النبوءات بزوال الكيان الصهيوني كثيرة ومتواترة عن كثير من المفكرين والقادة الإسلاميين. أهمها في رأيي، تلك النبوءة التي قال بها الشيخ أحمد ياسين، وهو من هو -في ظننا- في مكانته عند الله وولايته له.
وقد جزم الشيخ أحمد ياسين بزوال “إسرائيل” في الثلاثين سنة الأولى من القرن الواحد والعشرين.
وأكد هذه النبوءة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وهو من هو كذلك.
وللأستاذ مصطفى مشهور، المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين كلام مشابه، وتحديد زمني مماثل.
وأشهر هذه النبوءات، نبوءة الأستاذ (بسام جرار) المفكر الإسلامي الفلسطيني، الذي اعتمد في نبوءته على فكرة ( الإعجاز العددي في القرآن الكريم ). وهو الإعجاز الذي يقول به كثير من العلماء، ويعتمد على حساب عدد الآيات والكلمات والحروف، ومقابلتها ببعضها، للخروج بإشارات رقمية تقطع في رأي هؤلاء -القائلين بالإعجاز العددي- بنتائج مأخوذة من معطياتها ومنطلقاتها.
وأشهر النبوءات التاريخية التي اعتمدت على فكرة (الإعجاز العددي) نبوءة (ابن برجان) العالم المفسر الكبير، الذي جزم بأن تحرير القدس سيكون في (يوم الجمعة في السابع والعشرين من شهر رجب عام 583هـ)، وقد توفي ابن برجان بعد ذلك عام 532هـ، وتحققت نبوءته بعد وفاته بخمسين عاما تقريبا، وأعجب العجب أنها تحققت في عامها ويومها الذي حدده ابن برجان.
والدكتور بسام جرار الذي يتنبأ اليوم بزوال دولة الاحتلال، له كتاب بعنوان (زوال “إسرائيل” 2022 نبوءة أم صدف رقمية).
يقطع فيها الدكتور بسام بأن زوال “إسرائيل” سيكون في عام 2022م، وهي نبوءة له منذ سنين طويلة. وقد شاهدت للدكتور بسام حوارا من قريب، قطع فيه بأن نهاية “إسرائيل” ستكون في هذا العام ( 2022م )، بل وستكون في الشهور القليلة القادمة التي يتزامن فيها عام 2022 الميلادي مع عام 1443 الهجري. ويعني ذلك أن هذا سيحدث قبل نهاية شهر ذي الحجة القادم، وقبل بداية عام 1444 الهجري.
لكن الدكتور بسام في حواره القريب له، ينوّه إلى أن هذا إذا لم يحدث، فمعنى ذلك أن حساباتهم العددية قد شابها الخطأ. وهو بذلك يؤكد على صحة فكرة الإعجاز العددي عموما، ولكنه من الممكن أن يخطئ العادّون في عدّهم ومقابلاتهم العددية.
فكرة الإعجاز العددي التي تعطي إشارات ونبوءات مقطوع بصحتها عند الدكتور بسام، وفهمها وتطبيقها هو الذي من الممكن أن يشوبه الخطأ. وهو الذي سمى كتابه من قديم (زوال “إسرائيل” 2022 نبوءة أم صدف رقمية ). إذاً، فالصدف الرقمية واردة، مع القطع بصحة فكرة الإعجاز العددي عموما.
والعجيب أن النبوءات بزوال “إسرائيل” تأتي من الإسرائيليين أنفسهم، فقد ذُكر أن مناحيم بيجن قال في عام 1982م في ذروة الاجتياح الإسرائيلي للبنان (ستنعم “إسرائيل” بما نصت عليه التوراة من سنوات السلام الأربعين)، وهي التي تنتهي بالعام 2022م، كما توقع الدكتور بسام جرار.
وقال نتنياهو في تصريح منسوب إليه ( سأجتهد لكي تبلغ “إسرائيل” عامها المائة، لأن التاريخ يُعلمنا أن أطول عمر لأي دولة للشعب اليهودي لم يدم أكثر من ثمانين عاما). والثمانون عاما منذ إعلان قيام “إسرائيل” عام 1948 ستكون نهايتها في عام 2022م.
