ظَلَّ التعليم التقليدي مسيطرًا لعقود، حتى مع وجود التكنولوجيا ووسائل التعليم عن بعد، ثم التعليم الإلكتروني كوسيلة وحيدة للتعلم في غياب التعليم التقليدي لفترة طويلة غير معلومة القدر، ومع مرور الوقت فرض التعليم التكنولوجي نفسه حتى صار بديلًا في كثير من المؤسسات التعليمية حول العالم وكذلك في معظم البيوت، حتى مع عودة التعليم التقليدي شيئًا فشيئًا، لذا فلنبدأ أولًا بتعريف التعليم الإلكتروني.
ما هو التعليم الإلكتروني؟
هو تحصيل المعلومات والشهادات من خلال الإنترنت دون الحاجة للذهاب للمؤسسة التعليمية نفسها، وإنما الاكتفاء باستقاء المعلومة واستيعابها وفهمها عبر الإنترنت، ونعرض في هذا المقال عشرين مزية للتعلم عن بعد:
1. الحرية في تعلم ما تريد مع من تريد:
ففي نهاية المطاف يعد التعليم النظامي محصورًا في مواد معينة ولا يتخطاها، فمثلًا في كثير من المدارس ينحصر تعليم اللغات على الإنجليزية والعربية وربما لغة ثالثة في مرحلة الثانوية كالفرنسية أو الألمانية، وكثير من علوم التكنولوجيا التي انتشرت وظائفها في كل مكان لا تعد جزءًا ذا قيمة كبيرة في المنهج الدراسي، كما أنها لا تدرس عمليًا كما يجب لها أن تكون.
هذا غير أن التعليم الإلكتروني لا يتيح لك اختيار المواد التي ترغب بدراستها فحسب، بل إن لك حرية اختيار الدورة التدريبة التي ترغب بالالتحاق بها أو المدرس الذي سيدرسك.
كثير من علوم التكنولوجيا التي انتشرت وظائفها في كل مكان لا تعد جزءًا ذا قيمة كبيرة في المنهج الدراسي، كما أنها لا تدرس عمليًا كما يجب لها أن تكون
2. رفاهية التعليم من بيتك:
فقد تأتي عليك أوقات لا ترغب فيها بالخروج من المنزل فتفوتك بالتالي الدروس وتتأخر في عملية التعلم، كما أن التعليم النظامي يفرض عليك وقتًا محدد وساعات معينة، بينما يتيح التعليم الإلكتروني حرية أكبر في هذا الشأن، فتجد موقعًا مثل يوتيوب متاح عليه الملايين من الدورات التدريبية والشروحات في كافة المجالات على مدار الأربع والعشرين ساعة لكل البشر وفي جميع أنحاء العالم.
3. التعلم إلى جانب العمل:
فمعظم الناس قد لا يتيسر لهم أخذ إجازة ستة أشهر مثلًا من العمل لتعلم مهارة أو لغة جديدة، فالتعلم عن طريق الإنترنت يتيح للإنسان الاستمرار في التعلم في الوقت المتاح له، كما أن اليوتيوب والإنترنت مليئان بالدورات والمواقع والقنوات المجانية وجودة المادة التعليمية، فهو توفر الوقت من جهة والمال من جهة أخرى.
4. الراحة والمرونة:
وهذا ربما يكون من مزايا وعيوب التعليم الإلكتروني في آن؛ لأنك تحظى بالحرية التامة في اختيار ما تريد تعلمه والساعات والأوقات المناسبة لك، وهذا قطعًا أمر عملي ومريح، ولكن قد يؤدي هذا في نفس الوقت لتكاسل الإنسان في عملية التعلم ودخوله في دائرة لا نهائية من التسويف.
5. إضافة طيبة لسيرتك الذاتية:
فإذا كنت ممن يود الحصول على وظيفة أو منصب معين براتب ممتاز، فإن الحصول على شهادات عن طريق الإنترنت وتعلم الكثير من المهارات قد يكون طريقك بإذن الله لتحقيق تلك الأمنية، كما أنك -من خلال التعليم الإلكتروني- عادة ما تملك فرصة أكبر لإنهاء دورة تعليمية معينة وبسرعة كبيرة عما إذا كنت ملتحقًا بدورة تعليمية تقليدية.
6. تعليم غير مكلف عمومًا:
فباستثناءات قليلة، يمكنك تعلم كافة اللغات والكثير من العلوم التكنولوجية وغيرها مجانًا، وبالتالي لا يكون الجانب المادي عائقًا في العملية التعليمية، فدورات الإنترنت لا تحتاج مكانًا للحجز ولا مقاعد ولا أدوات شرح، وإنما كل ما يحتاجه الأمر هو إنسان راغب وجاد في التعلم .
7. نطاق أوسع للتعامل:
فقد تظهر مؤسسات التعليم من الجامعات والمدارس كأماكن للتجمع وممارسة نشاطات اجتماعية وجماعية، ولكن ينسى البعض حقيقة أن الإنسان يلتقي بنفس الأشخاص يوميًا، وبالتالي فإن علاقاته من زمالة وصداقات محصورة في هؤلاء الأشخاص، في حين أن نطاق الإنترنت أوسع بكثير.
