواضع حديثٍ كثيرة.
وأول ما ينبغي أنْ نقوله هنا، هو أنَّ جانبًا من تصريحات ماكرون المتكررة، متعلقة بقضية "عدم التعايش" و"انغلاق مجتمعات المسلمين"، وهي ظاهرة بالفعل مقلقة، وأشارت إليها دوائر رسمية وحكومية كثيرة، من بينها أجهزة استخبارات، في ألمانيا وسويسرا وبريطانيا، وإنْ اختلفت طريقة تعامل حكومات وأجهزة هذه البلدان عن طريقة ماكرون الصِّدَاميَّة.
فجذر الأزمة التي تشغل باله ويطرحها دائمًا صنو هجومه الإسلام، نتجت عن أمرَيْن يكمنان فينا نحن كمسلمين.
الأمر الأول/ هو استغراق الإسلام كدين في الظاهرة الحركية والجماعات التي تقول إنها إسلامية، وهذا ذنب تتحمله قيادات هذه الحركات ومنظِّروها.
فالإسلام دين يذم من الأصل في أي شيء يمكن أنْ يفرِّق المسلمين شيعًا ، وهذا واضح في القرآن الكريم، وحمل للرسول - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - براءةً منهم كما حملها له من المشركين.فكما قال اللهُ تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1]، قال أيضًا: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159]، بل وجعل ذلك عقابًا للمسلمين إذا ما انحرفوا عن دينهم. يقول تعالى أيضًا: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام: 65].
وفي العهد النبوي – مقياسنا الأصل للتطبيق – كان صحابة رسول اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - جزءاً غير منفصل ولا متمايز عن مجتمع المسلمين بشكل عام، وممَّن لم يرَوا النبي -عليه الصلاة والسلام- وأسلموا في اليمن وفي أطراف شبه الجزيرة العربية الشمالية من خلال بعوث الرسول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إليهم.
فهذه –إذًا– مشكلة حقيقية ينبغي أنْ نضعها في الحسبان عندما نتلقَّى تصريحات ماكرون وغيره من ساسة أوروبا والغرب في هذه النقطة بالذات، بل إنَّها ينبغي أنْ تكون أولوية للمسلمين وعلمائهم، معالجة مشكلة باتت واقعًا ينبغي الاعتراف به بشجاعة، وهي أنَّه قد استبدل الانتماء للدين عند ملايين المسلمين بالانتماء للجماعة أو المذهب: الفقهي أو الصوفي ... إلخ.
ولسنا بحاجة هنا إلى أية أدلة على ذلك، فالصراعات والاقتتال بين جماعات تنسب نفسها للإسلام، باتت واقعًا قائمًا منذ عقود، نقف عليه في كثير من بلدان الأمة، من أفغانستان، وصولاً إلى العراق وسوريا، كما نعلم العوائق التي تواجه اندماج المسلمين السُّنَّة مع الشيعة في بعض المجتمعات، أو حتى بين أتباع طريقة صوفية وأخرى، وبالتالي تنشئ كل مجموعةٍ منها، مجتمعها الخاص بها، سواء في بلدانها، أو في البلدان التي تهاجر إليها.
وهنا الأمر الثاني الذي اتفقت حدوده وانطبقت مع هذه المشكلة، وصوَّرت ممارسات الكثير من المسلمين لماكرون وغيره على أنَّ هذا هو الإسلام، هو مجتمعات المهاجرين. فالمهاجرون إلى فرنسا وأوروبا، في غالب الحال، مسلمون، ولكنهم من مجتمعات مختلفة، وقد يكونون من جماعات عرقية أو دول بينها صراعات في الأصل، كما هو الحال بين المغرب والجزائر.
وبعيدًا عن أية حواجز سياسية بين جماعات المهاجرين، فإنَّ هناك حواجز أخرى طبيعية وبديهية تمنع اختلاطهم، وتُؤسِّس للظاهرة التي تؤرِّق ماكرون، وهي "المجتمعات الخاصة" بالمسلمين، مثل العادات والتقاليد المتباينة بين مَن هم من أصول مغاربية ومَن هم من أصول باكستانية.
