الله الله في نساء الشهداء وأمهاتهم!
الله الله في نساء الأسرى وأمهاتهم!
الله الله في نساء المُهاجرين والمُطاردين وأمهاتهم!
الله الله في كل من نذرت نفسها لتحمي العرين وتصون الشرف وتفي بالعهد في غياب عائلها فلم تبدل ولم تتنكب الطريق ولم تخن ولم تمن بما تقدم، بل تحملت كل ذلك طواعية وعن طيب خاطر صابرة محتسبة طامعة فيما عند الله وهي توقن بأن ما عند الله خير وأبقى.
إن من تفعل ذلك ليست كباقي النساء لذلك آثرت أن أقول (ولهؤلاء على النساء درجة)!
ليكن ذلك درباً من التكبر والتهور والجنون.
وليكن ذلك تعالِياً في مِحراب التواضع.
ولتكن هذه مبالغة في غير موضعها.
سمِّها ما شئت .. ولكنها حقيقة دامغة وصراحة سابغة ويقين راسخ.
سمِّها ما شئت .. فهذه عقيدتي وقناعتي وعلى مسئوليتي.
إلى كل من يُغدق على أمه أو زوجته أو أخته أو ابنته أو حتى جدته من العطايا والأحضان والقبلات فيما يسمونه "عيد الأم"!
وإلى كل من ينسج فيهن شِعراً ويدبِّج لهن نثراً في هذا اليوم!
اعلم يا هذا أن كل ما تفعله حواشي لمتن أصله عند من ذكرت أنا من النساء!
واعلم يا هذا أنك لم ولن تبلغ سبر أغوار حقيقة أفعال من ذكرت أنا من النساء ولا فك رموز ما يقدمنه ويعايشنه طالما أنك لم تعايش هذا المتن ولم تذب بكل كيانك في كل تفاصيله، فعقلك القاصر لن يُسعفك على فهم ولا تخيل ما أقول!
يا هذا
هؤلاء النساء ناءت بأكتافهن أحمال الرجال في زمن عزَّ فيه الرجال!
يا هذا
هؤلاء النساء يحمِلن ويتحملن في قلوبهن هموماً لا يتحملها بشر، ورغم ذلك لا ترى الواحدة منهن إلا صابرة محتسبة تتمتم بعبارات الرضا ويلهج لسانها بأوراد السَّكينة وكلها يقين أن من فرض عليها هذا الابتلاء لن يُضيِّعها أبداً!
يا هذا
هؤلاء النساء يعتصر قلب إحداهن ألماً ويمتليء جوف إحداهن ناراً غير أنها لا تسكب دمعة أمام شامت ولا أمام طامع ولا تشتكي إحداهن إلا لمن هو قادر على تفريج كرب العباد ومن هو قادر على أن ينزِّل على قلبها برداً وسلاماً سبحانه وتعالى.
يا هذا
هؤلاء النساء هن أيقونة العفة ورمز الشرف ووسام على صدر الشرفاء وتاج على رؤوسهم.
يا هذا
هؤلاء النساء تمت تربيتهن في بيوت رجال ليكُنَّ مصانع للرجال وأمهات للأبطال.
يا هذا
هؤلاء النساء سيذكر التاريخ الواحدة منهن بأحرف من نور، وسيذكر أن تراب نعل إحداهن يستحق أن تكتحل به أعين العذارى وأن تُخضَّب به أيدي الشباب.
يا هذا
احذر أن تدعي الفهم وتسمي هذه الكلمات فلسفة عبثية ولا صولات عنترية أو تصفها على أنها ادِّعاء ليس في مكانه .. أو أن تسميها تنسكاً مبالغ فيه!
يا هذا
احذر من الاقتراب من هذا الصرح فإن للحِمَى حُرَّاسه وللقصر أسواره وللأبواب أقفالها .
عفواً
إنني لا أريد أن أقرَّعك بكلماتي ولا أن أمنَّ عليك بما لدينا من مخزون من النساء ولكني أردت أن أسطر (كليمات) شكر وعرفان وتقدير لمن أعطين وبذلن وتحملن وصبرن ولمن لولا عطائهن وبذلهن وتحملهن وصبرهن ما رأيت ولا قرأت عن أساطير رجالنا المغاوير الأبطال.
عفوا
إنني لا أريد أن أقلل من شأن أمك ولا زوجتك ولا أختك ولا ابنتك ولا أحد من النساء حفظهن الله جميعاً ولكني أريد أن أحق الحق وأعترف به لأهله فـ (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).
عفواً يا هذا
ألم أقل لك (ولهؤلاء على النساء درجة).
ولا نقول إلا ما علمنا والله حسيبنا وحسيبهن ولا نزكي على الله أحداً.
لله دركن وعلى الله أجركن .. اللهم اجزهن خير الجزاء وعوِّضهن خيراً واجعلهن في حفظك ومعيتك ورعايتك.