8. التعلم على النحو الذي يلائمك:
فالمدرس في الفصل يكون مقيدًا بمنهج معين وموعد معين لإنهائه، فقد يستعجل أحيانًا في شرح نقطة معينة ويكون ألا يفهمها بعض الطلبة، وأحيانًا يمتد المنهج على مدار العام فتطول المدة التي ينتهي فيها تعلم كتاب واحد، بيد أن تعلم الإنسان عن طريق الإنترنت يعطيه فرصة أكبر لإعادة ما لم يتم فهمه من نقاط، أو الدراسة بوقع أسرع وكمية أكبر.
9. توسيع أفقك المهني:
فأزمة عام 2008 المالية علمتنا ألا ضمان في أية وظيفة نظامية، لذا على الإنسان أن يكون صاحب مهارات متنوعة، وأن يملك القدرة على كسب رزقه بأساليب مختلفة حتى تكون له فرص أكبر للتصرف ماديًا وقت الأزمات المالية، أو غيرها.
10. نيل أكبر خبرة ممكنة:
فالإنترنت يتيح ملايين الفرص والمؤسسات التعليمية وخبرة مليارات البشر في كل المجالات، فاحرص على استغلال تلك الفرص الذهبية في زيادة الخبرة في مجالك واكتساب مهارات أخرى.
11. وسع دائرة معارفك:
واحدة من مزايا التعليم الإلكتروني هي إمكانية التعرف على مئات الناس بضغطة زر ودون التحرك من مكانك.
12. القدرة على التركيز:
الحرية التي يمنحها التعليم الإلكتروني يعطيك الفرصة لاختيار الوقت والمكان والوقت الذي يناسبك للدراسة وبالتالي يساعد كثيرًا على زيادة نسبة التركيز.
الحرية التي يمنحها التعليم الإلكتروني يعطيك الفرصة لاختيار الوقت والمكان والوقت الذي يناسبك للدراسة وبالتالي يساعد كثيرًا على زيادة نسبة التركيز
13. تجنب المواصلات والتنقل المستمر:
وهو من الأسباب الرئيسة التي كانت تعيق الكثير من الناس في الماضي وتمنعهم من أخذ دورات تدريبية في مجالات معينة لبعد المسافة أو عدم تيسر الذهاب لمكان الدورة، أو لعدم ملائمة الساعات والأوقات المختارة من الجهة التي تقدمها.
14. الدراسة مع آلاف التلاميذ حول العالم:
لن يغدو الأمر مقتصرًا على الطلاب الموجودين في الفصول الدراسية، وإنما ستتاح لك آلاف الخيارات الأخرى، ومن كافة الجنسيات والأعراق والخلفيات الفكرية والثقافية.
15. ضغط أقل:
فمعروف ما تحتويه الدراسة الأكاديمية من تحد وامتحانات وتقيميات شهرية وسنوية ومقارنات بين الطلبة وضغط من المدرسين وعمل الواجبات، بينما يقل كل هذا الضغط أو ينعدم أثناء التعليم الإلكتروني.
16. إنعاش عقلك:
فالتعلم المستمر وبتركيز سيساعد بمرور الوقت على تطوير طريقة تفكيرك ورفع نسبة ذكائك واكتسابك لمهارات جديدة.
17. الدراسة بأسلوبك الخاص:
فمثلًا، يعتمد التعليم النظامي بشكل عام على الجانب النظري حتى في العلوم العملية، فدراسة اللغات مثلًا تعتمد في غالب الأحيان على إلمام الطالب بقواعد اللغة بل وحفظه لها أحيانًا، أكثر من قدرته على فهمها وتطبيقها بشكل عام، كما يعتمد التعليم النظامي بشكل عام على تعليم وتطوير مهارات كتابة وقراءة اللغة أكثر من التركيز على قدرة الطالب على سماعها والتحدث بها، والذي من المفترض أن يكون هو الجانب الجوهري من تعلم أية لغة.
18. حِسّ الانضباط والمسؤولية:
فكونك غير مرتبط بالذهاب إلى مكان معين في وقت محدد سيتوجب عليك أن تكون منضبطًا ومنظمًا وأن تمتلك الدافع والرغبة والإرادة للبدء وإتمام العملية التعليمية وحدك.
19. فرصة لإيجاد شغفك:
فهناك الكثير من الدورات التدريبية والفيديوهات على الإنترنت لتعليم الكثير من المهارات الحياتية بعيدًا عن التعليم الأكاديمي، كتعليم الطبخ والرسم والحياكة... إلخ، فإذا كنت تملك وقت فراغ كبير ولا تدري ماذا تفعل فيه، فلتتخذها فرصه للبحث عن شغفك.
20. مهارات محصورة على التعليم الإلكتروني:
مثل مهارة كتابة الإيميل والتعامل مع أجهزة الحاسوب وبرامج الكتابة والتصميم وغيرها.
لا نبالغ إذا قلنا ختامًا إن الشبكة العنكبوتية غيرت وجه العالم، وصار المستحيل ممكنًأ، وما كان يتطلبه منا التعليم في الماضي من بذل مجهود ضخم للتعلم، أو اكتساب مهارة، أو رفع مستوى الثقافة لم يعد كذلك الآن، فلتنتهز إذن تلك الفرصة الذهبية سيما في الوباء الحالي، وليكن هدفك هو تطوير فكرك وعقلك ومهاراتك.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://kajabi.com/blog/top-20-advantages-of-online-learning-and-digital-courses