ونحن ننتصر للحبيب محمد ﷺ

الرئيسية » خواطر تربوية » ونحن ننتصر للحبيب محمد ﷺ
Palestinians protest against cartoons by French magazine

عظيمةٌ هي محبةُ المسلمين لنبيهم الكريم، وإجلالُهم له، واستعدادُهم لافتدائه والذود عنه صلى الله عليه وسلم، خاصة حين يتعرض له الأعداء والسفهاء بالسوء، كما جرى ويجري هذه الأيام.

ونحن في ذكرى ميلاده الشريف في ربيع الأول الجاري، نستحضر مقامه السامي عليه الصلاة والسلام، حيث الرحمات والبركات، والجمال والبهاء، وحيث الكمال البشري في أعلى درجاته وتجلياته: عبادةً، وخُلُقاً، وقدوةً، وجهاداً، وبناءً لخير أمة أُخرجت للناس، وقيادةً لأعظمِ نجاحٍ وتغيير في مسيرة التاريخ.

لذلكم، حُقَّ لنا، بل هو الواجب الكبير، أن نسارع إلى الانتصار لرسولنا الحبيب، والدفاع عن حياضه، وإظهار غضبنا العارم في وجه المتطاولين والحاقدين، بكل شجاعة ومبدئية وخلقٍ رفيع، فلئن فاتنا شرف الصُّحبة، فما فاتنا شرف الاتباع والافتداء .

لكنّها مناسبةٌ كذلك لتعزيز هذا الحب العظيم، والتدليل عليه، وسقايته من أرواحنا وسلوكنا، بمزيد من طاعته صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسنّته في كل أحوالنا وتفاصيل حياتنا.

وما أحوجَنا، نحن العاملون لقضيةٍ مقدسةٍ بحجم فلسطين، وأمثالنا من أصحاب القضايا الكبيرة في أمتنا، والذين تمتد الصُّحبة بينهم في ميدان التضحية والجهاد عقوداً طويلة من الزمن، وهم معرضون للخطر أكثر من غيرهم قتلاً وشهادة، {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ}، ..

ما أحوَجنا جميعاً إلى الحرص الشديد على اتباع سنة رسولنا الكريم وهَدْيِه دائماً، لا سيّما في تلك الأمور الحيوية التي نعرفها جميعاً، وتَعْرِض لنا في الطريق، ولها أثرها العميق في نفوسنا وأُخوّتنا، وصُحْبَتِنا ومسيرتنا، كما لها قيمتها النوعية في أدائنا ونجاحنا، وفي صورتنا وهيبتنا.

ما أحوجَنا، نحن العاملون لقضيةٍ مقدسةٍ بحجم فلسطين، وأمثالنا من أصحاب القضايا الكبيرة في أمتنا إلى الحرص الشديد على اتباع سنة رسولنا الكريم وهَدْيِه دائماً، لا سيّما في تلك الأمور الحيوية التي نعرفها جميعاً، وتَعْرِض لنا في الطريق، ولها أثرها العميق في نفوسنا وأُخوّتنا، وصُحْبَتِنا ومسيرتنا

صُوَر وأمثلة ولَمَحات

فدعُونا – أحبتي – ونحن ننتصر للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ونعظِّم حُبّه وتوقيره في قلوبنا وسلوكنا، أن نلتزم حقيقةً، ونصّاً وروحاً، بهديه وأقواله وأحاديثه الشريفة بهذا الشأن، مما يَصلُح به حالُنا ويزكو، ونحن في أمسِّ الحاجة إليه ، وذلك مِنْ أمثال الأحاديث الكريمة التالية:

- (لا يُؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحِبُّ لنفسه).

- (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيّئةَ الحسنة تمحها، وخالق الناسَ بخلُقٍ حسن).

- (يا عقبة بن عامر: صِلْ مَنْ قَطَعَك، وأعطِ مَنْ حَرَمَك، واعْفُ عَّمن ظلمك).

- عن عليّ رضي الله عنه قال: وجدنا في قائم سيف رسول الله: (اعفُ عمّن ظلمك، وصِلْ من قطعك، وأحْسِنْ إلى مَنْ أساء إليك، وقل الحقَّ ولو على نفسِك).

- (ما مِنْ أمير عَشَرَةٍ إلا يُؤتى به يوم القيامة مَغلولاً، لا يفُكُّه إلا العدل، أو يوبقُه الجور).

- (أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مُقسِطٌ موفّقٌ، ورجلٌ رحيم رقيقُ القلب لكل ذي قُربى ومسلم، وعفيفٌ مُتًعفِّفٌ ذو عيال).

- (لا تُقَدَّس أمّةٌ لا يُقضى فيها بالحق، ولا يَأخُذ الضعيفُ حقّه من القويّ غَيْرَ مُتَعْتَع).

- (المسلم أخو المسلم؛ لا يظلِمُه، ولا يخذُلُه، ولا يحْقِرُه، ...).

- (ارحموا تٌرحموا، واغْفِروا يُغْفَرْ لكم، ...).

- (يُبْصِرُ أحدُكم القَذاةَ في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عَينْه).

- (لا يَسْتُرُ عبدٌ عبداً في الدنيا؛ إلا ستَرهُ الله يوم القيامة).

- (مَنْ عَلِمَ مِنْ أخيه سيِّئةً فسَتَرها؛ ستَر الله عليه يوم القيامة).

- (... لا تغتابوا المسلمين، ولا تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه مَنْ اتبع عوراتهم تَتَبَّع الله عورته، ومن تَتَبَّعَ الله عورته يفضَحْهُ في بيته).

- (إن الأمير إذا ابتغى الريبةَ في الناس أفْسَدَهُم).

- (أحب الناس إلى الله أنفعُهم للناس ..).

- (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً).

- (إنّ احبّكم إليَّ: أحاسِنُكم أخلاقاً، الموطّؤون أكنافاً، الذين يأْلِفُون ويُؤلَفون. وإنّ أبغَضَكُم إليّ: المشّاؤون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبّة، المُلتمِسون للبُرَآءِ العيْبَ).

- (يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنَفِّروا).

- وقال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، حين بعثهما إلى اليمن: (يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتَطاوَعا ولا تَخْتَلِفا).

- (دَبَّ إليكم داءُ الأُمم قبلكم؛ البغضاءُ والحَسّدُ، والبغضاءُ هي الحالِقَةُ، ليسَ حالِقَةَ الشَّعرِ، ولكنْ حالِقَة الدين).

- (لا تَقاطَعوا، ولا تدابَرُوا، ولا تَبَاغَضوا، ولا تحاسَدُوا، وكونوا عبادَ الله إخوانا، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاهُ فوق ثلاث).

- (يطَّلعُ الله إلى جميع خلْقِهِ ليلة النصف من شعبان، فيغفِرُ لجميع خلْقِهِ إلا لمشركٍ أو مُشاحِن).

- (تُفْتَحُ أبواب الجنّة يوم الإثنين والخميس، فيُغْفَرُ لكلِّ عبدٍ لا يُشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كان بينه وبين أخيه شَحْناءُ، فيُقال: أنْظِروا هذْين حتى يصطلحا، أنْظِروا هذْين حتى يصطلحا، أنْظِروا هذْين حتى يصطلحا).
- (لا يدْخلُ الجنّة نمّام).

- (مِنْ أَربى الرّبا استطالةُ المرءِ في عِرض أخيه).

- (مَنْ قال في مُؤمنٍ ما ليس فيه؛ أسكنَهُ الله رَدْغَةَ الخَبَالِ، حتى يَخرُجَ ممّا قال). ردغة الخبال : عصارة أهل النار.

- (المسلمُ من سلِمَ المسلمونَ من لسانِه ويده).

- (دَعْ ما يُريبُك إلى ما لا يُريبُكَ، فإن الصّدَق طُمأنينة، والكذبَ رِيبَةٌ).

- قول عائشة رضي الله عنها: (ما كان مِنْ خُلُقٍ أَبغَضَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ...).

- (ما تَحابَّ رَجُلان في الله إلا كانَ أحبَّهما إلى الله عز وجل أشدُّهما حُبّاً لصاحبه).

- (خيرُ الأصحاب عند الله خيرُهم لصاحبه، وخيرُ الجيران عند الله خيرُهم لجارِهِ).

[ جميع الأحاديث أعلاه صحيحة؛ من البخاري ومسلم، ومن صحيح الترغيب والترهيب للمنذري، بتصحيح الألباني ]

ومع المبادرة إلى هذه الأحاديث الشريفة، نُسارِعُ كذلك - قبلها وبعدها - إلى تلبية نداء ربنا لنا في كتابه الكريم، فنعيش القرآن في حياتنا كما عاشه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونتمثل كلَّ أمرٍ ونهي وتوجيه، ومن ذلك قوله سبحانه:
- " قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ...".

- "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

- "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".

- "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".

- "وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ".

- "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ ".

- "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ".

- "وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ".

- "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ...".

- "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ".

بمثل هذا وذاك، وغيره من صُوَر الاتّباع والاقتداء، والاستقامة على الطريق؛ نُؤكد حبنا بحقّ لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ونرجو بذلك شفاعته وصُحبَته، وأن نكون أقربَ الناس مجلساً إليه في الجنة بإذن الله.

كما نحفظ بهِ ديننا وآخرتنا، وننال رضا ربنا سبحانه وتعالى، ونصون أُخوَّتنا وسلامة صدورنا، ونُعزّز به وحدَتنا واجتماع كلمتنا، ونرسّخ بيننا كل هذه القيم والأخلاق والأعراف الجميلة، نتمثّلها ونُعلي شأنها، فيتوارثها مَنْ يأتي بعدنا حيّةً نقيّة، فتحيا معهم وتربو بهم، ويشهدون آثارها وبركاتها، فيدعون لنا ويترحمون علينا، وننال وإياهم الأجرَ والفضلَ، وصدقةً جارية لا ينقطع ثوابها بإذن الله. "وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ".

والحمد لله رب العالمين

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …