كيف تتخذ القرار الصحيح سواء كان صعبًا أو سريعًا؟

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف تتخذ القرار الصحيح سواء كان صعبًا أو سريعًا؟
How-to-decide-when-you-have-too-much-choice-768x401-e1565633064405

مع اختلاف أعمارنا وخبراتنا في الحياة كثيرًا ما نواجه تحديًا كبيرًا في اتخاذ القرارات، سيما الصعبة والسريعة منها. فيعاني البعض من جهة من عدم القدرة على اتخاذ قرارات سريعة على تفاهتها. بينما تجد آخرين يتخذون قرارات مصيرية في وقت قياسي. فما هي المعادلة الصحيحة لاتخاذ قرار صائب في زمن معقول ودون الشعور بالندم لاحقًا؟

لماذا يعد اتخاذ القرار الصحيح أمرًا صعبًا؟

يرجع هذا لعدة أسباب نذكرها فيما يلي:

- يستوجب اتخاذ القرار الصحيح اتباع عدة خطوات وعدم الالتزام بإحداها غالبًا ما يؤدي لاتخاذ القرار الخاطئ.

- اتخاذ القرار في حد ذاته يعتبر من العمليات الذهنية المرهقة، وقد يفقد الإنسان أحيانًا قدرته على التفكير في القرار الصحيح بسبب الإرهاق الذهني وكثرة التفكير في الأمر.

- رغبة الإنسان في اتخاذ القرار المثالي وتردده في اتخاذ القرارات كجزء من طبيعة البعض أحيانًا يزيد الأمور سوءًا ويعرقل عملية اتخاذ القرار الصحيح.

كيف تتخذ قراراتك؟

عملية اتخاذ القرار:

تشتمل عملية اتخاذ القرار الصحيح عادة على الخطوات التالية:

- حدد القرار الذي عليك اتخاذه وحاول أن تدرس قدر المستطاع تبعات هذا القرار بناء على المعطيات.
- حدد أهدافك، وما الذي تنوي تحقيقه باتخاذ قرار معين.
 اجمع معلومات بخصوص الأمر الذي تود اتخاذ القرار بشأنه، فإذا كانت وظيفة جديدة مثلًا فادرس متطلبات الوظيفة وقم باستشارة من عملوا فيها بالفعل.
 اطلع على جميع الخيارات، فإذا كان عندك خيارات لوظائف أخرى ادرسها جميعها بمميزاتها وعيوبها.
 قيِّم الخيارات التي قمت بها، وأخيرًا قم باختيار الأنسب لك.

وسيغدو من المفيد بمكان أن تراجع جميع الخطوات التي قمت بها سابقًا، وانظر إلى أي مدى سيسهم الاختيار الذي اخترته بتحقيق هدفك. كذلك يفضَّل أن تقوم بعملية اتخاذ القرار وحدك سيما إذا شعرت أن من حولك سيؤثرون بصورة سلبية على القرار الذي ستتخذه . وتأكد أنك قمت بجمع المعلومات والاستشارات اللازمة لتتخذ القرار الصحيح، وإلا فاحرص على تأجيل القرار النهائي حتى يتم ذلك.

وفي النهاية وقبل أن تنفذ القرار، فمثلًا قبل أن تبدأ بالعمل بعد اختيار الوظيفة المناسبة لك، احرص على مراجعة القرار النهائي وعملية صناعة القرار كذلك والتأكد من أنه القرار المناسب لك.

والآن سنعرض لبعض التقنيات التي من شأنها إعانتك بإذن الله على اتخاذ أفضل قرار وأحيانًا أسرع قرار وهذا يتوقف قطعًا على جدية القرار. فإذا ما أردت أن تقرر ماذا ستأكل من مطعم ما فستميل عادة للسرعة أكثر من إمضاء وقت أطول لاتخاذ أصوب قرار. بينما في قرارات أكثر مصيرية كالزواج ستميل لأخذ وقتك حتى تتخذ أفضل قرار ممكن.

إذا ما أردت أن تقرر ماذا ستأكل من مطعم ما فستميل عادة للسرعة أكثر من إمضاء وقت أطول لاتخاذ أصوب قرار. بينما في قرارات أكثر مصيرية كالزواج ستميل لأخذ وقتك حتى تتخذ أفضل قرار ممكن

كيف تتخذ قرارًا صحيحًا؟

من أفضل التقنيات التي ننصح بها لاتخاذ أفضل قرار هي النظر للأمر بموضوعية تامة. فعادة ما تمكن صعوبة اتخاذ القرار حين يفكر الإنسان في أن القرار متعلق به شخصيًا. ولهذا عادة ما نقترح على الشخص المُطالب بصناعة القرار أن يسأل نفسه: "ترى ماذا كنت لأنصح أحد إخوتي أو أقرب أصدقائي في هذا الأمر؟"

وبعد أن تتخذ القرار، قم كذلك بالتفكير في القرار المعاكس لقرارك ولماذا يعد القرار الذي اتخذته أنت هو الأصوب . فمثلًا إذا كان قرارك برفض وظيفة ما، فادرس اختيار قبولها بدل رفضها، فإذا تأكدت لك العيوب التي أدت بك لرفضها فإذا قد اتخذت القرار الأنسب لك أنت.

من أفضل التقنيات التي ننصح بها لاتخاذ أفضل قرار هي النظر للأمر بموضوعية تامة. فعادة ما تمكن صعوبة اتخاذ القرار حين يفكر الإنسان في أن القرار متعلق به شخصيًا

حدسك وعملية صنع القرار:

وضع في اعتبارك أن حدسك سيعينك في كثير من الأحيان على اتخاذ القرار الصحيح، فلك أن تعتمد عليك في المواقف التي لن تتمكن فيها من القيام بعملية صنع القرار وتمحيص الاختيارات بشكل تفصيلي. ولكن انتبه أن حدسك قد يخذلك أحيانًا بسبب غموضه، ذلك أنك عادة لا تعرف السبب وراء رغبتك في اتخاذ قرار معين. بيد أنه عادة ما يكون الصواب في كثير من الأحيان، فالجأ إلى حدسك ما دعت الضرورة، ولكن لا تعتمد عليه في صنع القرارات المصيرية بالذات .

كيف تتخذ قرارًا سريعًا؟

كثيرًا ما يتوجب علينا اتخاذ قرار جيد سريعًا، وليس بالضرورة أن يكون الأفضل. وقد تلقى نفسك تؤجل اختيار قرارات هامشية فقط لرغبتك في اتخاذ القرار الأصوب. وقد يؤدي هذا الأمر أحيانًا لنتائج خطيرة إذا كان هذا القرار من القرارات التي يتوجب عليك اتخاذها يوميًا.

إليك بعض التقنيات التي يمكنك استخدامها لتتمكن من اتخاذ قرارات سريعة وجيدة:

1- استخدم حدسك في صناعة القرارت السريعة فهو غالبًا ما يوجهك للطريق الصحيح.
2- اختر أبسط الاقتراحات وأكثرها مباشرة.
3- اجعل لك روتينًا في اختيارتك اليومية من طعام وملابس حتى لا تضيع الكثير من الوقت في هذه الأمور على حساب أخرى أكثر أهمية.

كيف تتخذ قرارًا صعبًا؟

- اتبع عملية صنع القرار العادية التي ذكرناها آنفًا.
- إذا كثرت المعلومات والاستشارات والاقتراحات فقم بعمل قائمة بالمميزات والعيوب لجميع الاختيارات المتاحة.
- استبعد الاحتمالات الضعيفة والتي لن تختارها على أي حال.
- قارن بين الخيارات المختلفة، وادرس العوامل الثانوية كذلك فقد تساعدك أكثر على تحديد القرار الأنسب.
- راجع أولوياتك وأهدافك في كل مرة تتخذ فيها القرار. فمثلًا إذا كنت تقارن بين وظيفتين إحداهما وضعها الاجتماعي أفضل بينما الأخرى تضمن قيامك بما تحب، فاسأل نفسك لماذا تهتم بالوجاهة الاجتماعية في الأساس ولماذا هي من أهدافك في اختيار الوظيفة؟
- انظر لما ستكتسبه من اتخاذ قرارك أكثر مما ستخسره.
- قم بخوض تجربة قصيرة إذا أمكن، فأحيانًا يمكن قضاء فترة تدريب في وظيفة معينة ويمكنك خلالها تحديد ما إذا كنت تنوي الاستمرار في العمل فيها أم لا.
- احرص دومًا على الاستشارة، ولا تقصر استشارتك على دائرة معارفك بل استشر كذلك ذوي الخبرة ممن خاضوا التجربة قبلك.

أشهر الأسئلة المتعلقة بمسألة صناعة القرار:

هل أنساق لعواطفي أثناء اتخاذ أي قرار؟

يجب أن تتخذ عواطفك في عين الاعتبار ولكن يجب ألا تسيرك عواطفك بحيث تمنعك من التفكير بمنطقية وبالتالي اتخاذ القرار الخاطئ.

يجب أن تتخذ عواطفك في عين الاعتبار ولكن يجب ألا تسيرك عواطفك بحيث تمنعك من التفكير بمنطقية وبالتالي اتخاذ القرار الخاطئ

ماذا إذا اتخذتَ القرار الخاطئ؟

الحقيقة أنه لا يوجد ضمان بأن أي قرار تتخذه مهما كنت دقيقًا وذكيًا لن يكون القرار الخاطئ أو أن يؤدي لنتائج خاطئة ، بل عليك أن تضع في الحسبان دائمًا أن هذا الاحتمال وار.، وعلى أساس ذلك احرص دائمًا على دراسة تبعات أي قرار تتخذه.

كيف أتفادى الندم على قراراتي؟

قم باتخاذ أكثر قرار صائب في رأيك بناء على المعطيات، واستبعد القرارات التي تحمل نسبة كبيرة من المخاطرة وبالتالي تزيد احتمالية الندم. وكذلك يمكنك تقليل الخيارات التي تدرسها قبل صنع القرار، فقد أثبتت الدراسات ان الندم عادة ما يصيب الإنسان بكثرة المقارنة بين البدائل.

وأخيرًا، فحتى تتمكن من اتخاذ قرارات صائبة بشكل عام احرص على عملية صناعة القرار، واعتمد على حدسك في القرارات السريعة. وبالنسبة للقرارات الجدية الصعبة فركز على أولوياتك وأهدافك والمميزات والعيوب الأساسية، ونتائج كل قرار. ولا تنس دعاء الاستخارة وسؤال الله أن يلهمك الرشد ويبين لك الصواب، وبهذا تكون قد عقلتها فتوكل بإذن الله.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • https://effectiviology.com/how-to-make-decisions/
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …