خواطر حول تربية وتدريس الأولاد

الرئيسية » بأقلامكم » خواطر حول تربية وتدريس الأولاد
1445525718-father-reading-to-son

1. لا يجوز مطلقا أن يتم مناقشة المسائل الخلافية في التربية بين الوالدين في حضور الأولاد.

2. كما أنه لا يجوز مطلقا أن تكون المناقشة بالعصبية والتشنج.

3. الضرب والتهديد، والصراخ، والعويل، والتقريع، والتوبيخ، والاستهزاء، والإهانة في التعامل مع الأولاد: كلها تصرفات عميقة الضرر في نفسية الأبناء فهي امتهان لكرامة الطفل وتحطيم لسعادته وتنشيء العقد النفسية، زد على ذلك أن هذه كلها أساليب الفاشلين العجزة.

4. إن حب الوالدين لأولادهم لا يعني –بالضرورة- أن أساليبهم التربوية ناجحة... هناك العديد من الأمثلة على آباء دمروا حيوات أبنائهم بسبب حرصهم على نجاح أولادهم دراسيا ومهنيا.

5. الاستمرار باستخدام الأساليب السابقة في توجيه الأبناء نحو الدرس والتحصيل يعني ارتباط الدراسة بالضغط النفسي الحاد الناجم عنه.

6. أزعم أن الغالبية العظمى من الآباء لا يفهمون المعنى الحقيقي للدراسة، فهم يعتبرون أن نجاح الطالب مرهون بنجاحه في تحصيله كماً من المحفوظات الذهنية، وهذا خطأ. فليس المطلوب من الطالب أن يكون "سجلّ أرقام" أو "سجلّ مصطلحات" أو "سجلّ حوادث وتواريخ".

7. الهدف من العلوم أن يصبح الطالب أكثر قدرة على تخيل الحياة والبيئة، والتعاطي والتفاعل معهما، وأكثر قدرة على التفكير والإبداع والاستنباط، وأكثر قدرة على مواجهة الحياة وحل المشكلات والتعامل مع المستجدات، وأكثر قدرة على العطاء والإنجاز واستثمار والوقت والحياه، وأكثر قدرة على تحقيق السعادة لنفسه و للآخرين.

8. أسلوب "التلقين" ربما ينجح مع المعاقين عقليا (مع عدم التسليم بهذا)، لكنه بكل تأكيد لا ينجح مع الطالب العادي، بل الطالب الذكي والمتفوق.

9. لماذا نحرص على تعليم أبنائنا ؟
هل لنفخر بهم على الملأ؟
أنا أعتقد أن هذا سبب أناني، أو لنقل: سبب ناقص، لأن هذا يعني أننا نعدّهم لأجل ذواتنا.

10. الصواب هو: التربية بأسلوب "استشراف المستقبل"
والتربية بأسلوب "التخطيط للمستقبل"
وأسلوب "القدوة"
وأسلوب "تحفيز التفكير الإبداعي"
واسلوب صداقة المعلم والتلميذ"
وأسلوب "حب المعرفة"
وهي بلا شك : أساليب ناجحة تماما.

11. من الأخطاء الفادحة المستخدمة بكثرة في التدريس: أسلوب التدريس النصّي، بمعنى تتبع النص كلمة كلمة، وهذا أسلوب قاتل ومميت، للأسباب التالية :

• لأنه يلغي شخصية الطالب في حضور معلمه، ومعناه عدم القدرة على الدراسة المنفردة – يعني إلغاء الاجتهاد الذاتي.

• في هذا الأسلوب "إعارة العقل للآخرين"

• سيدرس الطالب بذهنية مغلقة، متلقنة، تقوم على أن ما في النص هو كل العلم.

• لن يطور الطالب لنفسة أساليبه الخاصة في الاستذكار والقائمة على أسلوب التجربة والخطأ، والتي لا بد أن يحتاجها عاجلا أو آجلا.

12. المنهاج، ما هو المنهاج ؟

نحن ندرس عن طارق بن زياد، وابن تيمية، وتوماس أديسون...

يحرص الأب أن يستذكر ابنه هؤلاء من جوانب معلوماتية، اسماؤهم، تاريخ ولادتهم، منجزاتهم... بينما يفشل أغلب الآباء في يسكب في روح ابنه شجاعة طارق، وحنكته، وتخطيطه... ويفشل في أن يظهر ابن تيمية عالما ربانيا مجاهدا داعية... ويفشل في تقديم توماس أديسون قدوة في المثابرة والعبقرية وتحقيق المنجزات العلمية.

13. يجب أن يفهم الطالب أن مصلحته ومستقبله في الدراسة والاستذكار، ويجب أن يشرح هذا له بتركيز وعمق، مع الأمثلة الملائمة.
وهذا بشرط أن تلقى هذه الفقرة على مسامع الطالب مرة واحدة فقط، او تعاد على فترات متباعدة جدا، وكلما تقدم العمر بالطالب زادت أزمان التباعد حتى تنقطع، وتعتبر من البديهيات التي لا يليق التذكير بها.

ولذلك: لا يجوز أن تكون هذه الفقرة وجبة صباحية تلقى على مسامع الطفل صباح مساء كلما غدا أو راح... عندئذ : ستصبح هذه معزوفة ثقيلة كأنها أوساخ في الأذن، وسيكون مفعولها عكسيا.

بعض الآباء يظن أنه بتكرارها يؤدي واجبه تجاه مصلحة ابنه، وهو واهم، بل هو يؤذي ابنه ويضر مستقبله.

14. الأفضل في أساليب التربية أن ننتقل فورا إلى الناحية العملية، فبدل أن نكرر على مسامع أولادنا:
ادرس يا ابني
ادرس يا ابني
ادرس...
الأفضل أن يقال له مثلا: ماذا درست اليوم؟ فإذا أجاب: درسنا عن خالد بن الوليد، وهنا أيضا نتحلى بالعملية، فبدل أن نسأله عن اسمه وتاريخه نسأله: ماذا أعجبك في شخصيته؟ كيف غدا بطلا؟ هل تحب أن تصبح مثله؟ كيف السبيل إلى ذلك؟ وفي ثنايا هذا النقاش يتم أعطاء جرعات من المادة المطلوبه في منهجه، ويتم توظيفها في تحفيز التفكير الإبداعي والخيال والقدوة والهمة... مع التأكيد أن نوعية هذه المتابعة يجب أن تتوافق مع مرحلته العمرية، ولكل مرحلة ظروفها.

15. يجب أن يعامل الطالب كرجل مسؤول، وأن يقدر ذكاؤه ويحترم.

إذا عاملناه كرجل سيتصرف كرجل، وإذا عاملناه كطفل سيتصرف كطفل.

بدل توبيخه على أمر ما (وبخاصة الأشياء اليومية والتافهة) فالأجدر أن يقال له: هذا لا يليق بك، فإنك أسمى من ذلك.

16. يجب أن يتحول جو التعليم كله إلى جو مشبوب بالمرح والمنافسة والحيوية والنشاط (مع عدم الإخلال بالجدية – فإن تحويل الجلسة إلى مساخر ومهازل له ضرر أكبر).

17. فلندرك أن أبناءنا ولدوا ليعيشوا حياتهم، لا لنعيش نحن حياتهم، يجب أن نتركهم، وعلينا فقط المراقبة والتوجيه عن بعد. فالطفل ليس "روبوت" يتم توجيهه بالتحكم عن بعد.

18. الزمن يتغير، وعلينا إدراك ذلك، وأن أهم ما يتعلمه الطفل هو التكيف مع البيئة وتغير الزمن، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق تحفيز العقل والإبداع.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …