ماذا نقول لأولادنا عن الأقصى وفلسطين؟

الرئيسية » خواطر تربوية » ماذا نقول لأولادنا عن الأقصى وفلسطين؟
Palestinian children hold models depicting the Dome of the Rock during a protest near the central Gaza Strip

في هذا المقالة، أنقل لكم حوارًا دار بيني وبين أبنائي حول ما يجري في فلسطين، مع الإشارة إلى أني لا أنتظر مناسبة حتى أحدثهم عنها، بل هي قضيتنا الدائمة، لكن الآن وبما أننا في ظروف طارئة، أعدت تذكيرهم والحوار معهم.

أنا: يوجد في القرآن الكريم آية ذكرت المسجد الأقصى؟
هم: نعم، في سورة الإسراء.
ذكرتُ لهم الآية {بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ}. [سورة الإسراء 1]

ثم سألتهم: إذن ما هي أهمية المسجد الأقصى لنا؟

أجابوا: مسرى نبينا... ومصلى الأنبياء... وأولى القبلتين...ثالث الحرمين... أحد ثلاث مساجد تشد الرحال إليها.

ثم فتحت فيديو لمصلين يصلون التروايح ويضايقهم ويعتدي عليهم الصهاينة.. وجعلتهم يرونه.

عبسوا وقالوا: ماذا يفعلون لهم؟

أجبت: يضايقونهم، كي يتخلوا عن أراضيهم وبيوتهم، ويتركوا المسجد الأقصى ولا يصلوا فيه، هناك حي قريب للأقصى اسمه حي الشيخ جراح، ويريد الصهاينة أن يخرجوا الفلسطينيين من بيوتهم، ويُسكنوا فيها اليهود، تخيل أن يأتي أحد ليطردنا من بيتنا، ما هو شعورك؟
لكنهم يقاومون، هم مرابطون.

سألوني:" ماذا يعني مرابطين؟ "
أنا:" يعني كأنهم مربوطون في الأرض، كي لا يشدهم أحد ما خارجها، وكي لا يتركوها ويغادروها، رغم كل أذى الإسرائيليين.

سألوا: "ألا يستطيعون مغادرتها، كي يعيشوا بهدوء بدون مضايقات الإسرائيليين"؟

أنا:" بلى يستطيعون، لكنهم لا يريدون، ويفضلون تحمّل كل الأذى ولا يتركونها.

هنا أعدت تذكيرهم بأهمية المسجد الأقصى لأني شعرت بأن الحوار تشعب وشردوا، فقلت:
دعونا نتذكر أهمية المسجد الأقصى لنا.

بعد أن تذكرنا أكملت: كل بلاد المسلمين هي لنا ولن نسمح لأحد أن يأخذها منا، لكن للمسجد الأقصى خصوصية زائدة.

ثم سألتهم:" ماذا يمكننا أن نفعل لهم؟ "

أجابوا:" نرسل لهم جيوشًا ليساعدوهم... انفطر قلبي من الجواب، مازال صغارنا أنقياء ولا يعلمون شيئاً عن ظلام العالم... لكن أردت أن أجعل تركيزهم ينصب على مسؤوليتنا الشخصية، فسألت: "أنا أتكلم عنا نحن كعائلة، ماذا يمكننا أن نفعل؟ "

لم أسمع إجابة منهم!
أجبت:" ندعو! لهم، خاصة في هذه الأيام المباركة، وأيضًا نتعلم أقصى وأفضل ما نستطيعه من العلم".

ثم سألتهم:" لماذا الإسرائيليون اليوم متفوقون علينا وأقوى منا؟ "
ردوا:" لأن أمريكا تدعمهم"!

وأيضًا؟
هم:" أن عندهم أحدث تقنيات التعليم!

أنا:" أحسنتم، ولذلك نحن أيضًا يجب أن نتزود بأحدث تقنيات التعليم، وأيضًا لأنهم يتقنون لعبة الإعلام"!

هم:" ماذا يعني لعبة الإعلام؟"
يعني عندهم برامج، صحف ومجلات، ووسائل تواصل اجتماعي، ينشرون فيها ويوهمون العالم أنهم مظلومون، وأن هذه الأرض أرضهم والفلسطينيون هم الذين يؤذونهم ولا يريدون العيش بسلام معهم.

سألوني:" الإسرائيليون لماذا يريدون أخذ الأقصى، ألا يعلمون أنه مقدس للمسلمين؟ "

نعم يعلمون، لكن يقولون أن تحته هيكل سليمان، وهم يريدون إقامة الهيكل، وهناك ما يسمى حائط المبكى وهو مقدس لليهود.

هم: ماهو هيكل سليمان؟

شرحت لهم باختصار عن سليمان وداوود عليهما السلام وعلاقة اليهودية بهما.

وفي النهاية ذكّرتهم بأن نصر الله قريب منا، لكن علينا أن نعد العدة ما استطعنا، وألا نستهين بأي عمل نقوم به مهما كان صغيرًا.

أعاد الله لنا المسجد الأقصى محررًا، وجعل لنا سهمًا في تحريره.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
صيدلانية، ومستشارة أسرية، صدر لها عام 2016 كتابين للأطفال، وكتاب للكبار بعنوان "تنفس". كتبت الكثير من المقالات التربوية والفكرية والاجتماعية على بعض المواقع والمجلات، و قدمت العديد من الدورات التطويرية والتربوية.

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …