افتح مُصحفك

الرئيسية » خواطر تربوية » افتح مُصحفك
quran25

القرآن الكريم، هو كلامُ الله تعالى المُنزَّل على النبي مُحمَّدٍ ﷺ عن طريق أمين الوحي جبريل عليه السلام، المُعْجِز بلفْظه ومعناه، المُتعبَّدُ بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المكتوب في المصاحف من أَوَّلِ سورة الفاتحة إلى آخِرِ سورة الناس.

القرآن الكريم، اطمئنان للقلوب، وشفاء لما في الصدور، وسعادة لكل مهموم، وهدى لكل من أراد الهداية، فيه أحسن القصص، وقصصه كلها عظات وعِبَر، من حفظه كان له حافظاً.

القرآن الكريم، تحدى الله تعالى به العرب الذين هم أرباب اللغة وساداتها فعجزوا على أن يأتوا بسورة من مثله.

القرآن الكريم، أنقذ الله تعالى به أمة الأسلام من جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، فبه نجت الأمة من المهالك، وبه علت الأمة وقادت الامبراطوريات والممالك.

القرآن الكريم، نهل من منهله العلماء، وشرب من مشربه الأدباء، وتشرف بتلاوته العابدون، وخشعت لهيمنته الأبصار، وذلت لهيبته القلوب.

القرآن الكريم، سماه الله تعالى (َالْقُرْآن الْعَظِيم) فهو كتاب عظيم في ذاته، وسماه (َالْقُرْآن الْحَكِيم)، فهو حكيم في شرائعه وأحكامه، وسماه (َالْقُرْآن الْمَجِيد)، فهو مجيد بسلطانه المطلق على غيره من الكتب السابقة، وبرفعه لكل من تمسَّك به.

القرآن الكريم، أقسم الله تعالى به، وشهد له بالسلامة من العِوَج، وجعل الرحمة تتنزل عند تلاوته والاستماع له، وذمَّ من لا يسجدون في المواضع التي ينبغي فيها السجود عند سماعها.

القرآن الكريم، ختم الله تعالى به الكتب، وأنزله على خاتم الأنبياء بدين هو خاتم الأديان.

القرآن الكريم، كتاب الإسلام في عقائده وتشريعاته وعباداته، وآدابه وأخلاقه وسلوكياته، وعلومه وأصوله ومبادئه وقصصه وعِبَره وعظاته.

القرآن الكريم، فيه نبأ ما كان قبلنا، وخبر ما بعدنا، وحُكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهُدى في غيره أضله الله.

القرآن الكريم، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يَخْلَق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه.

القرآن الكريم، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عَدَل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم.

القرآن الكريم، شافع مُشفع وماحل مُصدَّق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار.

القرآن الكريم، هو النور المُبين، والشفاء النافع، عِصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يُعوَجَّ فيقوَّم، ولا يزيغ فيُستعتب، ولا تنقضي عجائبه.

القرآن الكريم، من يستعرض آياته يجد أن الله تعالى أنزله ليكون (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ - هُدًى لِلنَّاسِ - لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ - لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ - تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ - لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ - وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ - هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ - هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ - لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)؛ وغير ذلك من المهام التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

القرآن الكريم، سمعه أحد صناديد قريش وهو الوليد بن المغيرة فقال: "والله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مُغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وإنه ليحطم ما تحته" (أخرجه الحاكم).

القرآن الكريم، نور الله الباقي، وحُجَّته على خلقه، كذَّب به المكذبون فاستدرجهم الله  إلى ما فيه هلاكهم، ‏قال تعالى: "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32}" (التوبة: 32).
وقال تعالى: "فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ {44} وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {45}" (القلم: 45).

جاء في العقيدة الطحاوية: "وإن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدَّقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البريَّة، فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر فقد كفر" اهـ.

لا تعجب ...

لا تعجب.. إن خرج علينا إنسان قد ختم الله على قلبه ليقلل من شأن تلاوة القرآن في المنشآت الخاصة فهذا وأمثاله لم يتذوقوا حلاوة تلاوته وليس في قلوبهم مثقال ذرة من إيمان تردعهم عما يقولون ويفعلون.

ولا تعجب.. مما يقول المبطلون ولا مما يفعلون فما تخفي صدورهم أكبر، وإنهم ما قالوا في حق القرآن ما قالوه إلا لامتلاء قلوبهم قيحاً وصديداً وغلاً وحنقاً، والقرآن الكريم أعز من أن يدخل هذه القلوب الخربة.

قال تعالى: "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)" (محمد: 29).

عن أمير المؤمنين عثمان بن عفَّان رضي الله عنه قال: "لو طهرتْ قُلوبُنا، ما شبِعَت من كلام ربِّنا".

ولا تعجب.. مما يقول المبطلون ولا مما يفعلون فإنما أراد الله أن يلعنهم بما يقولون، وأن يجعلهم في أسفل سافلين بما يفعلون.

عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ".. أَما إنَّ نَبِيَّكُمْ ﷺ قدْ قالَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ" (صحيح مسلم).

ولا تعجب.. إذا كان هناك شرذمة قليلون لا وزن لهم ممن ينتسبون للإسلام يستهينون بكلام الله تعالى وهم لا يعرفون عن الإسلام إلا اسمه، ولا يعرفون من القرآن الكريم إلا رسمه.

ولا تعجب.. فهؤلاء دويبات تربت على مائدة ثله مارقة لا عهد لها، وهذه الثلة موجودة في كل زمان ومكان، وهم غثاء كغثاء السيل لا قيمة لهم ولا وزن، وهم أهون وأذل وأحقر من جيفة نتنة تتناوشها الكلاب فوق أكمة من القاذورات.

ولا تعجب.. فإن القرآن الكريم يُزعج هؤلاء كما يُزعج الشيطان الرجيم!

قالوا عن القرآن الكريم

عن أبي ذَر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: "عليك بتَقوى الله؛ فإنه رأس الأمر كله"، قلت: يا رسولَ الله، زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن؛ فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء"(رواه ابن حبان في صحيحه).

وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: "إنَّ من كان قبلكم رأوا القرآنَ رسائل من ربِّهم، فكانوا يتدبَّرونها بالليل، ويتفقَّدونها في النهار".

وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: "حامل القرآن حامِل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع مَن يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع مَن يلغو؛ تعظيمًا لحق القرآن".

ويقول الإمام الشاطبي: "كلية الشريعة، وعُمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، فلا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه" اهـ.

ويقول عبدالحميد باديس رحمه الله: "فوالله الذي لا إله إلا هو، ما رأيتُ - وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب - أعظم إلانة للقلب، واستدرارًا للدمع، وإحضارًا للخشية، وأبعث على التوبة، من تلاوة القرآن وسماعه" اهـ.

ولقد انكب غير المسلمين على دراسة القرآن الكريم بغرض أن ينتقدوه أو أن يجدوا فيه تناقضاً فلم يجدوا فيه شيئًا مما بحثوا عنه، وكانت النتيجة أنهم لم يستطيعوا أن يخفوا عظمة القرآن الكريم التي وجدوها بعد دراستهم له وأعلنوا آرائهم بذلك صريحة للعالم كله!

- يقول آرثر آربري: "عندما أستمِع إلى القرآن يُتلى بالعربية، فكأنما أستمع إلى نبضات قلبي".

- ويقول الباحث الأمريكي مايكل هارت: "لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملًا دون تحوير سِوى القرآن، فهو بين أيدينا كتاب فريد في أصالته وفي سلامته، لم يُشكَّ في صحته كما أُنزل، وهذا الكتاب هو القرآن".

- ويقول البروفسور يوشيودي كوزان "مدير مرصد طوكيو": "إنَّ هذا القرآن يصِف الكون من أعلى نقطة في الوجود، إن الذي قال هذا القرآن يرى كلَّ شيء في هذا الكون، وكل شيء مكشوف أمامه".

