لا يختلف اثنان أن سنة 2020م سنة مزعجة، وسنة صعبة على كل المستويات، على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدول والإنسانية جمعاء، لكن ثمة قراءة أخرى لها، وهي من الوجه المشرق، من الجانب الإيجابي، انطلاقاً من مبدأ رب ضارة نافعة، وفي المحن تولد المنح.
نعم مرت علينا سنة 2020 بحلوها ومرها، وخيرها وشرها، وآلامها وآمالها، ولكن لا تخلو من إيجابيات وحسنات في أحداثها ووقائعها.
ولو لم يكن من نعيم عام 2020م من إظهار الضعف الإنساني على حقيقته بإمكانياته الهائلة الضخمة، أمام القدرة الإلهية المطلقة؛ لكفى، وفيروس "كورونا" الكائن الصغير، الجندي البسيط، الذي لا يُرى بالعين المجردة، أبلغ درس وأعظم مثال؛ حيث أرعب البشرية قاطبة، وحبسها في داخل أوطانها وفي جغرافيتها، وفي بيوتها ومساكنها، ولا زال.
نعم بسببه فارقنا أخلاء وزملاء وأصدقاء، وأفضوا إلى رب الأرض والسماء، عليهم سحائب الرحمات، ونحسبهم بإذن الله شهداء، وقد يكون خير لهم هروباً من هذا الواقع المأزوم والمشؤوم.
وثمة هناك شيء إيجابي لسنة 2020م في أنها أظهرت الخبث، وكشفت اللبس، وأسفرت عن مواقف غير لائقة لدول مسلمة، تجاه قضيتنا الأم "قضية الصراع العربي الصهيوني" إذ لا يمكن لهذه القضية العظمى أن يقف في صفها الجبناء والمدَّجنون والخانعون، أما الشرفاء والعظماء والأحرار من هذه الأمة، فهم إلى جانبها ثابتون على مواقفهم ثبات الجبال، فتفاءلوا وأبشروا وأمِّلوا، ولابد لليل أن ينجلي.
# وداعاً-2020م
# مرحباً-2021م