وظيفتان من أصعب الوظائف على الإطلاق: أن تربي إنساناً، وأن تكون أفضل والدٍ بالنسبة له، ومع ذلك، فإن تربية الطفل دون تطبيق قواعد محددة ليست أمراً كافياً، يجب أن تتم المهمة بطريقة تجعلك، عندما "تنتهي"، أن تكون قد أنشأت بالفعل شخصية محبة، ومسؤولة، ومكتفية ذاتيًا، وطيبة القلب، وعطوفة، ورصينة، ومحترمة، لذلك من الضروري البدء في تعلُّم كيف تكون والدًا أفضل.
سترتكب الأخطاء على طول الطريق، لن تكون مثاليًا، بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، لكن الأهم هو أن تقدم أقصى جهد ممكن وأن تستمتع بأبوة رائعة أثناء تربية طفلك، إليك 11 شيئا يجب أن تتذكره في هذه الرحلة الممتعة:
1. استمع
يؤمن بعض الآباء من أنصار المدرسة القديمة بالقول المأثور أن: (الطّفل يُرى ولا يُسمع)، يشعر الطفل بأنك ثروة معرفية كبيرة، ومصدر إلهام في الحياة، يُعدّ الاستماع إلى طفلك من أعظم الهدايا التي يمكنك تقديمها له ، سيشعرون بالتقدير ويكبرون وهم يعلمون أنهم مهمون.
ليس من السهل دائمًا أن تركّز في الاستماع، في بعض الأحيان، يستمر الأطفال في الحديث دون أن يقولوا أي شيء ذي أهمّية، ولكن إذا اعتقدوا أنك تستمع، فسيشعرون بأهميتهم ويزودونك بمعلومات مذهلة.
للأسف ينهمك كثير من الآباء في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي بينما يحاول طفلهم جذب انتباههم دون جدوى، يقول المؤلف سكوت بيك: "لا يمكنك الاستماع حقًا إلى أي شخص وفعل أي شيء آخر في الوقت نفسه، الاستماع الحقيقي والتركيز التام مع الطرف الآخر هو دائمًا مظهر من مظاهر الحب ".
2. قدم الحب غير المشروط
نحن لا نحب أطفالنا لأنهم سيكونون متفوقين في المدرسة، أو نجوما في مجال الرياضة أو غيره، نحن نحبهم لأنهم أطفالنا.
توفير الحب غير المشروط يخلق رابطة آمنة وشخصًا سليمًا ، أن يعرف أنّ لديه حب والديه بغض النظر عما حدث ويحدث، سيجعل الطفل يشعر بالأمان أكثر، إنهم يعرفون أنهم سيكونون محبوبين حتى إن أحدثوا الفوضى، إنهم يعرفون أنهم يستطيعون القدوم إليك بأسوأ حالاتهم وأخطائهم، قد تنزعج، لكن سيبقى حبك كما هو.3. علّم بالقدوة
الأطفال يراقبونك ويستمعون إليك عن كثب، قد تعتقد أنهم لا ينتبهون، وأنهم في الغرفة الأخرى يلعبون بألعابهم، لكنهم يستمعون.
إذا كنت ترغب في تعليم طفلك، كن مثالاً يحتذى به.
على سبيل المثال، إذا كنت تريدهم أن يأكلوا أطعمة صحية، فتناول الأطعمة الصحية، إذا كنت لا تريدهم أن يتعلّموا عادات سيئة، مثل التدخين، فلا تدخن، إذا كنت لا تريدهم أن يكونوا عنيفين، كن مسالمًا، إذا كنت ترغب في تربية طفل جدير بالثقة، فاحفظ وعدك.
إذا كنت تريد تعليم طفلك كيفية التواصل، فتحدث بلطف واستمع بقلب مفتوح، كل ما تريد أن يتعلمه طفلك، كن على استعداد لفعله بنفسك، أنت أفضل معلم !
اقرأ أيضا:10 نصائح لأبوّةٍ رائعة
4. اقضِ الكثير من الوقت معهم
الحياة مليئة بالعمل والمهمات والاجتماعات والمواعيد وما إلى ذلك، من السهل أن تضيع في كل الصخب ولا تترك وقتًا كافيًا لأطفالك، هناك الكثير من الآباء المشغولين الذين يضعون أطفالهم على الأريكة لمشاهدة التلفزيون أو اللعب بالهاتف المحمول أثناء عملهم.
من حين لآخر، هذا ليس بالأمر السيئ، لكن بشكل منتظم، يمكن أن يخلق فجوة بينك وبين طفلك.
يمكنك تجنب أن تكون والدًا غائبًا عن طريق قضاء الوقت مع أطفالك كل يوم، تحدث معهم عن أي شيء؛ اسأل عن يومهم، إذا استطعت، اسمح لهم بمساعدتك في الأعمال المنزلية، على سبيل المثال، تنظيف الملابس أو طيها أو تكديس الأطباق في غسالة الأطباق.
سيشعرون بالرضا عندما يعلمون أنك بحاجة إليهم، ويمكنك استخدام هذا كفرصة لزيادة الترابط الأسري.
5. كن صادقاً
الصدق يخلق الثقة في طفلك، سيعتقد أن ما تقول أنك ستفعله سيتم بصدق، الأطفال مدركون جدا، إذا كنت ستقول شيئا فهذا يعني بالنسبة للطفل أنك تعني ما تقوله.
في بعض الأحيان يقول الآباء أشياءً وينتهي بهم الأمر بعدم فعلها، فإنهم سيقتنعون أن ما تقوله هو تهديدات فارغة، وكلمات بدون أي معنى.
الصدق، أمر بالغ الأهمية في تربية شخص بالغ مسؤول ، يجب أن تكون وواضحًا ومختصرًا، يجب أن يعرف الأطفال أنك تعني ما تقوله إذا أخبرتهم أنهم لن يشاهدوا برامجهم المفضل ما لم يتم الانتهاء من واجباتهم المدرسية، فمن الأفضل أداء الواجب المنزلي، إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يكون هناك برنامج لمشاهدته.6. التركيز على الصفات الإيجابية
عندما يُحسن طفلك التصرف ويهتم بشؤونه الخاصة، فقد تميل إلى عدم الانتباه لذلك، من ناحية أخرى، إذا تصرف بشكل فوضوي، فقد يحظى بالكثير من الاهتمام.
هذا يرسل رسالة مفادها أن الأطفال يجب أن يسيئوا التصرف ليتم التركيز عليهم، وأن الاهتمام السيئ، أفضل من عدم الاهتمام.
الاهتمام الإيجابي أمر بالغ الأهمية، إذا كنت تهتم فقط بالسلوك السلبي لطفلك بينما تتجاهل صفاته الإيجابية، فأنت تسرق منه فرصة أن يقدّم أفضل ما لديه.
ببساطة لاحظ كل الأشياء التي تحبها في أطفالك وقلل من الانتقادات، أثني على الصفات الإيجابية لديه لأن كل ما تقوله غالبًا سيبقى معه لبقية حياته.
لاحظ كل الأشياء التي تحبها في أطفالك وقلل من الانتقادات، أثني على الصفات الإيجابية لديه لأن كل ما تقوله غالبًا سيبقى معه لبقية حياته
7. اعتذر عند الضرورة
كلنا نرتكب الأخطاء، ومع ذلك، هناك بعض الآباء الذين لا يعتذرون بغض النظر عن عدد الأخطاء التي يرتكبونها مع أطفالهم، ويفترضون خطأً أن الاعتذار علامة ضعف.
ارتكاب الأخطاء أمر بشري، إذا فشلت في الاعتذار، فستُفوّت لحظةً قابلة للتعليم حول أهمية تحمل المسؤولية، لأنك بالتأكيد تريد أن يعتذر طفلك عندما يفعل شيئًا خاطئًا.
إذا كذب الأطفال، أو هاجموا طفلًا آخر، أو كسروا شيئًا ذا قيمة، فأنت تريد منهم أن يعترفوا بذلك ويعتذروا عما حدث، خلال هذه اللحظات تُعلّم طفلك أن الاعتذار هو المسار الصحيح لتصحيح الخطأ، إذا لم تفعل الشيء نفسه، فما الذي ستُعلّمه لطفلك بالضبط؟
اقرأ أيضا: 5 أسباب تشرح لمَ يجب أن يتعلم أطفالك من أخطائك
8. اسمح له أن يكون ما يريد
اسمح لطفلك أن يكون كما يريد، وليس من تعتقد أنه يجب أن يكون، ففي النهاية، إنها حياته، ورحلته، أنت موجود فقط لمشاهدة وتقديم الإرشادات عند الضرورة.
9. النمو مع أطفالك
من المهم أن تنمو مع أطفالك وأن تُعدّل طريقة انضباطك وتحدثك معهم.
على سبيل المثال يحتاج المراهقون إلى معالجة أخطائهم بطريقة أخرى، هذه فئة عمرية صعبة وحرجة، وهي فئة تستحق عناية واهتماما كبيرين، لا يمكنك التحدث إلى طفلك البالغ من العمر 16 عامًا كما لو كان لا يزال في التاسعة من عمره!
10. قدّم الدعم
أثناء نمو الطفل، تحدث الكثير من الأشياء التي تولد العديد من المشاعر، بصفتك أحد الوالدين، فأنت تريد أن تأخذ الوقت الكافي لتدعم طفلك فيما يشعر به، لا تتجاهل الأمر وتتصرف كما لو أن مشاعره ليست مهمة.
إذا لم تأخذ مشاعر طفلك بالحسبان، فسيعتقد أن مشاعره غير مهمة وسيتعلم عدم مشاركتها على الإطلاق ، وأنت لا تريد ذلك بالطبع.عندما تستشعر أن طفلك يشعر بالحزن حاول أن تقول: "لا بد أنك تتألم حقًا، إذا كنت تريد التحدث، فأنا هنا للاستماع ".
11. اطرح أسئلة مفتوحة
بدل أن تطرح سؤال: "كيف كانت المدرسة اليوم؟"، اطرح سؤالا مفتوحا مثل: "ما هو أفضل جزء في يومك؟".
لن يقول طفلك: " كان جيدا"، بل سيضطر للتوقف والتفكير في بعض الحوادث التي حدثت بالفعل، لا يهم ما سيقوله لك، فالمفتاح هو حمله على التحدث، هذه هي الطريقة التي تكتشف بها ما يجري في حياته.
الأسئلة المفتوحة هي المفتاح للحصول على معلومات أكثر مما تتخيل!
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: https://www.lifehack.org/885123/how-to-be-a-better-parent