ومع إجادة غالب المسلمين للغة العربية لإمكان قراءة القرآن الكريم وأداء الصلاة المفروضة، فإنَّ حاجز اللغات واللهجات يقف عقبة كبيرة أمام حتى اختلاطهم ناهينا عن اندماجهم مع بعضهم البعض.
ولا يضع ماكرون في حسبانه أنَّ هؤلاء الناس قدِموا من بلاد حروب وأزمات، ومن اضطهاد سياسي جعلهم منغلقين تمامًا على أنفسهم عقدةً، وشديدي الحساسية للأغراب.
وتجارب الكثيرين منهم –كذلك– مع أجهزة الأمن في بلادهم، تجعلهم يستريبون في مواطنيهم، وثبت بالفعل أنَّ أجهزة استخبارات أنظمة قمعية مثل أنظمة البعث في سوريا والعراق، والنظام الإيراني، تلاحق المعارضين من مواطنيها في بلدان المهاجِر، كذلك المعارِض العادي غير الناشط في حزب أو هيئةٍ ما.
وبالتالي، فالإسلام برئ من قضية ماكرون الأساسية التي ذكرناها، كما أنَّه نَسِي أو تناسى أمرًا شديد الأهمية، يُحَمِّله هو جزءًا كبيرًا من المسؤولية؛ فهو في النهاية رئيس السلطة التنفيذية في بلاده، وبالتالي فإنَّ الدمج مسؤوليته، ولا يمكن بحال تحميل الإسلام، أو ملايين المسلمين مسؤولية خطايا حكوماتهم القمعية، والحركات الدينية المتطرفة والإرهابية، وفوق ذلك، تقصير ماكرون وحكومته. نقارن ذلك مع ما تفعله الحكومة الألمانية والحكومة البريطانية في هذه النقطة؛ سوف نجد بَوْنًا شاسعًا بين هذا وذاك.
ماكرون في النهاية رئيس السلطة التنفيذية في بلاده، وبالتالي فإنَّ الدمج مسؤوليته، ولا يمكن بحال تحميل الإسلام، أو ملايين المسلمين مسؤولية خطايا حكوماتهم القمعية، والحركات الدينية المتطرفة والإرهابية، وفوق ذلك، تقصير ماكرون وحكومته
ونفس الشيء ينطبق على جرائم العنف والإرهاب التي ينفذها بعض المهاجرين المسلمين في فرنسا وبعض بلدان أوروبا الأخرى، فلا يمكن –بداهةً وعدلاً– أنْ نظلم كل المهاجرين بسبب ممارسات بعضهم، وبالتالي، لا يجب أنْ يتحمَّل الإسلام ذنوب وخطايا أتباعه. هذا بديهي أيضًا.
وفي الأخير... فإنَّ الحديث في هذا الموضوع يطول، بل إنَّ هذه القضايا هي محور نقاشات وأنشطة دعوية كثيرة تحصل طيلة العقود الماضية، ولكن ينبغي هنا في النهاية، إعادة التأكيد على أنَّ تصريحات ماكرون ومسبباتها، بها الكثير من المشكلات التي تخصنا نحن كمسلمين، ومن بينها ما لم يُشِر إليه ماكرون، وإنْ اشترك في بعض جذور أسبابه بجوانب من الصورة السابقة، مثل تراجُع نسبة التَّديُّن في مجتمعات عربية ومسلمة كانت مُتَدينةً بطبيعتها، مثلما أشار استطلاع الباروميتر العربي لصالح هيئة الإذاعة البريطانية؛ فقد انخفضت معدلات الالتزام الديني إلى النصف تقريبًا في اليمن ومصر وتونس والمغرب.
جاء ذلك بسبب رافدَيْن أساسيَّيْن، صراعات الأنظمة مع الحركات الإسلامية، وبسبب ممارسات بعض هذه الحركات على المستوى التنظيمي والسياسي، في ظل الخطيئة الفادحة التي ينبغي أنْ تكون أولوية للعمل الإسلامي في هذه المرحلة، التي جعلت الحركات الإسلامية هي الدين؛ لأنه ينبغي إعادة الأمور إلى أصلها، مِن أنَّ هذه الحركات إنما هي فقط أدوات للعمل الإسلامي.