من المؤسف أن الكثير من الناس يفوته شكر النعم بالغفلة عنها لألفته لها ومن هنا جاء حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم يلفت أنظار الأمة بلطفه وأسلوبه التربوي الراقي فقال عليه الصلاة والسلام مذكرا: (مَن أصبحَ مِنكُم آمِنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسَدِهِ، عندَهُ قُوتُ يَومِه، فَكأنَّمَا حِيزَتْ له الدُّنْيا) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
فرسول الله يذكرنا بما نحن فيه من نعم حتى لا يفوتنا شكرها ونحن بالألفة عنها غافلين فيذكرنا بنعمة الأمن التي تصدّر بها كلماته الشريفة نعمة الأمن في العائلة والعشيرة والمجتمع وهي نعمة عظيمة مقدمة على النعم الأخرى التي ذكرها الحديث لأن الحياة لا تقوم إلا بها وقد سبق أن دعا ابراهيم عليه السلام وقدمها على نعمة الغذاء والرزق فجاء في القرآن الكريم على لسانه: (وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ) (سورة البقرة: ١٢٦). ودلت الآية على أمن البلد والمكان.
ويذكرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام بنعمة أخرى هي العافية والصحة والسلامة من الأسقام وهي ضرورة لقيام العبد بما أوكل إليه من تكاليف شرعية وجهادية فالجسد السقيم لا يستطيع القيام بالواجبات كما يريدها الشارع على تمامها وإن كان له عذر ورخصة ويختم بنعمة الغذاء التي يفتقدها كثير من الناس في كثير من الأقطار وفيها إشارة إلى الاقتصاد وكفايته ولنعلم جميعا أن الأمن بأصنافه لا يأتينا إلا بتمسكنا بكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وتطبيق مراد الله في خلقه سبحانه وتعالى.
أسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين لنعم الله في كل حين