ما إن يطل علينا موسم المراجعة والامتحانات حتى تنهال الأسئلة والاستفسارات من أولياء الأمور والطلاب عن الطريقة المُثلى للتعامل مع هذه الفترة الحرجة والفاصلة، خاصة إذا كان الابن في نهاية مرحلة من المراحل أو شهادة من الشهادات.
تنهال الأسئلة بخصوص (المراجعة وأنسب طرقها وأوقاتها، وأنسب أسلوب لمعاملة الأبناء، وأنسب الأطعمة والمشروبات، وما يجب وما لا يجب....... الخ ).
ولكي نوفر الجهد والوقت في الإجابة على كل هذه الأسئلة فلابد من وضع خطوط عريضة يجب مراعاتها وبذلك نصل إلى الأسلوب الأمثل الذي نصل به للنتيجة المثلى بإذن الله تعالى وذلك لسببين:-
• السبب الأول: أن الفترة الزمنية قصيرة ولا تتحمل التفصيل الزائد والإسهاب ولا تتحمل التجريب.
• السبب الثاني: مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء واختلاف طباع وظروف الطلاب حيث أنه ليس هناك ما هو (متفق عليه) في السلوك الإنساني وأننا لا نتعامل مع قوالب جامدة نحركها كيف نشاء.
أولاً: بعض النصائح والضوابط التي يجب على أولياء الأمور مراعاتها بدقة أيام المراجعة:-
1- اشتراك الأب والأم في المتابعة في هذه الفترة بالذات حيث أن لكل منهما بصمته ودوره وأسلوبه الذي لا يعفيه من كل ذلك وجود بصمة ودور وأسلوب الطرف الآخر، ولكي نضمن الإشباع الوجداني والتوازن النفسي في المعاملة، ومن كان يتيماً فهنيئا له بمعية الله له ورعايته وتدبير أمره.
2- غرس مزيد من التقوى والانضباط لدى الأبناء لضمان الهدوء النفسي والقدرة على التركيز. قال تعالى: "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [البقرة:282].
3- غرس مزيد من الطموح والدافعية، مع حسن الأخذ بالأسباب، وحسن استغلال الفرص المتاحة، ثم تمام الرضا والتسليم بقدر الله تعالى، فقدر الله كله خير.
4- تعظيم دور العلم ومكانة العلماء في الآخرة قبل الدنيا، مع ضرب أمثلة ونماذج واقعية.
5- مراعاة الجو النفسي والبعد عن المشكلات والمشاحنات والضغوط، مع دقة الردود على بعض المشكلات التي ربما تواجه الأبناء مثل (الخوف الزائد- النسيان- الإحساس بالتشبع وعدم الرغبة في المذاكرة- عدم القدرة على تنظيم الوقت... الخ).
• ويسهل ذلك كله حسن اتباع النقاط السابقة بدقة.
6- تدريب الأبناء على أن يتحملوا دوراً في توفير الجو المناسب لأنفسهم عن طريق...
* الابتعاد عن المضايقات والمثبطات ومسببات التوتر.
* التفاؤل والجرعات الذاتية من الأمل والإيجابية والاعتماد على النفس.
* التخلص من الهموم والمشكلات أولاً بأول.
* أن يقوم الابن بكتابة كل مشكلاته في ورقة بينه وبين نفسه لتفريغ الشحنات السالبة والجلوس معه بعد كتابة ذلك في جلسة هادئة للرد على كل نقطة وكيفية التغلب عليها، وعدم تهويل ذلك.
وإن قام الابن بكتابة مشكلاته في ورقة بينه وبين نفسه ثم قام بتمزيق الورقة وألقاها في السلة فإن مجرد فعل ذلك كفيل بتفريغ الشحنات السالبة وتحقيق الاستقرار النفسي.
7- ممارسة الرياضة والترويح عن النفس لأوقات قصيرة، مع الاهتمام بالصحة، والتغذية الجيدة، والإكثار من المشروبات الطبيعية، والبعد كل البعد عن المُنبهات والأدوية المهدئة وأدوية الصداع... الخ.
8- مراعاة المستوى الحقيقي للأبناء وإمكانياتهم حتى يكون الطموح واقعياً وحتى لا نكلفهم فوق الطاقة فيصاب الجميع بالإحباط والاكتئاب، لا قدَّر الله.
9- الحذر ثم الحذر من الشدة في التعامل في هذه الفترة الهامة أو أن يشعر الأبناء بأن هناك طوارئ داخل المنزل أو أنه يسبب لباقي الأسرة ضغطاً نفسياً.
10- التأكيد على أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن حلاوة النجاح تنسي مرارات العام كلها وترسخ لشخصية جديدة قادرة على تخطي العقبات ومواجهة المشكلات ذاتياً.