وأحدثُ هذه النبوءات، ما سمعناه قريبا جدا، من نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني في كلمة متلفزة له، عندما قال (“إسرائيل” لن تبلغ عامها الثمانين). وهو العام الذي نحن فيه، عام 2022م.
النبوءات كثيرة، وقد تختلف في تحديد الوقت، وقد يتفق الكثير منها في تحديد وقت بعينه.
وبعيدا عن هذه النبوءات نقول: إن زوال “إسرائيل” سيكون قريبا، من غير تحديد لوقت بعينه، وربما تصدق بعض التحديدات المتداولة. والقطع بزوال “إسرائيل” معتمد أساسا على وعد الله لهم في القرآن:( وإن عدتم عدنا).
وهو الوعد الذي قطع الله به عليهم، أنهم كلما عادوا للإفساد في الأرض، بعث الله عليهم عبادا له، ليردوهم ويظهروا عليهم.
وقيام “إسرائيل” على الأراضي الفلسطينية في عام 1948م إفساد منهم في الأرض، لأنه اغتصاب لما ليس من حقهم، وهو الاغتصاب الذي حدث بعد قتل وتشريد أصحاب الأرض الحقيقيين.
واحتلال “إسرائيل” بعد ذلك لكافة الأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها مدينة القدس إمعان في الإفساد.
وما تفعله “إسرائيل” منذ قيامها إلى الآن في الفلسطينيين، من قتل دائم، وتشريد دائم، وظلم دائم، هو إمعانٌ في إمعانٍ الفساد في الأرض.
وما وصلت إليه “إسرائيل” اليوم، من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى هو أكبر الإمعان في الفساد، وليس ثمة إفساد أكبر منه إلا أن تُقدم “إسرائيل” على هدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكلها المزعوم على أنقاضه.
ولا نظن أنها ستصل لذلك، لأن ظننا أن الله لن يترك مسجده الأقصى؛ أول القبلتين وثاني المسجدين، ليُهدم ويبنى على أنقاضه هيكلٌ لهؤلاء اليهود المغضوب عليهم.
ليس هناك نصٌ قاطع باستحالة أن يُهدم المسجد الأقصى، ولكن أغلب الظن أن ذلك لن يحدث لمكانة المسجد الأقصى عند الله.
وأغلب الظن أن “إسرائيل” تخاف أن تقدم على هذه الخطوة، وإن كانت تناور حولها. فهي تعلم مكانة المسجد الأقصى في قلوب وعقول المسلمين، وأن هدمه لن يمر عليهم بسلام، وكذلك ترى أمريكا ويرى الغرب معها. ولذلك، ففكرة هدم المسجد الأقصى بالكلية كأكبر إفساد محتمل لليهود فكرة مستبعدة.
ويبقى إفسادهم الأكبر، تدنيس المسجد الأقصى واقتحامه يوما بعد يوم، بعد احتلال الأرض وقتل الناس وتشريدهم.
وإن كنا من خلال ما سُقناه نرى أن اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه هو أكبر إفساد لليهود يمكن تخيله، فإن وصولهم لأكبر الإفساد هذا يعني بالضرورة نهايتهم على يد عباد لله، كما قطع الله في وعده القرآني (وإن عدتم عدنا). وقد عادوا للإفساد، وبلغوا الغاية فيه باقتحام الأقصى وتدنيسه الذي أصبح يتم يوميا تقريبا، وليس بعد هذه الغاية غاية أخرى، وهي النهاية بإذن الله، التي تشير إليها كل النبوءات التي ذكرناها، والتي لم نذكرها كذلك، وهي كثيرة جدا.
اليقين أننا قد اقتربنا من نهاية دولة الاحتلال، والذي يطاله الشك فقط، التحديد القاطع بسَنَة هذا الزوال، وبيومه وساعته .