معظمنا يسعى في هذه الحياة للموازنة بين حياته العملية والشخصية، ومهما بدت أمنية كهذه منطقية فهي بعيدة كثيرة عن كونها عملية أو سهلة المنال للمعظم. فسواء شئنا أم أبينا فإن العمل يأخذ ثماني ساعات على الأقل من وقت معظمنا يوميًا إن لم يكن أكثر من هذا للبعض الآخر، هذا غير وقت الذهاب والعودة. ولأجل أن يكون تفكيرنا أكثر منطقية، نعرض في هذا المقال لخمس اقتراحات عملية لتحقيق أكبر قدر من التوازن بين الحياة العملية والشخصية:
1- فلتكن لك وقفة مع نفسك:
فكما يحتاج الإنسان وقفة ــمن حين إلى آخرـــ ليقوم بتصحيح خطأ أو تعديل مسار حياته، فإنه قد يحتاج أحيانًا لتجديد نيته وتذكير نفسه أنه يسير على الطريق الصحيح، وأنه هوالذي اختار مسار حياته ذاك. كما عليه تعداد محاسن تلك الوظيفة أو المهنة التي امتهنها ولماذا امتهنها وفضلها على غيرها ليغدو هذا دافعًا أكبر لاستمراره في العمل، أو ربما تغيير المسار بالكامل إن لم يعد مناسبًا له.
كما يحتاج الإنسان وقفة ــ من حين إلى آخر ـــ ليقوم بتصحيح خطأ أو تعديل مسار حياته، فإنه قد يحتاج أحيانًا لتجديد نيته وتذكير نفسه أنه يسير على الطريق الصحيح، وأنه هوالذي اختار مسار حياته ذاك
2- رتب أولوياتك:
فقد يكون السبب وراء قضائك شهورًا قبل إنجاز أهم الأعمال بالنسبة لك هي أنك تصب جهدك على إنجاز الأمور الصغيرة لا الكبيرة والمهمة . فينتهي اليوم وتمضي الأسابيع والأيام وأنت تمنّي نفسك بإنجاز تلك المهام الضخمة المهمة. والحل العملي لهذه المشكلة هو أن تكتب في بداية كل أسبوع أهم ثلاث مهام مثلًا يجب عليك إنجازها، وأنك بإتمامها ستعتبر الأسبوع مر بنجاح لأهميتها بالنسبة لك، وإن لم تنجز أمورًا أخرى غيرها. ثم قسِّم المهام على مدار أيام الأسبوع، واحرص في اليوم الواحد على جعل ولو مهمة واحدة من تلك المهام هي أولويتك وشغلك الشاغل حتى تتمها، بحيث إذا مضى اليوم دون أن تنجز غيرها اعتبرتَ اليوم مثمرًا لقيامك بأكثر عمل جوهري بالنسبة لك.اكتب في بداية كل أسبوع أهم ثلاث مهام مثلًا يجب عليك إنجازها، وأنك بإتمامها ستعتبر الأسبوع مر بنجاح لأهميتها بالنسبة لك
3- تقنية التعبير عن المشاعر:
وهي مفيدة للتعامل مع المواقف السخيفة أو المستفزة والتي ضايقك فيها شخص أو تصرف، وانتهى الموقف ولكنه ما يزال يؤثر عليك نفسيًا وإن فقد أي تأثير له في المستقبل. وحتى لا تأخذ مثل هذه المواقف أكثر من حقها، فاحرص على إخراج شعور الضيق هذا من خلال حكاية الموقف لنفسك مثلًا وذكرك للأسباب التي ضايقتك فيه ، أو اكتب الموقف الذي ضايقك على ورقة إذا كنت من محبي الكتابة لا الكلام، ثم قم بتقطيع الورقة بعد ذلك. والفائدة من القيام بأي من هاتين الطريقتين هو أنه كل ما نحتاجه في بعض مواقف الحياة هو تفريغ مشاعرنا اتجاهها من ضيق أو غضب أو حزن دون البحث عن حلول! فبعض المواقف تحصل وتنتهي دون أن يكون بوسعنا القيام بشيء، فلا يسعنا إلا تقبلها والتفريغ عما بداخلنا ثم المضي في حياتنا.
بعض المواقف تحصل وتنتهي دون أن يكون بوسعنا القيام بشيء، فلا يسعنا إلا تقبلها والتفريغ عما بداخلنا ثم المضي في حياتنا
4- خصص وقتًا لك:
لا بد أن تحرص في يومك على تخصيص ولو عشرين دقيقة فأكثر لك أنت، تتفكر فيها أو تقرأ كتابًا أو تتمشى قليلًا. المهم هو أن تمضي وقتًا لا تفكر فيه في العمل وأحداثه بالمرة، ويكون فرصة لتجديد فكرك وبدء يوم عمل جديد دون أن تكون قد أجهدت تفكيرك حتى خارج أوقات العمل.
5- إذا لم تتمكن من إنجاز أي منها فلا بأس:
فالهدف من التقنيات السابقة هو التخفيف عنك لا إضافة العبء لجدول أعمالك. فإن حدث ومر يوم دون أن تستخدمها وانشغلت بأشياء أخرى أولى بالنسبة لك، فلا بأس في ذلك. وتذكر أنك لن تستطيع ـــمهما كنت منظمًا ودقيقًاـــ القيام بكل الأمور المهمة في نفس الوقت، فالتأجيل لا بد منه فاحرص ألا يكون على حساب أولوياتك.
وأخيرًا، عليك تقبل حقيقة أن إيجاد معادلة منصفة بين العمل والحياة الشخصية هو هدف صعب المنال للغالبية العظمى، إن لم يكن مستحيلًا للبعض. لذا، فبدلًا من السعي لأمر صعب المنال، حاول إمساك العصا من المنتصف وتذكر أن خير الأمور الوسط .
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- https://www.lifehack.org/827551/work-life-balance