كثير يعانون من قلة الدافع عند أداء أعمال معينة مهما كانت مهمة بالنسبة لهم، مثل الخروج للتمرين أو تأليف كتاب أو البدء في مشروع... إلخ، وينتهي الأمر بمضي شهور وربما سنين دون تأديتها، والمشكلة أن البعض يستمرون على هذا المنوال على أمل تغير الحال، وانبثاق الدافع فجأة بداخلهم حتى يباشروا العمل، والحقيقة أن معظم البشر لا يدركون كم يمكن للدافع أن يكون أمرًا خادعًا لا يصلح الاعتماد عليه لتحقيق الأهداف ، فقد يصاب الإنسان بشعور الحماس والرغبة في عمل شيء فجأة ثم يخبو ذلك الشغف في اليوم التالي، ومعه يتوقف الإنسان أو يتراجع عن أداء ذلك العمل، وهنا يكمن الخطأ! فلا يمكن الاعتماد على مجرد جذوة الدافع لتحقيق أهدافنا المهمة في الحياة، لذا نقترح في هذا المقال خمس تقنيات من شأنها مساعدتك على أداء ما ترغب وتحقيق أهدافك:
قد يصاب الإنسان بشعور الحماس والرغبة في عمل شيء فجأة ثم يخبو ذلك الشغف في اليوم التالي، ومعه يتوقف الإنسان أو يتراجع عن أداء ذلك العمل، وهنا يكمن الخطأ
1. أضف بعضًا من الغموض لعملية تنفيذ مهمتك:
يجب أن تتضمن عملية تحقيق الهدف أحيانًا شيئًا من التلقائية وعدم التوقع، ولأنك قد لا تستطيع ضمان هذا الأمر في كثير من الأحيان، فيمكنك الالتزام ببعض الأمور التي على بساطتها ستصنع بإذن الله فرقًا.
فمثلًا، قبل أداء العمل الذي ترغب به، اكتب خمس مكافآت لأمور تحب فعلها، ولتكن في قرعة، وحين تنتهي من إنجاز الجزء المخصص من المهمة التي حددتها، اسحب القرعة واحصل على مكافأتك، وتتميز هذه التقنية بأنك لا تعرف ماهية المكافأة التي ستكون من نصيبك في كل مرة، وفي نفس الوقت تشترك جميع المكافآت في أنها أمور تحب فعلها، وإليك اقتراحات لبعض المكافآت: مشاهدة فيديو في مجال تحبه، أو أكل حلوى تفضلها، أو التنزه في مكان محبب إليك، أو ممارسة هواية مفضلة كالرسم أو الحياكة... إلخ.
2. اصنع عقوبات بدل المكافآت:
قد لا تكون المكافآت حافزًا قويًا للبعض لذا حاول اختيار عقوبات أو أمور تحبها ستحرم نفسك منها إذا لم تنجز ما عليك إنجازه ، فمثلًا، امنع نفسك من مشاهدة برنامجك المفضل هذا الأسبوع، أو أكل حلواك المفضلة إذا لم تقم بتأدية المهمة التي عليك تأديتها، واحرص على أن تكون تلك العقوبات من الأمور التي تميل لفعلها حقًا حتى تؤدي الغرض المرجو منها وتكون دافعًا لأداء أعمالك المهمة المؤجلة.
احرص على أن تكون تلك العقوبات من الأمور التي تميل لفعلها حقًا حتى تؤدي الغرض المرجو منها وتكون دافعًا لأداء أعمالك المهمة المؤجلة
3. اطلب التحفيز من أحدهم:
كثيرًا ما نسمع من كبار الناجحين في العالم أن أحد أفراد أسرتهم كان هو السبب في تحفيزهم لتحقيق أهدافهم، فحاول استخدام ذلك الأمر لصالحك، فحدث أحد أصدقائك أو أفراد أسرتك المقربين عن هدفك في كتابة رواية مثلًا، ودعه يشجعك على هذا الأمر، بتذكيرك المستمر وسؤالك عن الرواية، أو حتى بقراءة ما تكتب أولًا بأول، من باب إبداء رأيه من ناحية، وتحفيزك على الاستمرار من ناحية أخرى.
4. قسِّم هدفك لمهام صغيرة:
فما يجعل معظمنا يؤجل الأعمال باستمرار هو النظر للصورة الكبيرة النهائية، وليس إلى كيفية تحقيقها ؛ فعلى سبيل المثال، لنقل إن هدفك هو كتابة رواية، وهذا هدف ضخم ويستلزم وقتًا وجهدًا، بينما إذا فكرت أن عليك كتابة صفحة فحسب يوميًا حتى تحقق هدفك، فهذا سيخفف من وطأة ضخامة الهدف وصعوبته، وسيجعل منه أمرًا سهلًا وممكنًا بإذن الله، وقد يعلق البعض بأن تقسيم مهمة بهذا الشكل سيجعلها تستمر لأمد طويل، والرد هو أن النجاح في إنجاز عمل ما وإن استلزم أمدًا طويلًا، هو أفضل مئات المرات من مرور الشهور والسنوات دون إنجاز أي شيء منه على الإطلاق.
النجاح في إنجاز عمل ما وإن استلزم أمدًا طويلًا، هو أفضل مئات المرات من مرور الشهور والسنوات دون إنجاز أي شيء منه على الإطلاق
5. فليكن المال جزءًا من الصفقة:
فمن أكثر الأمور التي قد تضايق إنسانًا هي خسارته للمال بلا طائل أو عائد، وكي تضمن نجاح تلك التقنية، أشرك أحد أصدقائك أو أقاربك وقل له مثلًا: "إن لم أكتب غدًا - بإذن الله - الصفحات التي حددتها من روايتي، فهذا المبلغ من المال لك!"
وأخيرًا، إليكم السر وراء الدافع:
تذكر أن الدافع ليس مرتبطًا بشعور عابر بالشغف أو الحماس في أداء عمل، وإنما هو رغبة داخلية مستمرة بداخلك لتحقيق هدف معين مهم بالنسبة لك، بغض النظر عن استمرار الحافز بداخلك أو غيابه، فاحرص على تجديد نيتك ورغبتك في أداء عمل ما في كل مرة تباشر فيها تنفيذه، وليكن حافزك الدائم نجاحك في تحقيق هدفك النهائي.