واجبات عملية لإظهار حبنا للقرآن الكريم وتمسكنا بما جاء به

1- اجعل لنفسك ولأهل بيتك ورداً يومياً ثابتاً من القرآن الكريم ولا تقصِّر فيه.

2- اجعل لنفسك ولأهل بيتك يوماً ثابتاً تجتمعون فيه على قراءة القرآن الكريم وليكن الاجتماع على قراءة سورة الكهف سوياً يوم الجمعة.

3- احرص على مراجعة ما سبق حفظه بنية عدم هجر القرآن الكريم.

4- احرص على دقة متابعة أولادك في حفظ القرآن الكريم.

5- تبرع بمصحف شهرياً - أو حسب استطاعتك - لطفل يحفظ القرآن الكريم أو لأحد المُحفظين أو لأحد كتاتيب التحفيظ.

6- قم بزيارة شهرية لأحد كتاتيب أو دور تحفيظ القرآن الكريم ومعك بعض الهدايا البسيطة للأطفال (مجموعة أقلام أو مساطر - كيس حلوى - مجموعة نسخ من جزء عم - إهداء بخور وأدوات للمكان - تطييب الأطفال بزجاجة عطر ... الخ).

7- تبرع ولو بالقليل لدعم مسابقات حفظ القرآن الكريم وشارك القائمين على ذلك بالحضور والرأي.

8- اقرأ ما تيسر من القرآن الكريم في الأماكن العامة إظهاراً لتمسك المسلمين بكتاب ربهم ورداً على تطاول السفهاء الحاقدين.

9- انشر على صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بك كل ما تستطيع نشره للرد على السفهاء الحاقدين.

10- احرص على تشغيل القرآن الكريم في بيتك وفي سيارتك وفي كل مكان تستطيع فعل ذلك فيه.

11- قم بشراء مجموعة مصاحف ووزعها على أقاربك وغيرهم بنية توريث مصحفاً، فإن ذلك مما يُكتب للمرء بعد موته.

12- إن كنت ميسوراً وجعلت جزءًا من ثروتك وقفاً لخدمة القرآن الكريم والقائمين عليه فإن ذلك من فضائل الأعمال.

* إن أبواب الخير كثيرة لمن بحث عنها وحرص عليها.

أخيراً أقول
سُئل يهودي عن سبب إسلامه فقال:
"أحببْتُ أن أمتحِن هذه الأديان، فعمدتُ إلى التَّوراة فكتبتُ ثلاثَ نُسَخ فزِدتُ فيها ونقصت، وأدخلْتُها البِيعَةَ فاشتُرِيَت منِّي، وعمدتُ إلى الإنجيل فكتبتُ ثلاث نسخ فزِدتُ فيها ونقصتُ، وأدخلْتُها الكنيسة فاشتُرِيتْ منِّي، وعمدتُ إلى القُرآن فحملت ثلاثَ نسخ وزِدت فيها ونقصت، وأدخلتُها الورَّاقين فتصفَّحوها، فلمَّا وجدوا فيها الزِّيادة والنقصان، رمَوا بها فلم يشتروها، فعلمْتُ أنَّ هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سببَ إسلامي" (من كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان).

اللهمَّ ارحمنا بالقرآن، واجعله لنا إمامًا ونورًا وهدًى ورحمة، اللهم ذكِّرنا منه ما نسينا، وعلِّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا حسن تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، على الوجه الذي يرضيك عنَّا، واجعله اللهم حجَّة لنا لا علينا.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
خبير تربوي وكاتب في بعض المواقع المصرية والعربية المهتمة بالشأن التربوي والسياسي، قام بتأليف مجموعة من الكتب من بينها (منظومة التكافل في الإسلام– أخلاق الجاهلية كما صورها القرآن الكريم– خير أمة).

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …