التصعيد داخل فلسطين، يزداد ساعة بعد ساعة، وكل ما تفعله (إسرائيل) من قتل واعتقالات في القدس ونابلس وجنين هدفه قمع و إخافة الفلسطينيين، لتنفيذ مخططات المستوطنين الكبيرة، والتي قد تؤدي إلى تداعيات كبيرة، داخل كل فلسطين، والتي سنراها اليوم الجمعة ، وطوال الأسبوع المقبل، من اقتحامات وذبح القرابين داخل الحرم القدسي .
علينا القول ان السياسة الإسرائيلية تخلت عن أسلوب الحذر داخل الأقصى، نحو فرض سياسة القمع كأسلوب جديد، فنحن أمام أمرين لا ثالث لهما، أما ان تتراجع (إسرائيل) وتوقف المستوطنين عن الأفعال التي تنوي القيام بها، أو تستعد لمواجهه ما سيأتي من ردود فعل الفلسطينيين.
ولأن الاحتلال مدرك للخطر المقبل، بدأ بمحاولة قمع الفلسطينيين، في القدس ونابلس وجنين، معتقدا أن سياسته هذه تتفوق على الفلسطينيين وتردعهم، متناسيا الجموع البشرية في القدس، إذ على الرغم من الاعتداءات والملاحقات والقتل وغير ذلك، إلا أن هذه الجموع البشرية تربطها هوية دينية وقومية تجعلها تثور في لحظه واحدة ضد الاحتلال .
المخطط الإسرائيلي تجاوز الحدود هذه المرة، وهذا يعطي دليلاَ على أن المخطط الزمني قد نفذ وأصبح واقعا داخل الأقصى، الأقصى ليس موقعا للعبادة المشتركة، أيا كانت الأساطير التي تقود المستوطنين نحو المسجد الأقصى وحرمة، الأقصى للمسلمين، وهذا كلام سياسي وديني، والمعضلة الكبرى هنا أن أغلب العالمين العربي والإسلامي يشاهد بصمت وبرود، رغم ما يراه من انتهاكات يمينا ويسارا، وهذا يفرض على الفلسطينيين التواجد طوال اليوم داخل المسجد الأقصى، مع تزايد التهديدات التي تتوالى لاقتحامه وهدمة وتقسيمه خلال الفترة المقبلة .
خلاصة الكلام هنا، المسجد الأقصى مهدد، وبحاجه إلى تحشيد جموع بشرية ليلا ونهارا، وعلينا أن ندرك أن التفاوض السلمي مع (إسرائيل) لن يجدي نفعا، وعلينا أن ننتظر أياماً صعبة وحساسة داخل القدس، ستقود إلى ما هو أخطر هذه المرة، على كل الصعد والمستويات داخل فلسطين .