لم يتسن لي في صغري منذ بدء المدارس وحتى نهاية المرحلة الثانوية أن أتعلم الفقه والعلوم الشرعية بشكل منهجي منظم ومبسط في آن معا، فقد كنا نتناول شذرات منه وتفاريق في المدارس والمساجد والتلفزيون، وفي أحيائنا لم تكن تتوفر كتاتيب لتعليم القرآن والعلوم على غرار ما بعض أرياف مصر وموريتانيا، فكانت حاجات ماسة لم أجد سبيلا لإشباعها.
ومما زاد الأمر صعوبه أن لم يتوفر في المكتبة العربية كتاب جامع لعلوم الشرع يحكي الفقه بلغة ميسرة تتجاوز كلمات الأقدمين ومواضعهم إذ كانت هذه العناوين مقتصرة على الكتب المذهبية القديمة، ويحكيه بطريقة متدرجة لا تقذف المتلقي عنوة وسط دوامة من الرمل، وتحكيه عاما بلسان يتجاوز المذهبية إلى عرض أهم الآراء التي لا ينبغي إغفالها.
هذا الكتاب المنشود الذي يمنح الفرصة لتدارس ذاتي لو أعوز المدرس كان مفقودا، على الأقل على حد علمي، وربما كان كتاب فقه السنة لمؤلفه المرحوم الشيخ السيد سابق أحسن كتب زمانه، وأكثرها انتشارا، ورغم جودة الكتاب وأسبقيته إلا أنه يبقى عسيرا على المبتدئ بلا معلم ولا موجه.
بعد السيد سابق ظهرت كتب كثيرة تشرح الفقه بلغة عصرية مصممة للجيل الجديد، ويعجبني منها جدا كتب الشيخ يوسف القرضاوي، وطريقة الشيخ يوسف كانت على طريقة ابن تيمية وابن القيم في التفصيل والشرح ومقابلة الأدلة المؤدية والمناهضة ثم التحقيق بينها، وهي طريقة رائعة تنمي ملكة الترجيح والنقد ويزيد القدرة على التفرقة بين أوامر الشرع وآراء البشر
إلا أن الشيخ لم يصدر كتابا جامعا يلم جوانب الفقه الإسلامي وكانت لا زالت المكتبة العربية بحاجة إلى هذا الكتاب، وقد وقع بين يدي مؤخرا كتاب "مختصر الفقه الإسلامي" لمؤلفة محمد التويجري.
وقد قرأت الكتاب أكثر من مرة، وقراءته على جمع المصلين في مسجدنا الصغير بعد صلاة العصر على أجزاء امتدت لأكثر من عام فقد وجدت أن هذا الكتاب يفي بالغرض المطلوب، ويسد الفجوة التي ذكرت في افتتاحية الكلام.
وقد رأيت أن من واجبي التنويه به على دائرة من أعرف، ثم النصح بقراءته، واتخاذه مرجعا في مجاله، للأسباب التالية:
• سهولة اللفظ
• شمولية المواضيع
• اتباع الدليل
ومع علمي أن الكتاب يتبع مدرسة معينه لها اختياراتها zإلا أن الفائدة منه لا تزال كبيرة،وقد جمع الكتاب بين دفتيه العقيدة والأخلاق وفقه العبادات والمعاملات مع إسهاب نسبي في العقيدة والأخلاق على حساب الفقه.