- تلك عشرة كاملة بها وبغيرها تستطيع الأسرة أن تخرج من فترة الامتحانات وقد حققت الآمال والأهداف المرجوة كاملة بإذن الله تعالى.
ثانياً: بعض النصائح والضوابط الذي يجب على الطلاب مراعاتها بدقة أيام الامتحانات:-
من المعروف أن أيام الامتحانات لها أهميتها البالغة باعتبارها وقت الحصاد وباعتبار أن لكل مادة وزنها النسبي الذي لا غنى عنه، ولكي نوفر الجهد والوقت للطلاب ولأولياء الأمور فهذه خطوط عريضة يجب مراعاتها طوال فترة الامتحانات من باب الأخذ بالأسباب، والله تعالى هو الموفق المستعان وعليه وحده التكلان.
1- في أيام الامتحانات لا تضع على مكتبك إلا كتب وأدوات المادة التي ستذاكرها فقط فكثرة الكتب أمامك قد يُشعرك بالتوتر وعدم التركيز، ومن المهم جداً البُعد عن المُلهيات وعوامل تشتيت الذهن.
2- النوم المبكر والاستيقاظ فجرًا للصلاة وإلقاء نظرة سريعة على أساسيات المنهج.
3- نشِّط جسمك وذهنك ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة لمدة 10 دقائق.
4- تناول وجبة الإفطار هام جداً على أن تكون الوجبة مُغذية وخفيفة حتى يحصل الجسم على الطاقة اللازمة التي تساعد على التركيز.
- من الأطعمة التي تساعد على التركيز (البيض- الخبز الأسمر- البليلة- منتجات الألبان- الجزر).
- تناول كوب من الحليب أو عصير فاكهة طازجة، ويمكنك تناول بعض المكسرات، بالإضافة إلى ثمرة من الفاكهة مثل التين أو البرتقال أو الموز أو بعض التوت.
5- صلاة ركعتين صلاة الحاجة وضرورة طلب الدعاء من الوالدين.
6- أحسن الظن بالله تعالى وكُن متفائلاً أنه سبحانه لن يضيع ما بذلته من جهد.
7- ثق أن نتيجة الامتحان هي قدر الله تعالى وقدر الله كله خير، والخيرة تكون دائماً فيما اختاره الله.
8- تجهيز بعض قطع الحلوى الصغيرة لتناولها في اللجنة لتساعدك على نسيان القلق وتخفيف التوتر وتمدك بالسعرات الحرارية اللازمة.
9- عدم نسيان شيء من الأدوات المطلوبة والبيانات، كل مادة حسب ما يخصها.
10- الذهاب المبكر للامتحان وخاصة أول يوم لمعرفة مكان لجنتك ولتجلس في مقعدك بعض الوقت قبل موعد بدء الامتحان فهذا يفرغ شحنة التوتر.
11- عندما تجلس في مقعدك التزم بالهدوء واتبع التعليمات، واحرص على توقير معلميك، وردد ما تحفظ من أدعية.
12- عندما تتسلم ورقة الأسئلة لبدء الإجابة قم بإلقاء نظرة سريعة على الأسئلة كلها فيما لا يزيد على 5 دقائق.
13- ابدأ بإجابة أسهل سؤال في الورقة ثم الذي يليه من حيث السهولة... وهكذا.
14- مراعاة قراءة السؤال بدقة لتحديد المطلوب لأن السؤال قد تكون صياغته غير مباشرة أو يعتمد على التلاعب بالألفاظ.
15- مراعاة الوقت جيداً حتى لا يأخذ السؤال أكثر من وقته فيطغى على وقت باقي الأسئلة.
16- احرص على قراءة القوانين والمصطلحات والرسوم التوضيحية بدقة وكذلك الإشارات والرموز.
17- لا تترك سؤالا بدون إجابة مهما كانت درجة صعوبته لأن مجرد اختيار إجابة أفضل من لا شيء فمن الممكن أن يكون اختيارك هو الصحيح.
18- مراعاة ترك 20-15 % من إجمالي الوقت للمراجعة والتأكد من عدم ترك نقاط بدون إجابة.
19- لا تحاول الغش ولا تساعد عليه، ولا تغادر قاعة الامتحان قبل انتهاء الوقت مهما كانت سهولة الامتحان.
20- بعد مغادرة الامتحان لا تشتت ذهنك بالمراجعة مع الزملاء وخاصة في نقاط الاختلاف والتي يمكن حلها بأكثر من طريقة حتى لا تؤثر على المادة التي تليها.
وفقكم الله ورعاكم وسدد لكل خير خطاكم