شهادات 33 من المنصفين الفرنسيين في حق النبي الأمين ﷺ (2-3)

الرئيسية » بأقلامكم » شهادات 33 من المنصفين الفرنسيين في حق النبي الأمين ﷺ (2-3)
books152

إننا لا نجد عاقلاً يُنكر ضوء الشمس، ولا نجد عاقلاً يُنكر عذوبة مياه النهر، كذلك لا نجد عاقلاً ينكر نبوة المصطفى ﷺ، مهما كانت ديانته ومهما كان ما يعتنقه من فكر وثقافة، ومن يفعل ذلك فإن في قلبه ضغينة وفي عقله لوثة من خبال.

قد تُنْكِرُ العَيْن ُضَوْءَ الشَّمْسِ مِنْ رَمَدٍ *** وينكرُ الفـمُ طعمَ الماءِ مِن َسَقمِ

إن المنصفين من قادة وعلماء وأدباء ومفكرين وفلاسفة العالم أجمع -مع اختلاف مشاربهم- يوقنون أنه لو تجرأ واحد منهم على أن ينال من قدر المصطفى ﷺ فإنه بذلك ينسف تاريخ نفسه كاملاً من القواعد، بل ويوقن أنه يكتب بنفسه شهادة وفاة تاريخه مهما قدم للبشرية من جهد ومهما خلف من تراث وعلم وثقافة.

إن شهادات المنصفين في حق النبي الأمين ﷺ لم تكن يوماً خبط عشواء ولكنها ناتجة عن دراسة موضوعية مستفيضة لسيرة وحياة النبي ﷺ، لذلك استحقت هذه الشهادات أن تكون نموذجاً يُحتذى وأن ينظر إليها بعين الاعتبار كل باحث عن الحقيقة في عالم يموج بفتن كفتن الليل المظلم.

من هذا المنطلق نجد أنه ما من منصف من قادة وعلماء وأدباء ومفكرين وفلاسفة العالم إلا وتحدث حديثاً يليق بقدر النبي ﷺ ورفعة مقامه .

في موضوعنا هذا سيقتصر الحديث عن شهادات المنصفين الفرنسيين في حق النبي الأمين ﷺ وذلك بمناسبة حملة الإساءة التي تشنها فرنسا راعية الصليبية وحاضنة الشواذ أو كما يقول المثل الانجليزي "مرحاض أوروبا"، حيث يقول المثل الانجليزي "لو كانت أوروبا منزلاً لكانت بريطانيا هي البهو وإيطاليا هي المطبخ وفرنسا هي المرحاض".

تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن شهادات 10 من المنصفين من قادة وعلماء وأدباء ومفكرين وفلاسفة فرنسا في حق المصطفى ﷺ، وفي هذا الجزء سنلقي الضوء على المزيد من الشهادات بإذن الله تعالى.

11- شهادة المستشرق الفرنسي سيديو
ولقد بلغ محمد من العمر خمسًا وعشرين سنة استحق بحسن سيرته واستقامته مع الناس أن يلقب بالأمين ثم استمر على هذه الصفات الحميدة حتى نودى بالرسالة ودعا قومه إليها فعارضوه أشد معارضة، ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه، وما زال في قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، ويفيض عليهم من عمله وأخلاقه.

12- شهادة المستشرق الماركسي الفرنسي "كلود كاهن" الأستاذ بجامعة ستراسبورغ بباريس
اصطبغت شخصية محمد بصبغة تاريخية قد لا تجدها عند أي مؤسس من مؤسسي الديانات الكبرى.

13- شهادة المؤرخ الفرنسي سيلو
إن قانون نابليون منقول عن كتاب فقهي في مذهب الإمام مالك هو "شرح الدردير على متن خليل".

14- شهادة المستشرق الفرنسي "سِلفستر دي ساسي" الملقب بـ "شيخ المستشرقين الفرنسيين".
محمد الرسول المفكر، وصاحب الآراء السديدة النيرة، والمبادئ الخيرة، الذي عرف عنه: "أنه بليغ في منطقه، رشيد في رأيه، نشيط في دعوته".

15- شهادة المؤرخ الفرنسي إرنست رينان
ما دخلت مسجداً قط، دون أن تهزني عاطفة حادة، وبعبارة أخرى، دون أن يصيبني أسف محقق أنني لم أكن مسلماً.

16- شهادة الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري
‏حضارتنا تنهار وتنحدر نحو العدمية منذ الحرب العالمية الثانية، لقد وصلت إلى نهاية المطاف، وآن لنا أن نعلن الحداد عليها ‏بينما ‫الإسلام ‬حضارة بلا حدود بتشريعاته ونُظُمه وروحانياته.‬‬‬‬‬‬‬‬‬

17- شهادة المستشرق الفرنسي "إدوار مونته":
عُرِف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.

كما يقول "مونتيه" أيضاً: "كان محمدٌ (ﷺ) كريمَ الأخلاق، حسَنَ العِشرة، عَذْب الحديث، صحيحَ الحكم، صادق اللفظ، وقد كانتِ الصفاتُ الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ، والاقتناع التام بما يعمله ويقوله".

ويقول كذلك: ندُر بين المصلحين مَن عُرِفتْ حياتهم بالتفصيل مثل محمد (ﷺ) وإنَّ ما قام به من إصلاح أخلاق وتطهير المجتمع؛ يُمكِن أن يعدَّ به من أعظم المحسنين للإنسانية.

ويقول: كان محمد نبياً بالمعنى الذي كان يعرفه العبرانيون القدماء، ولقد كان يدافع عن عقيدة خالصة لا صلة لها بالوثنية، وأخذ يسعى لانتشال قومه من ديانة جافة لا اعتبار لها بالمرة، وليخرجهم من حالة الأخلاق المنحطة كل الانحطاط، ولا يمكن أن يشك لا في إخلاصه، ولا في الحمية الدينية التي كان قلبه مفعماً بها.

18- شهادة الفيلسوف الفرنسي الشهير جان جاك روسو
لم ير العالم حتى اليوم رجلاً استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا "محمداً" ولو لم يكن قد بدأ حياته صادقاً أميناً ما صدقه أقرب الناس إليه، خاصة بعد أن جاءته السماء بالرسالة لنشرها على بني قومه الصلاب العقول والأفئدة، لكن السماء التي اختارته بعناية كي يحمل الرسالة كانت تؤهله صغيراً فشب متأملاً محباً للطبيعة ميالاً للعزلة لينفرد بنفسه".

19- شهادة الباحث الفرنسي "إدوار بروي"
جاء محمد بن عبدالله، النبي العربي وخاتم النبيين، يبشر العرب والناس أجمعين بدين جديد، ويدعو للقول بالله الواحد الأحد، وكانت الشريعة "في دعوته" لا تختلف عن العقيدة أو الإيمان، وتتمتع مثلها بسلطة إلهية ملزمة، تضبط ليس الأمور الدينية فحسب، بل أيضًا الأمور الدنيوية، فتفرض على المسلم الزكاة، والجهاد ضد المشركين، ونشر الدين الحنيف، وعندما قبض النبي العربي، عام 632م، كان قد انتهى من دعوته، كما انتهى من وضع نظام اجتماعي يسمو كثيرًا فوق النظام القبلي الذي كان عليه العرب قبل الإسلام، وصهرهم في وحدة قوية، وهكذا تم للجزيرة العربية وحدة دينية متماسكة، لم تعرف مثلها من قبل.

20- شهادة المفكر الفرنسي هنري ماسيه
بفضل إصلاحات محمد (ﷺ) الدينية والسياسية فإن العرب وعوا أنفسهم وخرجوا من ظلمات الجهل والفوضى، ليعدّوا دخولهم النهائي إلى تاريخ المدنية.

21- شهادة الطبيب والمؤرخ والمستشرق الفرنسي جوستاف لوبون
إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد ﷺ من أعظم من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمداً ﷺ مع أن التعصّب أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله.

كما يقول "لوبون" أيضاً: "إن محمداً (ﷺ) رغم ما يشاع عنه (يعني من قبل المخالفين له في أوربا) قد ظهر بمظهر الحلم الوافر والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة جميعاً".

ويقول "لوبون" كذلك: إنني لا أدعو إلى بدعة مُحْدَثة، ولا إلى ضلالة مستهجَنَة، بل إلى دين عربي قد أوحاه الله إلى نَبِيِّه محمد، فكان أمينًا على بثِّ دعوته بين قبائل تلهَّتْ بعبادة الأحجار والأصنام، وتلذَّذَتْ بتُرَّهَات الجاهلية، فجمع صفوفهم بعد أن كانت مبعثرة، ووحَّدَ كلمتهم بعد أن كانت متفرِّقَة، وَوَجَّهَ أنظارهم لعبادة الخالق، فكان خير البرية على الإطلاق حُبًّا ونسبًا وزعامة وَنُبُوَّة، هذا هو محمد الذي اعتنق شريعته أربعمائة مليون مسلم، منتشرين في أنحاء المعمورة، يُرَتِّلُونَ قرآنًا عربيًّا مبينًا.

ويقول "لوبون" في موضع آخر: "فرسول كهذا جدير باتِّبَاع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته؛ إذ إنها دعوة شريفة، قِوَامُهَا معرفة الخالق، والحضُّ على الخير، والردع عن المنكر، بل كل ما جاء فيها يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، وهو الذي أدعو إليه جميع النصارى.

ويقول: عامل محمد قريشاً الذين ظلوا أعداءً له عشرين سنة بلطف وحلم، وأنقذهم من ثورة أصحابه بمشقة، مكتفيًا بمسح صور الكعبة وتطهيرها من الأصنام الـ360 التي أمر بكبها على وجوهها وظهورها، وبجعل الكعبة معبدًا إسلاميًا، وما انفك هذا المعبد يكون بيت الإسلام.

ويقول: ولا يمكن إدراك أهمية شأن العرب إلا بتصور حال أوربا حينما أدخلوا الحضارة إليها، إذا رجعنا إلى القرن التاسع والقرن العاشر من الميلاد، حين كانت الحضارة الإسلامية في إسبانيا ساطعة جدًّا، رأينا أن مراكز الثقافة في الغرب كانت أبراجًا يسكنها سنيورات متوحشون يفخرون بأنهم لا يقرءون، وأن أكثر رجال النصرانية معرفة كانوا من الرهبان المساكين الجاهلين الذين يقضون أوقاتهم في أديارهم ليكشطوا كتب الأقدمين النفيسة بخشوع.

ويقول: ولم ينتشر القرآن بالسيف إذن، بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرًا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند، التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل، ما زاد معه عدد المسلمين على خمسين مليون نفس فيها، ويزيد عدد مسلمي الهند يومًا فيومًا مع أن عدد الإنجليز الذين هم سادة الهند في الوقت الحاضر يجهزون البعثات التبشيرية ويرسلونها تباعًا إلى الهند لتنصير مسلميها على غير جدوى.

في هذا القدر كفاية وللحديث بقية في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …