في هذا الكتاب المميز، يروي الكاتب قصص بعض الصحابيات والسيدات اللاتي بُشرن بالجنة. وقطعًا توجد الكثير من الكتب التي تروي قصص الصحابة والصحابيات الذين بُشروا بالجنة. أما المميز في كتاب محمد حلبي هو أنه يروي القصص من خلال حوار بينه وبين ولده، بحيث يسأله ولده عن صحابية أو سيدة بُشرت بالجنة، ويجيبه والده، وعلى هذا النحو يسير الكتاب ويستمتع القارئ بأسلوب لغوي وقصصي جميل يحكي الكاتب من خلاله عن بعض خيرة نساء البشر رضي الله عنهن أجمعين.
مع الكتاب:
الكتاب يتناول قصة ست عشرة صحابية وسيدات بُشرن بالجنة، منهن: أم عمار، أسماء بنت أبي بكر، وأم حرم بنت ملحان رضي الله عنهن أجمعين. وهو كتاب ممتع وأسلوب محمد حلبي قصصي ومؤثر وفصيح، وهو على ذلك سلس وسهل الفهم. والحسن في الكتاب كذلك أنه يصلح لجميع الأعمار، وأن الكاتب لا يعتمد فيه على معرفة القارئ المسبقة ببعض الصحابيات وشهرتهن كأسماء بنت أبي بكر ــ ذات النطاقين ـــ رضي الله عنها، أو أم عمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين. كما ويستشعر القارئ أثناء قرائته للكتاب ولأجوبة الأب على أسئلة ولده، أنه وكأنما كُتب الكتاب حقًا بأسلوب أبوي تربوي راقي، وليس عبارة عن مجرد أسئلة وأجوبة بين شخصين يتحاوران والسلام.
كما لا توجد أسئلة ثابتة يسألها الولد لأبيه مع جميع السيدات المبشرات، وإنما تختلف الأسئلة باختلاف الشخصية، ومن الأسئلة القليلة الثابتة: "ومن التي بُشرت بالجنة أيضًا يا أبي؟" و"متى أسملت الصحابية ...؟" أو "ماذا كان من شأن الصحابية ...؟"
وكما ذكرنا آنفًا أن المميز في الكتاب هو أسلوب الحوار الأسئلة والأجوبة الدائرة بين الأب وولده. ولا يتوقف الحوار عند مجرد السؤال عن سيرة الصحابية وإنما يتعداه ليسأل أسئلة حول شخصية الصحابية وتفاصيل حياتها ومناقبها، بحيث لا يمل القارئ ويظل ذهنه حاضرًا ونفسه راغبة في القراءة ومعرفة المزيد. ونذكر هنا بعض الأمثلة لطريقة عرض وتقديم الكاتب محمد حلبي لبعض السيدات المبشرات بالجنة في كتابه.
المثال الأول: السيدة أم رومان رضي الله عنها:
ويروي الكاتب قصة الصحابية من خلال الإجابة على أسئلة الولد لأبيه في الكتاب، ومن أبرزها: "أرجو أن تخبرني يا أبي عن هجرة أم رومان متى تمت؟ ومع من؟ لأن زوجها الصديق رضي الله عنه هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصحبها معه كما علمتُ". وسؤال آخر مثل: "ليتك يا أبي تحدثني عن عبادة أم رومان كيف كانت؟" هذا إلى جانب غيرها من الأسئلة الثابته مع بقية السيدات المبشرات المذكورة في الكتاب، مثل: "متى أسلمت أم رومان يا أبي؟"
ولا يكتفي الأستاذ محمد حلبي بذكر الأمور المتعلقة بالسيدة المبشرة بالجنة فحسب بل إنه ما يفتأ يتطرق لأحداث دارت تخص تلك الفترة التي عاشت فيها الصحابية، ويكون هذا كذلك بطرح الابن للأسئلة، ومثال ذلك كما ورد في قصة أم رومان رضي الله عنها: "وماذا حل بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبي؟" و"كيف سارت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبي بعد وفاة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها؟ وهل تزوج صلى الله عليه وسلم بعدها؟"
المثال الثاني: فاطمة بنت أسد (أم طالب) رضي الله عنها:
ومن الأسئلة الطريفة والشيقة التي يطرحها الولد على أبيه الكاتب: "كيف تم اللقاء بين السيدة فاطمة بنت أسد ورسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومتى تم ذلك يا أبي؟" و"كيف كانت معاملة فاطمة بنت أسد لليتيم الحبيب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع كثرة ما لديها من أولاد؟"
المثال الثالث: أم عبد الله (أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها"ذات النطاقين"):
ومن بعض الأسئلة التي يطرحها الولد على أبيه: "وكيف كانت معاملة أسماء لزوجها الزبير رضي الله عنهما ومعاملته لها"؟ و"ليتك تحدثني عن كرمها يا أبي!"
المثال الرابع: أم المنذر رضي الله عنها:
ومن أسئلة الولد لأبيه عن أم المنذر رضي الله عنها: "وماذا كان من أمر أم المنذر بعد ذلك يا أبي؟" و"هل كانت أم المنذر كريمة يا أبي؟" و"ألا تحدثني عن جهاد أم المنذر يا أبي؟" و"ماذا كان من أمر سليط بن قيس أخي أم المنذر يا أبي؟"
وختامًا، فإن روعة الكتاب تكمن في كونه لا ينتمي لفئة عمرية معينة ولا يتناول تخصصًا معينًا، بل هو لكل مسلم راغب في معرفة المزيد أو حتى مراجعة ما يعرفه عن بعض الصحابيات والسيدات المبشرات بالجنة رضي الله عنهن أجمعين، وألحقنا بهن على خير في العليين.
بطاقة الكتاب:
العنوان: سيدات مبشرات بالجنة.
المؤلف: محمد خير طعمه حلبي.
دار النشر: دار المعرفة.
سنة النشر: 2007.
عدد الصفحات: 199 صفحة.